أين أنا ؟ - د. ناريمان عطية

mainThumb

07-03-2015 02:20 AM

أرى نفسي بمجتمع جديد، وكأني سافرت فجأة، لمكان لا أعلم أين هو!! أرى أمام عيني تصرفات تمارس وفقدت السيطرة عليها، هل أنا ببلد عربي!!! أنتمي لمجتمع بثقافة عربية إسلامية !!!! 

 
ما هذا الذي يحدث، البعض يسير بطريقته الخاصة، والبعض يسير باتجاه معاكس، والبعض كأنه يلبس نظارة تحجب الرؤية، بلى تزوّر، تنقل صورة مخالفة عن واقعنا الإسلامي، تشاهد أفعال تجعل عقلك يقف، وقلبك ينبض، حزن، آلم، أسف، تفكر تتمعن، تنظر، ترى...زوج يحتقر زوجته ويهينها، أم تضرب ابنها وتقول ألفاظ نابيه، ابن يصرخ بوجه أبيه، ولد يضرب ولد ووالده يشجعه، ويستهين بالموقف، مدير يسخر من موظفه، وموظف يتخلق بمراجع، طالب ينظر بعين وقحة إلى أستاذه ، وأخر يوقع بزميله ويضحك عليه، قريب يحقد على قريبه ويعامله بجفاء، جار يؤذي جاره، غني يمنن فقير...ربة بيت تعذب خادمتها قولاً وفعلاً ...... جميعهم يشتركون بنقطة واحدة ...المعاملة ...ويفتقدون لغة الحوار ..الإنسانية ...الاحترام...
منذ الصغر تتردد على مسامعنا كلمة الدين المعاملة وهي مرتبطة بالأخلاق التي هي روح العبادة، وجوهر الإحسان في العمل والمعاملة، والمسلم بإيمانه وعبادته وأعماله ومعاملاته عبارة عن منظومة سلوكات متكاملة ومتفاعلة يغذي بعضها بعضا، ويشهد بعضها لبعض. 
 
ولو كان الدين إيمانا وعبادة فحسب دون اعتبار للمعاملات ، لما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم: وقال وخالق الناس بخلق حسن. أحمد والترمذي، وفي حديث آخر: أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم. الترمذي. فالمسلم بأخلاقه يمكن أن يكون داعية للإسلام دون أن يتكلم بكلمة، فالناس أسرع تأثراً بالأفعال منهم بالأقوال....وكان النبي صلى الله عليه وسلم الأكثر جاذبية وأثر على الناس بأخلاقه وحسن تعامله. 
 
اللهم أسالك لكل من قرأ كلامي هذا أن تهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدينا لأحسنها إلا أنت، وأن تصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت. وأن لا تَدع خصلَة تُعَابُ مِنِّا إلا أَصلحتها، ولا عَآئِبَة إلا حسَّنتها، ولا أُكرُومَـة فيَّنا ناقصَة إلا أَتممتَها. امين 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد