الأصول الدموية للحضارة الغربية‎

mainThumb

28-02-2015 09:46 AM

من أول يوم انتشرت فيه فيدوهات القتل والحرق، برز المأجورون في الاعلام العربي وخاصة إعلام أنظمة القمع العربية، بربط هذا العنف بالتاريخ العربي والاسلامي، لا بل ربطوه بالثقافة الاسلامية، وجاءوا بالنصوص المبتورة ليدللوا على ما  ذهبوا اليه من تأصيل للعنف وربطه بالاسلام خدمة لاسيادهم الغرب، الذين نزهووا أنفسهم عن العنف الذي يمارسونه كل يوم وفي بلاد العالم أجمع، وكانوا وبالا على الشعوب من أول يوم سادت فيه حضارتهم الدموية التي تقوم على العنف والرعب والارهاب، الذي يعتبرونه نوعا من التسلية والتلذذ، ويستمتعون برؤية الدماء والألم، فمارسوا العنف والقتل والدماء في أرجاء العالم ونشروه في اعلامهم.... حتى في برامج الأطفال، التي تقوم في معظمها على العنف والحرب والدماء،  فأنشؤوا أجيالا تربت على العنف والقتل.

ويشهد بذلك سلوكهم ثم بعض كتابهم المنصفين، ففي كتاب (المصارعة الرومانية القديمة .. التاريخ الدامي لرياضة الموت) للكاتب "فك مايير":  يصف الكاتب "عروض الإعدام الجماعية العلنية، وشلالات الدماء المسفوكة التي تلطخت بها حلبات وجدران المسارح الرومانية منذ الأزل وحتى إغلاقها  في أواسط القرن الخامس الميلادي،  ويرى أنها تجسد أبشع وأشنع وسائل التعبير عن الطغيان والجبروت والقوة التي كان الأباطرة الرومان مولعين بها، فانساقوا وراء غرائز العنف، وأنفقوا الملايين على عروض المصارعة وأفرغوا غابات إفريقيا من الحيوانات البرية التي جيء بها لتذبح في ساحات الموت.. والهدف  هو إلهاء شعوبهم والترفيه عنهم".

 فهم يعتبرون القتل ترفيها كما رأيتم في الفيدوهات التي أنتجوها وقالوا إن متطرفين اسلاميين قاموا بها ليبعدوا التهمة عن أنفسهم ويلصقونها بالاسلام – دين الرحمة والعدل-.

ويتابع الكاتب: "في ذلك العهد كانت تطلق الضواري على المصارعين القدماء - مثل سبارتاكوس و رفاقه من العبيد وأسرى الحرب والسجناء والمجرمين أو من الغرباء الذين  هانت دماؤهم على حكام روما- لتنهش أجسادهم على مرأى من الجماهير المتعطشة لإشباع غرائز العنف والتوحش، إبان الاحتفالات بانتصارات روما وتخليداً لذكرى المحاربين الرومان الذين لقوا حتفهم في المعارك مع الأعداء"..

هي هي الصورة التي يقومون بها اليوم، وهي من عمق حضارتهم وثقافتهم الدموية وهم على ما هم عليه ولم تغيرهم المسيحية بتسامحها ..

والطريف أن السبب من وراء سفك الدماء والقتل بما فيه من بشاعة، هو الترفيه كما يرى باحثون في تاريخ تلك الفترة، وهي أيضا "بمثابة صمام الأمان الذي يقوم بتنفيس ما يختلج في نفوس عامة الشعب والغوغاء من مشاعر مكبوتة!! ولذلك فإن الإثارة التي تصاحب مشاهد الذبح تخفف من إحساس الجماهير بالبؤس الذي يعانون منه في حياتهم اليومية، كما تخفف من مشاعر الكبت التي تنكد عليهم حياتهم..

أليست الشعوب – العربية وغيرها-  الآن بحاجة الى الوصفة الرومانية مع زيادة الكبت والبؤس الذي تصنعه الحضارة الغربية ودولها ونواطير دولها في العالم العربي !!

أما الأنظمة الغربية اليوم فهي كأباطرة روما وطغاتها، الذين كانوا يستغلون أي فرصة للتأكيد على شرعية سلطاتهم، ولذلك كانوا يسارعون لتنظيم هذه العروض المكلفة باعتبارها تجسيدًا رمزيًا لقوتهم وطغيانهم..

فالاسلام لم تكن فيه هذه الاساليب، ولم يستخدموا القتل الا بالحروب وبالأدوات والأساليب المتاحة، ولم يكن ترفيها ولم تنشأ له المدرجات ويدعى له الناس ليروا سفك الدماء، كما حدث في روما وما يحدث اليوم من نشر للعنف والقتل وسفك الدماء، ويصل الى كل الناس عن طريق وسائل الاتصال الحديثة برعاية غربية..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد