مصر على خطا سوريا - د. زيد خضر

mainThumb

27-01-2015 09:41 PM

قامت ثورة يناير في مصر قبل أربع سنوات وأطيح بحسني مبارك ، وتنفس الشعب المصري الصعداء وظن أن ساعة الخلاص وساعة الحرية قد آن أوانها ، واستنشق الشعب المصري الحرية بوصول جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم .
لكن الشعب المصري المسكين لم يكن يعلم أن خفافيش الظلام والغربان كانت تخطط له أمراً آخر فقد عز عليها أن تخرج السلطة والامتيازات من يدها ، فأخذت تخطط بالتعاون مع دول غربية وعربية وتم تشكيل محور معادي للحرية ومصر ، وأطيح بحكم الإخوان - الذي لم يستقر أصلاً - ووصل السيسي للحكم .


ومنذ وصول زعيم الانقلاب العسكري إلى سدة الحكم ارتكب العسكر عدة جرائم ضد الشعب المصري : قتل ، وحرق ، وسحل ، وتدمير بيوت ، وإعدامات ، وسجن وتدمير مدن سيناء ، وحرمان الطلبة من جامعاتهم ومدارسهم ،واغتصاب النساء ...


وصبر الشعب المصري على ذلك ،واستمر في تظاهراته السلمية مع أنه كان يقتل منه في كل مسيرة بضعة أشخاص ، حتى أنه في الذكرى الرابعة لثورة يناير قبل أيام ارتقى من الشعب المصري 30 شهيداً ، وجرح العشرات ، واعتقل المئات .


فهل يستمر الشعب المصر في مسيراته السلمية ؟ أم يطفح الكيل  به وينفذ صبره ويخرج عن سلميته ويحمل السلاح ؟ أغلب الظن أن هذا الذي سيحدث - وقد بدأت بوادره - وإن حدث هذا فستكون الأحداث في سوريا والعراق " بسيطة " جداً بالمقارنة مع أحداث مصر ، وستغرق كل المنطقة العربية في وحل الفوضى والقتل والدمار ولن تخرج من هذا المستنقع الدموي إلا بعد سنوات طويلة حيث تكون دولاً منهكة محطمة ،وهذا سيصب في صالح دولة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة . 


المطلوب من عقلاء العالم العربي أن يأخذوا على يد الانقلابيين في مصر ، ويعيدوا الحق إلى نصابه ليحقنوا دماء إخواننا المصريين .


المطلوب من الدول الداعمة والمانحة لانقلاب السيسي أن توقف دعمها له حتى لا يتمادى في سفك دماء الشعب ، وحتى يعود الحق إلى أصحابه ، وحتى تؤمن بقية الشعوب العربية بالديمقراطية .


المطلوب من الدول العربية أن تتفرغ لمشاكلها الداخلية : الفقر والبطالة .. مطلوب أن تنتبه إلى المشاكل الخارجية التي تهددها : فالخطر الشيعي على الأبواب متمثلاً في المد الإيراني ، والحوثي ، وحزب الله ، ناهيك عن خطر الإرهاب الذي يلاحقنا صباح مساء ، أليس التصدي لهذه الأخطار أولى من دعم شخص إنقلابي يشكل خطراً على الأمة بأسرها .


كلنا أمل بوصول الملك " سلمان بن عبد العزيز " إلى السلطة في السعودية أن يجري مراجعات شاملة لموقف بلاده من الانقلابيين ، وأن يوقف الدعم هو وإخوانه حكام الخليج عن السيسي وجماعته .


أيها العقلاء .. أيها الزعماء العرب والمسلمون .. انقذوا مصر قبل فوات الأوان حتى لا يأتي اليوم الذي نعض فيه أصابع الندم ، فنحن العرب والمسلمون في سفينة واحدة إن غرقت غرقنا جميعاً وإن نجت نجونا جميعاً  ،اللهم هل بلغت اللهم فاشهد .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد