الكتابة فن

mainThumb

27-01-2015 10:41 PM

ليس هناك من يستطيع أن يجبر شخصا على كتابة مقالة أو خاطرة أو قصة قصيرة أو طويلة ,أو شعرا أو نثرا, أو أي نوع من أنواع الأدب. فهذا الأمر لا يكون إلا بمبادرة شخصية ذاتية ونتيجة لفكرة تكون قد أختمرت في الذهن قبل أن تترجم على الورق ,ولا فلا لزوم للكتابة .

          الفكرة كالبذرة, حين تحضر, تحتاج إلى تحضير وعناية  ورعاية .  فحين يلتقط العقل الفكرة, يضعها في الميزان , ليرى مدى ثقلها وهل تستحق أن يصرف جزءا من الوقت عليها أم لا , ويبدأ الفكر بتقليبها , فيمحصها ويتفحصها, فإذا وجدها مناسبة , يعمل الفكر فيها فيبدأ بنسج    الأفكار الرئيسة التي تتناسب والفكرة , ثم ينتقل إلى التفاصيل وترتيبها فيزيد وينقص , ويمضي جزءا لا بأس به من الوقت يفكر , محاولا تهذيبها ليخرجا بأحسن صورة . منشغلا ما بين جاذبية العنوان وملائمته والنص   والمقدمة  وترتيب الأفكار حسب الأهمية فيقدم ويأخر, ويدقق في الإملاء تارة , وفي النحو تارة , وعلامات الترقيم تارة أخرى , فيمسح ويعدل, ويختار حجم الخط ونوعه, حتى يتيقن أنه  ذهنيا ,أخرج  نصا يثق بقدرته على ألصمود. أمام مستويات القراء وتنوع أذواقهم. ثم يبدأ برصف حروفه على الورق.

          فالكتابة ليست سهلة, وهي المهارة الأكثر صعوبة بين مهارات اللغة الأربع , حيث يبدأ المرء بمهارة السمع ثم ينتقل إلى مهارة المحادثة ثم إلى مهارة القراءة وأخيرا مرحلة الكتابة, وفي كل حالة من هذه الحالات المهارات  يتفاوت الناس في قدراتهم .

         والكتابة فن كما الرسم والموسيقى وغيرها من الفنون ,وليست بالصورة التي يتخيلها البعض ,فهذه المهارة لا يتقنها إلا المتمرسون وأصحاب المعرفة في ترجمة لسنوات طويلة من التعلم والقراءة, واستغلال المخزون اللغوي والفكري والثقافي والاجتماعي وتوظيف هذا المخزون توظيفا ايجابيا ,وهي قبل كل شيء رسالة نظيفة , تحمل فكرة أو أكثر, يحاول الكاتب توصيلها للقراء , وعليه فالكاتب صاحب رسالة لا تقل أهميته عن الساسة والإقتصاديين وصناع القرار.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد