الرصاصة الأخيرة تبقى لتدافع عن الشرف والكرامة - رائد العزازامة

mainThumb

24-03-2015 03:27 PM

مثل شموخ نخيل العراق وتجذره بأرضها وعشقه لسمائها وعطاءه عبر التاريخ لحضارة بابل والسومريين وكحكايات دجلة والفرات مع الغزاة حين امتزج الدم والحبر مع دخول التتار ليكون لعنة على العابرين والغزاة لهذه الأرض وعبقها وحضارتها.

وقف أسد بابل يحمل بندقيته القديمة يعتلي سور منزله يزأر في زمن لا تسمع فيه إلا نباح الكلاب فهذا العراق العظيم هذا وطنه الكبير هذا الشرف هذا العرض وقف بجانب نخلته التي يجتمع هو وصغاره حولها يحدثهم عن المجد والتاريخ يرسم في أعين صغاره الشموخ ذلك الشموخ الذي يعشقه كل حر ويصنع منهم فرسانا ويغرس فيهم أنفة العربي الحر بذلك الصدر العاري يستقبل به الموت كيوم عرسه ويحتضنه كما يلقى المشتاق من غاب.

أبو احمد الجنابي عراقي من منطقة جرف الصخر محافظة بابل جنوب بغداد وقف أسدا بابلياً يتصدى لمليشيات الحشد الشعبي يبتسم للموت ولا يخشى هذه الجموع الطاغية فهو يقدس الشرف والعزة والكرامة وقف فارسا وهو يحمل بزنده الأسمر بندقيته يرمي بها الزنادقة رصاص الموت وليحتفظ  برصاصته الأخيرة  لتكون أخر ما يرى حين تخرج لتستقر في جسد زوجته فقد عاهدته وعاهدها على الموت دون الشرف وارتقت وهي تحتضن المصحف الشريف فماجدات العراق لا يخشين الموت .

ويخرج هذا الأسد ليكمل مشوار البطولة ويواجه هؤلاء بعد أن أصبحوا في ساحة منزله ليلقى الله وهو يمسك بجذع النخلة يهزها مودعا وشهيدا فمن مات دون عرضه شهيد. فبندقية وزند اسمر وأسد بابل ونخل العراق تاريخ سيخلد مع معركة القادسية والفاو والعار لمن باع وتخلى عن الوطن فهذا العراق العظيم لا  يعرف اليأس وترابه يلفظ الخونة ولا يرضى أن تدفن أجسادهم الغريبة في ترابه.

رحمك الله أبا احمد الجنابي ورحم زوجتك الحرة فإما حياة بعزة وإما ممات بشرف.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد