الامير الحسن: المنطقة العربية تواجه أزمة إنسانية وجودية

mainThumb

24-03-2015 08:08 PM

السوسنة - تحت رعاية سمو نائب رئيس الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، افتتحت سفيرة الأمم المتحدة للسلام رئيس المدينة العالمية للخدمات الإنسانية سمو الأميرة هيا بنت الحسين حرم سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الثلاثاء، الدورة الثانية عشرة من معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير "ديهاد"، بمشاركة سمو الامير الحسن بن طلال وبحضور سمو الاميرة ثروت الحسن.
 
ويستضيف المؤتمر الذي يستمر حتى 26 الشهر الحالي، أكبر حشد اغاثي تنموي من العالم بمشاركة نحو 396 شركة متخصصة من 66 دولة إضافة إلى عدد من المتحدثين المتخصصين والخبراء في قطاع الإغاثة والتطوير من المنطقة والعالم.
 
وقال سمو الأمير الحسن بن طلال، في الكلمة الرئيسية للمؤتمر، إن المنطقة العربية، تواجه أزمة إنسانية وجودية، تبرز منها تحديات ومخاطر محدقة، تتمثل في أحد أهم جوانبها بزيادة اعداد اللاجئين، داعيا سموه إلى "الاستثمار في المرونة والصمود والاستثمار في آليات للتعاون هدفها ضمان استقرار المنطقة واستدامة هذا الاستقرار على المدى الطويل" دون النظر إلى أزمة اللاجئين "على أنهم مجرد أرقام احصائية".
 
وحث سموه، المشاركين في المؤتمر، على وضع كرامة الإنسان في صلب جهودهم لتحقيق أهداف المؤتمر مؤكدا ضرورة السعي إلى وضع الحلول واليات التعاون لمواجهة التبعات المتلاحقة لما تمر به المنطقة وقال: "لا بد من وجود قرار تصحيحي لمعاجلة هذه الازمات".
 
ولفت إلى أن اللاجئين اينما وجدوا، هم بحاجة الى التعليم ويسعون لذلك وعلينا تمكينهم فهذه افضل الأدوات والوسائل لمساعدتهم، معتبرا ان "الحديث عن الحاجة والضرورة للحلول، يجب ان يقابله الحديث أيضا عن التمكين وسيادة القانون وايجاد الفرص للمهمشين والفئات المحرومة والضعيفة".
 
واعاد سموه التاكيد ان الاجيال القادمة هي المهمة وأن هذا المؤتمر فرصة سانحة للمساعدة والتمكين من أجل المستقبل، مشيراً إلى الدور الكبير الذي يمكن أن تؤديه الصناديق السيادية حيال هذه الفئات التي تتطلب لمعاجلة مشاكلها التركيز من الجهات الفاعلة على خلق الامن الإنساني المستدام" فالتهديد الحقيقي، يتمثل في الوقت الحالي في "الأفكار المتطرفة واقصاء الأخر".
 
من جهتها أكدت سمو الاميرة هيا الحسين بكلمة افتتحت بها المؤتمر، المسؤولية الكبيرة التي يتشارك فيها الجميع من أجل تحسين حياة البشر مستشهدة بالنموذج الرائد الذي تقدمه دولة الإمارات العربية في هذا المجال.
 
وقالت سموها: "تتحمل المجتمعات مسؤولية خلق الفرص الاقتصادية من خلال الاهتمام الكلي بالتعليم والخدمات الصحية والخدمات الاجتماعية وتشجيع الابتكار وإيجاد النظم والآليات الاقتصادية الملائمة التي تعزز النمو بدلا من تحجيم فرصه وهذا ما نقوم به في دولة الإمارات العربية المتحدة -فنحن نعد المناخ المناسب لخلق الفرص للأفراد والشركات وللجميع".
 
وأضافت سموها: "تتجسد العقبة الأولى أمام الأسر المحتاجة في البلدان النامية في سوء التغذية وما يصاحب ذلك من تدهور الحالة الصحية لأفرادها، ان الطفل الذي يعاني معاناة شديدة من سوء التغذية لن تتطور قدراته العقلية والبدنية بصورة تعينه على النمو كفرد ناجح .. فيما يؤكد خبراء التغذية أن السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل في غاية الدقة بشأن تكوين بنيانه فإذا كان الطفل يعاني من سوء التغذية بصورة تهدد قدراته الذهنية والبدنية فإن النهاية تكون قد حسمت قبل البداية." وعبرت سمو الاميرة هيا الحسين عن فخرها بما تحقق لدولة الامارات من نجاح انساني وتنموي واقتصادي كبير مكنها من ان تكون اليوم من اكبر الدول المانحة والمقدمة للعون والاغاثة معتبرة ان هذا المؤتمر يأتي من وحي رؤية دبي وقيادتها تلك الرؤية المستمدة من تاريخ عريق في النجاح والتقدم الانساني والتنموي ارساها قادة الامارات وورثوها عن مؤسس الدولة الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
 
وذكرت ان المؤتمر لهذا العام يستمد من رؤية دبي باستضافتها "أكسبو 2020" ثلاثة محاور رئيسية أولها "الفرصة" و"التحرك" و"الاستدامة" وهي مفاهيم ثلاثة نجحت في تحقيقها دولة الامارات ويبدو العالم في اشد الحاجة لها في وقتنا الحاضر للتعامل مع الأزمات وتحويلها الى فرص خلاقة يمكن التعايش معها وتحويل المحرومين الى ما ينفعهم في حياتهم.
 
واعتبرت سموها ان مبادرة المؤتمر تجسد حشدا للعقول العظيمة، مؤكدة ان المدينة العالمية للخدمات الانسانية بدبي تعمل على اتخاذ خطوات مهمة لحشد المساعدات للناس في المجتمعات الأقل حظا وهذا هو هدف المؤتمر.
 
واوردت في كلمتها امام حشد كبير من المعنيين بالشأن الاغاثي الدولي، ارقاما مهمة ابرزها يشير الى 835 مليون انسان يعانون الجوع المزمن، و2 مليار شخص يعانون من نقص التغذية وفقر الدم في العالم، داعية سموها الى مواكبة مئات المليارات من المساعدات ببرامج عمل تضمن رفع كفاءة تلك المساعدات وضمان فعاليتها بخلق مجتمعات قادرة على الانتاج وليست متلقية للمعونات.
 
ولدى تقديمها سمو الأمير الحسن بن طلال للحديث في المؤتمر، قالت سمو الأميرة هيا: "إنه لشرف عظيم أن أكون قادرة على تقديم متحدث خاص جدا. كنت استمع له باحترام ورهبة طوال فترة طفولتي وحتى يومنا هذا. انه مثقف بطريقة لا يمكن تصورها اضافة الى كونه إنسان مدهش، ولم احلم ابدا ان تتاح لي مثل هذه الفرصة في تقديم عمي الغالي صاحب السمو الملكي الامير الحسن بن طلال.
 
من جانبها قالت الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي الاماراتية في كلمة للمؤتمر ان بلادها تهدف إلى تحقيق أكبر فائدة ممكنة من وراء مساعداتها التي توجهها للخارج وذلك من خلال تطوير سياسة متكاملة واستراتيجية فعالة في هذا الخصوص لاسيما ما يتعلق بتنظيم آليات تقديم تلك المساعدات بما يضمن لها أرفع درجات الفاعلية والتأثير الإيجابي المنشود لانجاز أقصى فائدة ممكنة من ورائها للمجتمعات المستهدفة بتلك المساعدات فكلما زاد مستوى فعالية إساهماتنا كلما تمكنا من المساعدة على تحسين حياة الناس وإعانتهم على مواجهة التحديات التي تعترض طريقهم.
 
وأضافت إن الابتكار هو المفتاح لإيجاد الحلول لأكثر حالات المعونة تعقيدا.. وأنني أود أن انتهز فرصة وجودي معكم اليوم لدعوة جميع المشاركين في المؤتمر إلى التفكير بطريقة إبداعية تساعدنا لطرح أفكار جديدة من شأنها تحفيز التعاون المشترك بهدف التوصل إلى أفضل سبل التعاطي الناجح مع أكثر حالات الإغاثة والتطوير إلحاحا.
 
وفي ختام الجلسة الرئيسية للمؤتمر قام سمو الامير الحسن بن طلال وسمو الاميرة هيا الحسين بجولة تفقدا خلالها اجنحة الجهات المشاركة في المعرض المصاحب للمؤتمر ومن بينها شركات ومنظمات اقليمية وعالمية معنية بالاغاثة والخدمات الانسانية.
 
وحضر الجلسة الرئيسية للمؤتمر عدد من الشخصيات، من بينهم: القنصل الاردني الدكتور سائد الردايدة، والأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الحاج آس-سي، والمفوض العام منظمة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أونروا" بيير كراهينبول، ومفوض الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات خريستوس ستيليانيدس وعدد من المعنيين. - (بترا)
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد