زهرة المدائن

mainThumb

27-02-2015 01:17 PM

حزينة جدا أغنية فيروز : ( زهرة المدائن ) ؛ وهي تذكرني بأن العرب لم يضيعوا زهرة المدائن فقط ؛ ولكنهم إضاعوا جوهرة القلوب المؤمنة وقبلة المسلمين الاولى ومسرى النبي الكريم المصطفى عليه الصلاة والسلام ؛ فوالله العظيم الذي لا اله الا هو ؛ لو أدرك العرب عظم الذي أضاعوه والذنب الذي ارتكبوه بتفريطهم  السهل بالقدس ؛ لهجروا الفرش ولما ساغ لهم الطعام ولا الشراب في يوم من الأيام ...

         أغنية تذكرني بالحزن العربي الدائم ، وتذكرني بالسقوط العربي وبالتدحرج العربي ، وتذكرني بالتيه الاسلامي ، وتذكرني بشر الهزائم وأم الهزائم العربية على الإطلاق ...

             ويزاد ألمي وتدمع عيوني عندما اتذكر بأن رسول السلام ونبي المحبة والاسلام أسرى إلى هناك وصلى هناك وعرج من هناك  ، وحين أتذكر بأن كل رسل السماء كانوا هناك ، وعندما أتذكر بأن عمر الفاروق وأغلب الصحابة الكرام كانوا هناك وصلوا هناك ؛  وحين أتذكر بأن والدي ـ رحمه الله ـ عاش هناك وطاف وتجول وصلى هناك ، وحين أتذكر بأن  أمي الراقدة على سرير المرض كانت هناك وعاشت هناك وصلت هناك ...

            نعم لقد عشنا هناك وصلينا وكنا هناك  ؛ ولكن لعنة الله على المؤامرات العربية المستمرة والتي لم تبقي لنا شيئا” مقدسا” ولم تذر ؛ لعنة الله على التخاذل العربي المستمر والذي فرط بكل شيء ولم يذر  ، ولعنة الله على المستعمر اللعين الذي جلب اليهود وجند اليهود ووطن اليهود وحمى اليهود  ...

        يؤسفني أن يصمد الأكراد في عين العرب لشهورا” طويلة”  ولا يصمد العرب في قلب عروبتهم  ومسرى نبيهم لبضع ساعات !.

       فرطتم بقدس الاقداس في سويعات ؛ فماذا أبقيتم من قدسيتنا ؟ وفرطتم  بعاصمة الرشيد في سويعات فماذا أبقيتم من عروبتنا ؟ وفرطتم بصنعاء الكبرياء في ساعات فماذا أبقيتم من كبرياءنا ؟؟؟.

       في البداية زهرة المدائن وقبلة العرب  ثم دار السلام وقلعة العرب ، ثم دمشق الفيحاء ومجد العرب ثم صعناء العزة وكبرياء العرب ، ثم  .... ثم  ـ كفى  ...

        وأنتم أيها  العرب الراقدون في كهف لعقود„ طويلة„ ... كفى ... أحد كبار السن الاردنيين اتصل باحدى القنوات الاردنية خلال الحرب اليهودية الأخيرة على غزة ؛ وعبر ببساطة متناهية عن مصيبة أمتنا بالقول  : نحن العرب كنا دائما مثل الدجاح اللاحم الراتع في اقفاصه واللمتهي بأكله وبشرابه ونومه وحياته ، فاذا اقتربت منه يد اللحام قاوم وارتفع صراخه وعلى ضجيجه : قاق قاق قاق   ... فاذا تجاوزته يد سكين اللحام ووقع الإختيار على غيره ؛ عاد مباشرة” للاكل وللشرب وللنوم وللحياة  ... وكأن شيئا لم يكن !.

هكذا هي الشعوب العربية كما وصفها هذا المواطن الاردني البسيط : أحتلت فلسطين وضاعت القدس ـ  اولى القبلتين ، فصرخت شعوبنا العربية برهة” من الزمن ، ولكنها  عادت للحياة وللاكل والشرب والنوم ... وكأن شيئا لم يكن  ! ثم أحتلت العراق فصرخت الشعوب العربية شيئا قليلا ؛ ولكنها عادت للاكل والشراب والنوم والحياة بسرعة„ كبيرة„ ... وكأن شييئا لم يكن ! ودمر اليهود قطاع غزة وقتلوا وجرحوا وشردوا الالاف المؤلفة ؛ فصرخت الشعوب العربية لفترة قليلة ، ثم عادت للحياة وللاكل والشرب والنوم ... وكأن شيئا لم يكن ! وإستهزئ باكرم وبأشرف خلق الله محمد عليه الصلاة والسلام  ... وعادت وكأن شيئا لم يكن ... ثم ... إلخ .


إن معادلة الدجاج العربي اللاحم أصبحت مفهومة عند اليهود وعند الغربيين  ... قـــاق ـ قـــــاق ـ قــــــــاق ـ قــــــــــــاق ... ثم عودة سريعة جدا جدا للحياة والغريزة ... وكأن شيئا لم يكن ! فمتى سيفهم الدحاج العربي اللاحم بأن السكين اليهودي لن تدع في اقفاص العرب دجاجة واحدة توحد الله ... متى ؟؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد