الاردن : الكلماتُ تَضعُف أمامَ حَجم المأساة

mainThumb

27-02-2015 10:49 AM

السوسنة -  أكد الأردن الليلة الماضية على ضرورة اطلاع المجتمع الدُولي على مُداولات مَجلس الأمن حول كيفيةِ الاستجابةِ للأزمةِ الانسانية في سوريا وتداعيتها على الأردن ودول الجوار وعلى الاستقرار في المنطقة وكيفية التعامل مع أكبرِ أزمةٍ انسانيةٍ في العالم اليوم.

وقالت مندوب الأردن الدائم لدى الامم المتحدة، دينا قعوار ان نيرانُ الأزمةِ في سوريا ما زالت مُستعرةً لما يَزيدُ عن أربعةِ أعوامٍ لازَمَ فيها الأردن الشعب السوري الشقيق متألماً على ما يتعرض اليه من قتل وتشريد وتهجير ومتأملا ودافعا في الوقت نفسه للتوصل الى حلٍ سياسيٍ يُنهي هذه المعاناة. وأضافت قعوار أمام مجلس الأمن الذي عقد جلسة مفتوحة حول الوضـع الإنـسـاني في سوريـا، انني لن أكرر ما تتضمنه تقاريرُ الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية حول الأوضاع داخل سوريا، فالكلماتُ تَضعُف أمامَ حَجم المأساة والمعاناة هُناك وتَحديدا ما يتعرض له الأطفال والنساء، لكني أرغب أن أؤكد على ضرورةِ أن يخرج المجتمع الدولي عن صمته أمام الفظائع التي ترتكب في سوريا بما فيها مهاجمة المدنيين والمرافق المدنية كالمستشفيات وقطع الخدمات الرئيسية كالمياه والكهرباء وأن يدين مرتكبيها أيا كانوا وأن يجلبهم للعدالة.

وأكدت قعوار على ضرورة أن تتوقف أطراف النزاع في سوريا، وخاصة النظام السوري عن استخدام البراميل المتفجرة، وعن انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي الإنساني فعلى جميع الجهات أن تلتزم بالقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. كما اكدت على ضرورة قيام المجتمع الدولي بتكثيف العمل على ضمان وصول المساعدات الإنسانية لما يزيدُ عن 12 مليون انسان داخل سوريا بحاجةٍ ماسةٍ للمساعدة بما فيها في المناطق المحاصرة مشيرة الى ان الأردن من جانبه ملتزمٌ بتطبيقِ كافةِ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالوضع الإنساني في سوريا وانه سيعمل مع نيوزيلاندا واسبانيا وبالتعاون مع جميع اعضاء المجلس لمتابعة هذه القرارات، وصياغة وتقديم غيرها لضمان وصول المساعدات وإنقاذ المزيد من الأرواح، وانه سيستمر في تسهيل مرور شاحنات المساعدات عبر معبر الرمثا وحثت قعوار الأمم المتحدة وشركائها على الاستفادة قدر الإمكان من الموارد التي خصصها الأردن لهذا المعبر لزيادة عمليات عبور الحدود.

وقالت قعوار ان حدة الأزمة في سوريا ازدادت لتأخذ طابعا اكثر تطرفا وطائفية ولتلقي بتبعاتها الإنسانية الهائلة على دول الجوار والتي تمثلت بتدفق أعدادٍ ضخمة من اللاجئين مضيفة ان الأردن فتح ذِراعيه لاستقبالِ الاشقاء اللاجئين السوريين منذ مَطلع الأزمة، وكانت بداية تلك الاستضافة في منازل الأردنيين انفسهم قبل أن تزداد نسب التدفق، وقبل أن تَشيد المخيمات التي يقارب أحدها في كثافته السكانية رابع أكبرَ مُدن الأردن. وأشارت الى أن الأردن يستضيفُ ما يزيدُ عن مليون ونصف سوري في ظل محدوديةِ المواردِ والإمكانيات وعدم كفاية الدعم الدولي المقدم له. وأكدت قعوار على بعض المفاهيم والتشخيصات التي قالت "أن الأردن ما فَتِأ أن نوه اليها منذ مؤتمر برلين العام الماضي، كمفهوم "الإعياء" موضحة انها "لا تتحدث عن ما يتعرض له مجتمع المانحين حيث أن الدعم اللازم للاستجابة للأزمة السورية واحتياجات دول الجوار مازال قاصرا، بل أنني اتحدثُ اليوم عن حالة "الإعياء" التي تتعرضُ لها الدول المُضيفة للاجئين بما فيها بلدي الأردن الذي أصبح مُنهكا ووصلَ إلى الحدِ الأعلى من إمكاناته في تقديم المساعدات للاجئين السوريين".

وناشدُت قعوار " المجتمعَ الدولي الآن وأكثرَ من أي وقتٍ مضى لتحمل مسؤولياته في مساندة ومساعدة الأردن والدول المضيفة للاجئين السوريين لتمكينهم من الاستمرار بأداء هذا الدور الإنساني الهام" وفي هذا الصدد رحبت قعوار بإعلان "حكومة الكويت الشقيقة عن استضافتها الكريمة للاجتماع الوزاري للدول المانحة" داعية الدول للمشاركة الفاعلة فيه" وأكدت قعوار على ضرورة متابعة بيان برلين الختامي الذي سلط الضوء على التحديات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية التي تُواجه دول الجوار، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة أن تقوم الدول في المساهمة في اعادة توطين اللاجئين. وأكدت قعوار على الحل السياسي للأزمة السورية "يحقن الدماء، ويُحقق الانتقال السياسي بما ينسجم مع الطموحات المشروعة للشعب السوري، ويعيد الأمن والاستقرار لسوريا وشعبها، ويرمم الوحدة الوطنية السورية الجامعة بكافة مكونات الشعب السوري، ويوفرُ البيئة اللازمة لعودة أبنائها اللاجئين إلى ديارهم" وحذرت قعوار من "إن غياب الحل الشامل للأزمة السورية سيؤجج تكريس الصراع الطائفي على مستوى الإقليم وسيدفع المنطقة الى المزيد من العنف والدمار".

كما أكدت قعوار على موقف الاردن بـ "أهمية العملية السياسية ويدعم الجهود الجدية التي تبذلها الأطرافُ الإقليمية والدولية للتوصل الى حل سياسي استنادا لبيان جنيف، وتحديدا الجهود الروسية والمصرية" وقالت ان الاردن "يدعم جهودَ الأمم المتحدة لحل الأزمة السورية والتي يبقى دورها محوريا وأساسيا، بما في ذلك خطط المبعوث الخاص ستيفان دي مستورا التي تهدف الى الحد من مستوى العنف وضمان وصول الدعم الإنساني لبعض المناطق". --بترا


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد