يسألونك عن التقارب الأردني الإيراني

mainThumb

24-03-2015 10:23 AM

لماذا يتعجب بعض أبناء بني جلدتنا أو يستغربون أن هناك تقاربا أردنيا إيرانيا على مستوى عالٍ، ولماذا تصيب الدهشة البعض إذا قام مسؤول أردني رفيع المستوى بزيارة طهران أو قام نظيره الإيراني بزيارة عمّان.

فالحقيقة والأمر الواقع وكل مؤشرات القربى الأخرى في الدين والمِلة والتاريخ والجغرافيا، كلها تتطلب أن يكون هناك علاقات حسن جوار بين أبناء الأمة الواحدة، وغير ذلك هو الأمر الشاذ، فهل نسينا قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم سلمان منّا آل البيت، وهل نسينا أن الصحابي سلمان الفارسي رضي الله عنه هو من أشار على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق حول المدينة المنوّرة حماية للمسلمين.

وعودة إلى الوضع الراهن، فالأصل في العلاقات الأردنية الإيرانية أنها موجودة منذ تاريخ البلاد وهي كانت دائما دافئة، ثم إننا كأردنيين نسعى دوما إلى تعزيز علاقاتنا مع كل أمم الأرض، فكيف لا نعززها ونقوّيها مع جارتنا التاريخية إيران.

والحق يُقال، إننا نسعى إلى علاقات أردنية إيرانية على أساس من المصالح المشتركة  الواحدة وعلى أساس من الاحترام المتبادل، كما أننا ندعو إلى حوار إيراني عربي يضع النقاط على الحروف في كل المستجدات الطارئة على الساحة في منطقة الشرق الأوسط.

فالأردن عندما يقرع على جرس البوّابة الإيرانية، فذلك لكونه أحد فرسان المنطقة الشجعان الذي ما خذل صديقا ولا أخلف وعدا ولا نقض ميثاقا. فبين الأردن وإيران  الكثير الكثير من  المشاريع المشتركة المحتملة والممكنة. والأردن عندما يعتزم ارتداء حلة إيرانية مزركشة، فإنه أبدا ليس بصدد التخلي عن عباءته العربية الجميلة العتيقة.

الأردن يا سادة يا كرام يعمل لنفسه ولأمته في نفس اللحظة، بل إنه يُقدّم مصالح أمته على مصالحه، وكم ينطبق على الأردنيين قوله تعالى "وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".

نعم، أيها الناس، ها هم الأردنيون يستقبلون الملايين على أرضهم، ويستقبلون كل من ضاقت به الأرض، ويسعون لصالح الأمة العربية والإسلامية، بل ويسعون لصالح الإنسانية جمعاء، دون تمييز في اللون أو العِرق أو الجنس أو الدين أو المِلّة أو المذهب. والأردن يا سادتي لا يدعي الكثير، ولكنه يحاول أن يسهم على قدر استطاعته في دفع عجلة السلم والسلام العالمي إلى الأمام.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد