العراق : ساعات حاسمة قبل المعركة الفاصلة ضد داعش

mainThumb

26-02-2015 08:22 PM

السوسنة - يعيش العراق الساعات الحاسمة الفاصلة قبل انطلاق المعركة الفاصلة ضد داعش، معركة تحرير الموصل، وفق ما أكدت صحيفة لاستامبا الإيطالية، على موقعها الخميس.
 

وأوضحت الصحيفة أن الخطة الأمريكية لتحرير المدينة الرمز، التي سقطت في يد داعش، شبه جاهزة، مشيرة إلى أن منسق عمليات التحالف الدولي الجنرال الأمريكي السابق جون آلن ورئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، أصبحت شبه جاهزة، باسم خطة "الكماشة".

نهر دجلة


وقالت الصحيفة إن هدف الحملة ضد داعش، مدينة الموصل، لأنها المدينة التي لا تتميز بأهميتها الرمزية فقط، بل لأنها المدينة ذات الأهمية الاستراتيجية العسكرية القصوى، ولأنها توفر كل الشروط لتدمير داعش، أو على الأقل إلحاق أشدّ الأضراربه.

وتضيف الصحيفة أن المدينة التي وفرت للتنظيم قوة خاصة بعد تحصنه فيها، هي نفسها التي توفر للتحالف نقطة اختراق حاسمة، بفضل نهر دجلة، الذي يقسم المدينة ، بين شطر سهل النفاذ والدخول للأكراد، والثاني، في يد السنة الذين يعتمد عليهم داعش كثيراً للاحتفاظ بالمدينة.

وقالت لاستامبا نقلاً عن مصادر عسكرية، إن الخطة تقضي عند بداية العميات بانتفاضة الأكراد، على الضفة الشرقية للنهر لقطع الطريق على داعش، في حين تبدأ الخلايا السنية في شغل التنظيم داخل الجانب الخاضع لسيطرته.

الكماشة القاتلة


واعتماداً على هذه الخطة بدأت غرفة الحرب في تامبا الأمريكية في فلوريداً في تصعيد ضغطها التدريجي على داعش، حسب الصحيفة في انتظار ساعة الحسم في الربيع القادم.

وفي هذا السياق تشير الصحيفة، إلى الجبهات الكثيرة التي فُتحت أخيراً، في سوريا على يد الأكراد التابعين لوحدات حماية الشعب، الذين استعادوا زمام المبادرة بعد تحرير كوباني، بالتحرك على كامل محاور الشمال الشرقي السوري الخاضع بشكل أو بآخر لداعش، الذي يتراجع على أكثر من قطاع عسكري فيه.

وفي العراق، كثف أكراد كركوك، بدورهم انتشارهم حول المنطقة لتثبيت أكبر عدد ممكن من مقاتلي داعش في محيط المنطقة، فيما يتحرك الجيش العراقي داخل منطقة البغدادي، مستكملاً الضلع الثالث من الكماشة التي تسعى لتطويق داعش والإجهاز عليه.

وحسب الصحيفة، تستند الكماشة إلى 25 مقاتلاً متمرساً، تدربوا على يد حوالي 3 آلاف خبير ومدرب أمريكي، إلى جانب بضع آلاف من المقاتلين الأكراد، في قاعدة عين الأسد العراقية، التي حاول داعش السيطرة عليها في الأسابيع القليلة الماضية.

من الفلوجة إلى الموصل


وإلى جانب القوات العسكرية العراقية والكردية، تشارك قوات التدخل السريع من المارينز بعدد غير محدد من المقاتلين ، انطلاقاً من مقر القيادة العليا الأمريكية السابق في مدينة الأنبار، التي كانت معقل الجنرال دايفد بيترواس الذي قاد عملية تفكيك الشبكات المتطرفة في 2007 وقضى فيها على تنظيم القاعدة في العراق.

ويُشير اختيار الأنبار إلى ثقة التحالف أن العمليات العسكرية في الموصل، ستكون تكراراً للمواجهات المماثلة التي حصلت في 2003، في الفلوجة الشهيرة، والقتال العنيف الذي خاضته القوات الأمريكية ضد المسلحين العراقيين، مع انتظار مواجهات أكثر شراسة وعنفاً وأطول من "حرب الفلوجة" التي ستكون مجرد صدامات بسيطة قياساً بما تعد له القوات الدولية في حرب الموصل.

جسر جوي


ولتأمين ظروف نجاح العملية، ينتظر حسب الخطة بعد الانتهاء من تدريب القوات العراقية المشاركة، يستعد البنتاغون لإقامة جسر جوي على مدار الساعة لشحن، المعدات والتجهيزات العسكرية المناسبة، 10 آلاف رشاش ام 16، 10 آلاف بالأشعة الحمراء، 100 ألف شاحن، عشرات آلاف السترات الواقية من الرصاص كفلار، إلى جانب 250 مدرعة لمواجهة المتفجرات والألغام الأرضية، وما لايقل عن 2000 صاروخ موجه من طراز "هل فاير" أو نار الجحيم بالعربية، وذلك بالتوازي مع عدد غير محدد من المعدات والتجهيزا العسكرية الضرورية حسب الصحيفة.

وقالت الصحيفة إن المسؤولين العسكريين في الولايات المتحدة والعراق، اتفقا، على تفادي تكرار الأخطاء السابقة، وذلك بالانفتاح على السنة العراقيين، حتى لا تقتصر عملية التحرير على الشيعة والأكراد، ما يدفع بالسنة من جديد إلى أحضان داعش، "وهو ما لا تريده أي جهة في التحالف الدولي، التي شددت على التدريب السريع للسنة لتشكيل كتائب وألوية سنية بالكامل للمشاركة في العمليات الحربية ضد التنظيم".

قبة ضاغطة


إلى جانب العمليات الأرضية، تقوم الخطة على غطاء جوي، بهدف عزل داعش تحت قبة فضائية ضاغطة في الموصل، وفي هذا السياق يندرج حسب لاستامبا تعزيز فرنسا حضورها العسكري في الخليج، بإيفادها حاملة الطائرات المتطورة شارل دي غول.

وإلى جانب القواعد التي تحتضن قوات التحالف الجوية في الدول القريبة، ستؤمن حاملة الطائرات حسب الصحيفة ما لا يقل عن ألفي غارة، في إعادة ولكن على نطاق أوسع للضربات الجوية التي تعرض لها داعش في كوباني.

وإذا كان التحالف يجهز لحملته الحاسمة، فإن البغدادي وتنظيمه، يسعيان إلى تصور الخطط المناسبة لاحتواء طوفان النار المتوقع، وذلك بطريقة كثيراً ما استعملت في السابق في هذه المناطق، حسب الصحيفة، إذ تقوم خطة البغدادي على محاولة تحويل المدينة إلى ملجأ محصن، محروس بـ"صواريخ سكاد بشرية".

وتؤكد التقارير الاستخباراتية الواردة من الموصل، أن داعش، ضاعف في الأيام الأخيرة من الحملات للتجنيد الإجباري، بتسليط عقوبات قاسية بحق العائلات التي لم ترسل أبناءها للانخراط في داعش، إلى جانب مضاعفة تسخير العمالة الموصلية لحفر شبكة ضخمة وسرية من الأنفاق.

رهائن داعش


وإلى جانب هذه الإجراءات يعول زعيم التنظيم على سكان الموصل أنفسهم لوقف تقدم القوات المهاجمة، بتحويلهم إلى رهائن ودروع بشرية مخففة، ويبدو أن تضاعف نسق اختطاف الموصليين والمسيحيين في سوريا أخيراً، يهدف إلى توفير مثل هذه الصواريخ البشرية الموجهة للقوات المهاجمة.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد