اكاديميون : نتائج امتحان الكفاءة الجامعية لا تعكس مستوى كليات الاعلام

mainThumb

03-03-2015 02:19 PM

السوسنة - دقت نتائج امتحان الكفاءة الجامعية في دورته الأخيرة ناقوس الخطر عندما كشفت عن مستوى مخرجات التعليم العالي للجامعات الاردنية والتي جاءت بنتائج متوسطة وفق رئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي الدكتور بشير الزعبي في المؤتمر الصحفي الذي عقده لعرض النتائج أخيراً.

ورغم أن بعض الاكاديميين عزوا المستوى المتوسط لتلك المخرجات إلى عدم جدية الطالب في التقدم لامتحان الكفاءة الجامعية إلا أن أخرين قالوا ان أسبابا عديدة تقف وراء ذلك منها ما يتعلق بآلية الامتحان وطريقة تنفيذه والأشراف عليه ومنها ما يتعلق بعملية قياس النسب المئوية لنتائج الامتحان.

وكالة الأنباء الأردنية (بترا) رصدت أراء أكاديميين وطلبة بخصوص امتحان الكفاءة الجامعية لكليات الإعلام كواحد من الكليات التي خضع طلبتها لامتحان الكفاءة الذي أجرته هيئة الاعتماد.

علاء طالب متوقع تخرجه من كلية الإعلام في إحدى الجامعات الخاصة، تقدم لامتحان الكفاءة الجامعية يقول " لا يمكن لامتحان بهذه الكيفية والطريقة أن يقيس مستوى ما يتلقاه الطالب من علوم ومهنية خصوصاً في مجال الإعلام، فالإعلام موهبة تبنى وتصقل من خلال البرامج الأكاديمية، ما يجعل من الصعوبة قياس مستوى الطالب بإختبار نظري بحت ".

أما رئيس جامعة اليرموك الدكتور عبدالله الموسى فيقول يجب أن يكون هدف الامتحان تصحيح الخطط الدراسية للجامعات وتوفير التغذية الراجعة لها فيما يتعلق بتلك الخطط وليس التصيد لبعض الجامعات او النظر اليه كفرصة لتوفير مصادر مالية إضافية وبالتالي يمكن عقد الامتحان على فترات زمنية قد تصل إلى سنتين أو ثلاث وهذا يحقق الهدف من خلال منح الجامعات التي تواجه مشاكل في خططها الدراسية فرصة لتصحيح تلك الخطط وبالتالي تصحيح مسار الجامعة أو الكلية المعنية.

وأضاف: قد تأخذ عملية التصحيح فترة زمنية طويلة وتتطلب قرارات على مستوى الأقسام والكليات ولجان الخطط الدراسية في الجامعات إضافة لقرارات مجالس عمدائها وهذا يتطلب مدة زمنية طويلة تمتد لفصول أو حتى سنوات دراسية .

ويرى الدكتور الموسى إن إبقاء الامتحان بهذا التوقيت وبهذه الآلية يشكل إرهاقاً للطلبة لتقدمهم للامتحان في ظل ظروف لا تشجعهم على ذلك لاسيما في فترة اختباراتهم الجامعية .

وحول تراجع مستوى نتائج طلبة كلية الإعلام في جامعة اليرموك يعزو الموسى ذلك إلى أسباب بنيوية في طبيعة الأسئلة كونها في الأساس مترجمة تنطوي على لبس في صياغتها وتفتقد للتحكيم الجيد، وتزامن الامتحان مع الامتحانات النهائية لطلبة الإعلام في الجامعة، علاوة على عدم إضفاء الجدية من قبل هيئة الاعتماد على الامتحان وبخاصة أنها أوحت للجامعات بأن الامتحان لا ينطوي على الجدية، حتى أنها لم تعتمد النجاح في الامتحان كمتطلب لأي إجراءات تخص الطالب عقب تخرجه، بل أنها اكتفت بتقدم الطالب للامتحان مما جعل معظم الطلبة يكتفون بحضور الامتحان دون الإجابة على أسئلته.

واكد ان الامتحانات التي تقيم مستوى الطالب يجب أن تجرى من قبل الهيئات والمؤسسات المهنية، كنقابة الصحفيين بالنسبة لخريجي الإعلام وكذلك بالنسبة لباقي الخريجين والنقابات فلا يجوز بحسب الموسى أن تجري هيئة الاعتماد امتحانات كفاءة للطلبة في جميع التخصصات فهي ليس مقياساً لقدرات الطلبة ومستوى جامعاتهم.

وعن آلية المقارنة بين الجامعات يؤكد عدم جواز المقارنة بينها مبرراً ذلك بان أعداد الطلبة ومستوياتهم غير متساوية في الجامعات كافة، ولا يجوز مقارنة مستوى كليات تحوي مئات الطلبة بأخرى فيها العهشرات فقط .

وعن المخرجات التعليمية لكلية الاعلام في جامعة اليرموك يقول الدكتور الموسى " ان التصنيف المتدني للكلية قد لا يكون واقعيا وحقيقيا فقد يشير إلى خلل في امتحان الكفاءة وآليته" او بسبب بعض الممارسات لبعض الجامعات الخاصة .

وفي نفس الصدد يؤكد الإعلامي معاوية الرياشي وهو أحد خريجي قسم الإذاعة والتلفزيون في كلية الإعلام بجامعة اليرموك أهمية عقد امتحان الكفاءة الجامعية في ظل التغيرات التي تشهدها الجامعات الأردنية في مخرجات العملية التعليمية، الأمر الذي يدعو إلى إصلاح المناهج وتطويرها لتأهيل الطلبة للتقدم لهذه الامتحانات.

ويضيف ان المتتبع لتاريخ كلية الإعلام ، يستطيع أن يدرك أن خريجي هذا الصرح الأكاديمي الأول في تدريس الإعلام على مستوى المملكة، قد تبوأوا مواقع إعلامية مهمة في العديد من المؤسسات والمحطات الإعلامية العربية، وذلك يعود إلى نجاح البرامج الدراسية والتدريبية في صقل شخصياتهم وتطوير قدراتهم المهنية والفكرية، وبالتالي رفد السوق المحلي والعربي بصحفيين وإعلاميين يتمتعون بمهنية عالية تؤكد قدرتهم على حمل الرسالة الإعلامية "بكفاءة واقتدار".

من ناحيته يقول عميد كلية الإعلام في جامعة الشرق الأوسط الدكتور كامل خورشيد " ان امتحان الكفاءة الجامعية قد أعدته هيئة إعتماد مؤسسات التعليم العالي لكافة التخصصات ولا سيما تخصص الصحافة والإعلام "، موضحاً بأن الهدف الرئيس من وراء عقد هذا الإمتحان رفع سوية المنتج الأكاديمي والتعليمي، والتعرف على مدى كفاءة البرامج التعليمية التي تقدمها الجامعات لأبنائها الطلبة.

ويضيف لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) بان كلية الإعلام في الجامعة حصلت على المرتبة الأولى على مستوى المملكة وفقاً لنتائج امتحان الكفاءة الجامعية، مشيراً الى ان أعداد الطلبة المتوقع تخرجهم الذين تقدموا للامتحان حوالي "22" طالباً وطالبة، الأمر الذي يعكس قدرة البرنامج التعليمي للجامعة في تخصص الاعلام وما يتخلله من مساقات تعليمية وتأهيلية على تلبية أهدافه على حد قوله.

واختتم خورشيد حديثه أن الامتحان أجري بطريقة علمية صحيحة ودقيقية نافيا حدوث اي تدخل في نتائجه أو التأثير عليها ".

 

أما عدي قاقيش أحد خريجي الإعلام من جامعة جدارا فيرى ان امتحان الكفاءة الجامعية ليس دليلاً على فشل الطلبة أو أساتذتهم ومخرجات العملية التعليمية، بل هو تقصير من قبل الطالب من جهة، وأسلوب الأستاذ في إيصال المعلومة من جهة أخرى.

ويؤكد ان أغلب المواد الدراسية في جامعته تستند إلى المادة النظرية البحته، وعدم إدخال الجانب العملي إلا في قليل من المساقات لبعض التخصصات وهذا سبب رئيس في ضعف الطلبة كون الجانب العملي هو الأهم من الجانب النظري.

كما انتقد آلية التدريس التي يمارسها العديد من أساتذة الإعلام، ووصفها بغير " العصرية،" حيث تعتمد على الجانب النظري في الغالب دون النظر للجانب العملي والتدريبي، خاصة في ظل التطورات التكنولوجية والتقنية التي يشهدها العالم بأسره.

وحول تجربته في خوض الامتحان؛ يشير بأن امتحان الكفاءة "لم يكن فيه أي صفة تظهر الجدية"، كونه لا يندرج ضمن المساقات الدراسية، ولا يعد الحصول على النجاح فيه شرطاً أساسياً للتخرج، داعياً الجهات المعنية الى الأخذ في الاعتبار وجود جامعات تستخدم المساقات والمناهج التعليمية في إعداد التخصصات "لجني الأموال" دون الإهتمام لجودة المحتوى التعليمي، وبالتالي وقوع الظلم على الطالب وحقه في الحصول على المعلومة الصحيحة التي تؤهله لخوض غمار الحياة العملية في المستقبل.

وفي الإتجاه ذاته أكد نقيب الصحفيين طارق المومني ان امتحان الكفاءة الجامعية يعد أحد أهم المؤشرات التي يمكن القياس والبناء عليها، خاصة في حال تقييم الجوانب المهنية والعملية لطلبة الإعلام، وذلك يعتمد على الجهة التي تحدد مثل هذه الامتحانات وما يتم طرحه من مضامين مضيفاً أنه تم تناقل بعض المعلومات عن اللغط الذي اعترى آلية الامتحان وأسئلته، وتسرب الأسئلة لكنه لم يتسن التاكد من مصداقيتها.

وأوضح المومني إذا كان الهدف تحديد مستوى خريجي كليات الإعلام الاولى إتباع أساليب أكثر علمية ومهنية، ومأسسة الامتحان من جميع جوانبه، داعياً إلى تطوير أسلوب عمل كليات الإعلام ورفدها بالكفاءات العلمية اللازمة، الأمر الذي يفرض على خريج الإعلام أن يتمتع بمستوى عال من المهنية والحرفية والموهبة إضافة للجانب الأكاديمي أو النظري، وضرورة إعادة النظر بالمناهج والمساقات الإعلامية، وإعطاء الجانب العملي والتأهيلي حصة أكبر من الجانب النظري.

ويتابع لعل وجود صحيفة ورقية وإلكترونية وإذاعة مجتمعية بكلية الإعلام في جامعة اليرموك تشغل من قبل طلبة الكلية يساهم في صقل قدرات وتنمية مهارات الطلبة ليترجم الجانب الاكاديمي إلى الجانب المهني والعملي.

ويختتم حديثه بأن الأساس في تدريس الإعلام هو إختيار كفاءات صحفية ومهنية تدرسه، وليس إستقطاب كفاءات لتحقيق متطلبات الإعتماد الأكاديمي للكليات، وعلى كليات الإعلام ان تتجه نحو الإستفادة من الخبرات المحلية الموجودة في الأردن، فالخبرة هي الأساس.

وعلى صعيد متصل، يؤكد الدكتور محمد نور العدوان نائب عميد كلية الصحافة والإعلام في جامعة الزرقاء الأهلية، بان امتحان الكفاءة الجامعية يقيس قدرات الطلبة إلى حد ما بالرغم من تفاوت نسبة الطلبة المتقدمين للامتحان، واصفاً إياه "بالحقيقي والعادل"، الأمر الذي يدعو إلى تعميم هذه التجربة في جميع التخصصات التي تدرسها الجامعات بوجه عام وتخصصات الصحافة والإعلام بوجه خاص على حد قوله.

ويطالب مختلف الجهات المعنية بتنسيق الجهود في عقد امتحان الكفاءة وتجاوز بعض الأخطاء التي وقعت في الامتحان الأخير (الذي يعد تجربة أولية) مثل " توقيت الإمتحان وضعف التنسيق بين الجهات المختلفة "، والتوجه مستقبلاً إلى تغيير الخطط والبرامج الدراسية في ضوء مخرجات هذا الامتحان، للنهوض بالقطاعات التعليمية.

كما يشير العدوان إلى ضعف التدريب العملي أو المهني لطالب الصحافة والإعلام، وتذبذب الإدارات في كليات الإعلام؛ وهي من أهم أسباب تدني مستوى طلبة كليات الإعلام بصورة عامة، وما ينتج عن ذلك في ضعف قدرة الطالب على إدراك أهمية هذه الامتحانات بشكل منطقي وسليم.

بلال خصاونه خريج البكالوريوس في الإعلام من جامعة اليرموك مطلع العام 2013، يتحدث عن تجربته في الإنخراط بالجانب العملي لترجمة الجانب النظري في الإعلام إبان دراسته، فيقول : " شأني شأن أي طالب في كلية الاعلام، قدمت لي الكلية فرصة التدرب والعمل في الإذاعة وفي صحيفة الجامعة، إضافة إلى بعض الدورات التدريبية المتخصصة في مجال الإعلام ما مكنني من إكتساب مهارات عملية مكملة للجانب النظري .

ويجد بلال نفسه قادراً الآن على ان يكون عنصراً فاعلاً في أي مؤسسة إعلامية قد يلتحق بها، متجاوزاً مرحلة الإنخراط في سوق العمل، حيث يقول : " لقد إكتسبت ذلك مسبقاً والحمدلله مقتنصاً لكل الفرص التي قدمت لي كطالب، فصنعت مني شخصاً قادراً على تمثيل أي مؤسسة إعلامية قد إلتحق بها مستقبلاً ".

أما عن امتحان الكفاءة الجامعية فيرد ما تم تداوله من حول تدني مستوى كليته التي تخرج منها في الامتحان إلى سياسات القبول التي لا تراعي ميول المتقدمين ومهاراتهم، منتقداً مساواة أسس وشروط إختيار طلبة الإعلام بأسس مع شروط إختيار طلبة التخصصات الاخرى. " بترا "

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد