لماذا البريطانيات الأكثر انضماماً إلى المعسكرات الداعشية ؟

mainThumb

02-03-2015 04:52 PM

لماذا البريطانيات الأكثر انضماماً إلى المعسكرات الداعشية ؟!! من الطبيعي أن نلتفت إلى نساء الغرب اللاتي لطالما شكلن حلم سندريلا وحذائها الزجاجي وفارسها الوسيم لكل فتاة لا تعي معنى حرية وكرامة المرأة العربية المسلمة الحرة القابضة على أخلاقها ومحيطها كما يحب ويرضى الله ورسوله.

 

ومن المتعارف أيضاً بأن الحياة الغربية بكل زخمها وخلطتها وعلاقاتها المفتوحةً، تعتبر لبعض شبابنا المعنى الحقيقي " للحرية " إلا من رحم ربي طبعا. وجميع حركات المطالبة بحقوق المرأة التي كفلها مسبقاً القرآن والسنة، ما هي إلا نتاج انسياق إلى هوة العولمة النتنة والتي أوصلت حال بعض الفئة الشابة للسذاجة وضيق الأفق والاكتفاء باللذات المؤقتة التي سلبت حكمتهم وربما في بعض الأحيان أخلاقهم ، إلا من رحم ربي أيضاً . في الجهة الأخرى ألتفت دائماً إلى النساء دوناً عن غيرهم من، من يلتحقن في الصفوف الداعشية وأقول سبحان الله وكأننا نرى ونكذب أعيننا.

 

هؤلاء الدواعش يستغلون المرأة الغربية، والغربية العربية بمعنى من عاشت حياتها بدولٍ أجنبية لكنها من أصولٍ عربية، ويستهدفون أدق وأهم وأكثر الأمور التي تعني المرأة بشكل عام وهي " كرامتها " التي كرمها الله ورسوله بها بأبوابٍ عدة وبأحاديث وسورٍ من القرآن الكريم . ومنها تكريم الله عز وجل لمريم فوهبها سيدنا عيسى وجعل لنا حكمة من كونها امرأة وأنها لا تختلف عن الرجل لا من حيث التشريف ولا من حيث التكليف ولا المسؤولية فكلاهما يتشاركان ذات الأهمية. ومن يقرأ الكتاب والسنة سيجد بسورٍ عدة من الأحزاب وسورة النحل وآل عمران والنساء مدى رحمة الله بالنساء وكيف كفل لنا حقوقنا وكرامتنا.

 

ولأنهم يجيرون الدين ويوظفونه على أهوائهم وبما يفيد مصلحتهم يضربون على أوتارٍ مهمة جداً وخطيرة أيضاً ، فما بين تحقيق حلم الاكتفاء بلقمة العيش لمن يتطوع وإياهم تجدهم يدخلون من باب (الاقتصاد) لجذب انتباه من يعاني البطالة والضيق المعيشي بشكلٍ عام ويحاكون "كرامته" أيضاً. ومن هنا أنطلق إلى أمران . عندما تراخى المجتمع الإسلامي الوسطي المعتدل عن أداء مهماته كما أُمِر، والتفاته إلى المحاور السياسية وغياب الحناجر التوعوية ،فتح مجالاً لمدعي الدين بأن يأتوا ويحققوا ما غابوا أو سهو عنه. بالتالي ما نقص عند صاحب الحاجة اكتمل عند صاحب الغاية النتنة .

 

نحن نشير إلى مؤسستان مهمتان الأولى الدولة واقتصادها ممثلة بدوائرها وقطاعاتها الحكومية والخاصة التي أثقلت جيب المواطن بضرائبها ورواتبها المنخفضة وضيق توافر فرص العمل والغلاء. وإلى غياب إبراز أهمية وفعالية دور المرأة في المجتمع العربي الإسلامي وتعزيز ثقتها بنفسها بعيداً عن حريتها المعولمة وحركات المطالبة بها التي لا أؤمن إلا بكونها قيدٌ جعلها في عبودية مُطلقة ولم تستفد منه شيئاً على الإطلاق بل ربما ظلمت نفسها وغيرها بتصديقها لتلك المطالبات الزائفة . فما يقدمه جوراً هذا التنظيم الداعشي الذي يستمل أصحاب العقول الفارغة والإيمان الضعيف ومن يلهث وراء العيش في المدينة الإسلامية الفاضلة وتحقيق حلم المضي في حياة يفتقرن إليها في الغرب.

 

هو ما يقدمه ديننا وليست راياتهم ، فلا يعلمن بأن الدين الإسلامي الحنيف براء من ما يدعون إليه، وأن المعضلة تكمن في ضعف الدعوة الحقيقية للإسلام والتي قد تحدث من خلال منابرنا الإعلامية المرئية والمسموعة والعنكبوتية، والجامعية التي للأسف أمست كما نوادي الهواة فتقترب كل القرب من اللعب وتبتعد كل البعد عن هدفها الرئيس،ونحن أولى بدعوة الدين الحق ونشره ومناقشته أمام العالم أجمع كما هو دون استغلالٍ لنصوصه ولا المتاجرة بأبعاده والعياذ بالله . يسوئني في كل مرة أجد عناوين لنساء من بلدانٍ أجنبية يلتحقن طواعية مع هذا التنظيم معتقدين بأنهم قد فازوا فوزاً عظيماً بينما هو الضلال بعينه.

 

بينما نحن نملك الأدوات المناسبة لتوعية الفئة الشابة خصوصاً بما أنستنا إياه التكنولوجيا وعصر السرعة ، في النهاية كما قال الله وأمرنا في سورة الأعلى قال تعالى(( فذكر إن نفعت الذكرى سيذّكر من يخشى ويتجنبها الأشقى الذي يصلى النار الكبرى) فلا يجب أن تتوقف حربنا على العدة العسكرية والأساطيل الحربية بل بما هو أقوى وأمنع بإذنه تعالى وهو لسان الحق القرآن الكريم وسنة الحبيب المصطفى . والله المٌستعان



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد