كيف نحصن أنفسنا وأجيالنا من التطرف والإرهاب - د. عبدالله ابراهيم المجالي

mainThumb

27-02-2015 10:50 PM

التطرف والإرهاب مصطلح غريب في ديننا وثقافتنا وحضارتنا،ونذكر نحن الأجيال المعاصرة أننا ماسمعنا بهذا المصطلح إلا مع احتلال اليهود لفلسطين وما بعدها،واساس تراثنا وحضارتنا مأخوذ من ديننا، وقدوتنا في ذلك محمد عليه السلام،صاحب العفو والسلم والأمن والصفح والتجاوز والصبر على مالاقى وواجه مع قومه،وهو الذي نزل عليه قوله تعالى بعد غزوة أحد(وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ماعوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين،واصبر وماصبرك إلا بالله،)وعلى عظم جراحات أحد وتمثيل المشركين بقتلى المسلمين إلا أن رسول الله آثر الصبر وعفا وقال (الآن أصبر) هذه آثار قدوتنا،وكذلك وصاياه عليه السلام والخلفاء من بعده(لا تقتلوا طفلا ولاشيخا ولا امرأة،ولا تحرقوا شجرا ولا نخلا، ولاتعقروا بعيرا،وستجدون أناسا حبسوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له،)وفي صلح الحديبية رضي عليه السلام بشروط مع المشركين ما رضي بها عامة المسلمين من أجل حقن الدماء،حيث قال(والله لايسألونني أمرا يعظمون فيه الرحم والدماء إلا أجبت) ومع فتح مكة وعلى ماكان من كيد المشركين واذاهم له إلا أن قال لما مكنه الله منهم(اذهبوا فأنتم الطلقاء) هذا إذا ماعلمنا أن كل غزوات الرسول عليه السلام كانت دفاعية او استطلاعية ولم يكن منها غزوة واحدة هجومية،كيف لا وهو القدوة والمثل والرحمة(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)وهو القائل لجبريل عندما جاء معه ملك الجبال لكي يطبق على أهل مكة الأخشبين(لاياأخي ياجبريل عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يقول لاإله إلا الله).
 
لم يورث ديننا ولا حضارتنا حقدا ولا كرها،ولا تطرفا ولاإرهابا،بل ورث رحمة ومودة وأخوة،جاء في وثيقة المدينة المنورة في تأسيس الدولة الإسلامية(المسلمون واليهود أمة واحدة من دون الناس)للمسلمين دينهم ولليهود دينهم،وعطفا على ماذكرنا فإن خير وسيلة للتحصن من هذه الأفكار الهدامة هو العودة بحق إلى مصادر التلقي  وهي:
 
أولا: التدبر في فهم القران المكي والدني بالتمييز ببينهما،مكانا وزمانا،وحبذا لو تولى العلماء الثقاة ذلك.
 
ثانيا:  فهم السيرة النبوية فهما أصيلا،بموقعيها المكي والمدني،وتدبر الدروس والعضات المستفادة منها.
 
ثالثا:  أن يقوم العلماء بواجبهم بتقديم العلم من أجل العلم.
 
رابعا:  تكاتف جهود الإعلام بكل وسائله وعلى يد متخصصين أفذاذ وثقاة،في توضيح الصورة الناصعة عن الإسلام وتعاليمه وتراثه،للمسلمين وغير المسلمين.
 
خامسا:  إن المشكلة الكبرى لأجيالنا تكمن في سوء فهمهم للإسلام،فمن فهم حقيقة الإسلام عرف معنى الدنيا والآخرة،وعرف معنى الحياة،والإنسانية،بل تفهم الأجيال المسلمة أن دولة الإسلام يمكن أن ينضوي تحت لوائها المسلم وغير المسلم.
 
سادسا: لابد من آداء مؤسسات التوجيه الوطني( التربية والأوقاف والإعلام) واجبها على خير وجه، بكل مؤسسية وموضوعية وتجرد.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد