أنا لا أفكر إذن أنا موجود

mainThumb

25-03-2015 10:21 AM

  دوار متواصل ,لا يشبه الصداع في شيء, إلا في قدرته العجيبة على الدوران ,لكنه ليس ذاك الدوران الذي اعتاده المتعبون , بل دوران لديه القدرة على جعل كل الأشياء تدور , السقف والجدران تبقى متصلة, لكنها تتحرك, كما يتحرك الهائج من الأمواج , تغوص في العمق, وتطفو على السطح, تلتقط الأنفاس, وتعاود ركوب الموج .

حيرة متواصلة ,وكأنها في سباق مع الزمان  ,تسأل وتجيب , تسأل كل الأسئلة ,وتجيب كل الإجابات تربك الذهن , وفي وقت زهيد ,تقطع الأميال ,وتعود محملة بأكياس من الأمل , تركب السحاب وتجدد الآمل .لكنها كعادتها لا تنتظر  رسم الإبتسامات ,لتعاود الكرة فتغدو  بطانا , وتعود خماصا , بعد أن تكون قد اصطدمت بناطحات السحاب  فأفرغت كل شحنات الأمل ,واستبدلتها بشحنات من اليأس ,تخر كالصاعقة ’لتصطدم بقساوة القلوب ,فتشعر بالتعب , وتطلب فسحة من الوقت لتستريح , ويكون لها ما تريد ,فتجلس على عتبات الشهيق والزفير ,تطأطأ الرأس وتمسك الوجنتين بيدين مرتجفتين , وتبدأ من جديد رحلة التفكير . وكما كل البشر , تخطيء حيرتي  وتصيب, وتقف حيرتي حائرة في كثير من الأحايين .

 وقلب الإكتئآب  شفوق , ليس بضحاياه , بل بأعوانه الحيرة والدوران ,يأتي متأبطا صديقه الغثيان فيحاول الإكتآب والغثيان  مواساة الحيرة والدوران , ويصفعاني بأمواج من التفكير ,تفكير ممزوج بأطنان من التضليل , فيشطح بي التفكير مرة إلى  اليمين  ومرة إلى اليسار , ويخضني بشكوة نسجت من جلد الأسمر من الغنم ,عله يستخلص من جديد ,أنني ما زلت كما  بدأت ,في جعبتي الف سؤال وسؤال .

فأستفيق كمن استفاق لتوه من أثر التخدير , لأجدني مسجى على السرير .أبحث عن طبيب يجيد التصنت على القلوب  , أو ممرض يجيد حقن الدماغ  ,أو  زائر  يحمل في كفيه جرعة ماء ,وبذكاء  منقطع النظير , أدرك أنني ما زلت بنفس المكان ,وكل ما حولي كما كان , فلست في واحدة من غرف الإنعاش . أنا ما زلت على السرير, أمارس طقوس التفكير, فأتخيل رينيه ديكارت يجالسني فيقول أنا لا أفكر إذن أنا موجود.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد