لسنا ضد عاصفة الحزم ولكن ينتابنا القلق والأمل

mainThumb

27-03-2015 03:23 PM

انطلقت الطائرات الخليجية في فجر السادس والعشرون من مارس لوقف الزحف الحوثي إلى مدينة عدن عاصمة اليمنيين مؤقتا بعد إنقلاب جماعة الحوثي التابعة للجمهورية الإيرانية وعبد الله صالح على السلطة الشرعية في اليمن وإحتلالها للعاصمة اليمنية وذلك بعد فشل مساعي كثيفة لإنجاح الحوار بين الفرقاء اليمنيين برعاية خليجية أيضا.


مما لا شك فيه أن اليمن كغيره من بعض الدول العربية أصبحت تحت سيطرة الجمهورية الإيرانية على يد أتباعها في المنطقة, وهذا الأمر لم تخفيه إيران فقد جاء على لسان قادتها بأن العراق ولبنان وسوريا واليمن تحت ظل الإمبراطورية .والذي كان كفيلا بتأجيج الصراع الداخلي لكل بلد وتوفير الأرض الخصبة لتأجيج النزعة الطائفية بين الشعوب, كما لعبت دورا مأساويا في عمليات القتل والتعذيب ذي النزعة الطائفية والدينية.


الدول الخليجية يبدوا أنها استشعرت الخطر متأخرا , ولكن أن تشعر بالخطر خير من أن تفقد الشعور على اظلقل في بعض المواطن. وكنا نأمل أن يكون التدخل من باب الإجراءات الوقائية بدلا من اعتباره إجراء تصحيحي للمسار. ونحن ندرك أن البيان الخليجي الأول بتبرير التدخل لحماية اليمن وشعبه واستجابة لنداء الرئيس اليمني هو مجرد تصريح فارغ وغير منطقي في جوهره ولكنه كذلك ظاهريا على الأقل. لأن حماية اليمن وشعبه تكون بالتحرك المبكر لعدم السماح لأتباع إيران بإحتلال صنعاء ولا يكون بمراقبة الأمر والتنديد والإستنكار لحين الوصول إلى مشارف عدن. والتحليل الأقرب لهذا التدخل المخطط له مسبقا  هو لإستدراك سقوط عدن الذي من شأنه وإن سقط بإيدي الحوثيين أن يكون كارثيا كونه يفقد سيطرة الجيش اليمني على مضيق باب المندب الإستراتيجي وسقوط الحدود البحرية بإيدي إيران والذي من شأنه التحكم بالبحر الأحمر وخليج عدن. فكان لازما التدخل لوقف الزحف الحوثي كما تدخل النيتو لوقف الزحف القذافي لمدينة بنغازي إبان ثورة 17 فبراير.


ومع هذه المقاربة البسيطة بين وقف الزحفيين, يحق لنا أن نتساءل عن تداعيات هذا التدخل ومستقبل اليمن وماهو الثمن الذي سيدفعه اليمنيون وكيف ستوزع الجائزة على المشاركين في حال نجحت العملية وما ذا لو لم تنجح " لا سمح الله" ؟؟ وهل سيكون اليمن كليبيا أو سورية أو العراق؟؟


إن أول رد فعل بطبيعة الحال كان إيرانيا عندما صرح مسؤول برلماني إيراني أن نار الحرب ستطال المنطقة بأكملها.. ولم يكن هذا الرد غريبا بل متوقعا وقد تصدق إيران بذلك بإشعال المنطقة أكثر وقد لا تقف مكتوفة الأيدي. وهذا يستدعي الدول الخليجية أن تلتفت إلى هذه التداعيات المتوقعة الخطيرة بدلا من محاربتها للإسلام المعتدل المتمثل أغلبه بجماعة الإخوان المسلمين في كل مكان وللشعوب التواقة إلى الحرية والكرامة.. لأن الإلتفات عن الخطر الحقيقي سيلحق الضرر الكبير للوطن العربي عاجلا كان أم آجلا وخاصة شعوبها التي تحتاجها الأنظمة للدفاع عنها وعن تحركاتها ضد أي عدوان. كما أن التاريخ برهن وقت الحروب الدور الإيجابي والأثر الكبير الذي يلعبه الإخوان المسلمين سياسيا وإجتماعيا على الشارع العربي.


إن دعم هذا التحرك الخليجي يجب أن لا يُكال بمكياليين فنحن كما أننا ندعم صد الحوثيين وإنقلابهم فإننا نستغرب دعم الإنقلابات في مواطن أخرى كمصر. وكما نرفض المد الشيعي في المنطقة فإننا بذلك نرفض أي تمدد وتوغل وتدخل غربي على أراضينا وفي شئون حياتنا حتى. وكما يدعم الحلف الخليجي الشرعية في اليمن المتمثلة بالرئيس عبد ربه هادي فإنه من الطبيعي دعم الشرعية في مصر المتمثلة بالرئيس المصؤي محمد مرسي وكما أن دول الخليج ترفض أي تدخل في شؤونها عليها أن تتوقف في التدخل في شؤون الآخرين وقرارات شعوبهم.


وعلي هنا أن أوضح سبب تخصيصي للمشاركين بالدول الخليجية بالرغم من أن السعودية ذكرت بعض الدول العربية المشاركة كالأردن والسودان ومصر وباكستان لقناعتي بأن مشاركة تلك الدول هي إما تشريفية أو رمزية لحسابات سياسية لا أكثر. فكيف لنا أن نفسر بأن الأردن الذي كان في الأيام الماضية أرضه حجيجا للقيادات الشيعية التي استقبلها الملك بنفسة بحفاوة إضافة إلى زيارة ناصر جودة وزير الخارجية الأردني إلى كل من طهران وبغداد قبل أسابيع قليلة بأن يكون مشاركا بالعملية سوى تحليل بأنه علم ذلك بأقل من 48 ساعة على أكثر تقدير! وكيف لنا أن نصدق بأن الجيش المصري المشغول بتأمين الحدود الإسرائيلية من خلال عملياته العسكرية البربرية في سيناء واهتمامه في تفتيت النسيج الإجتماعي في مصر بأن يرسل طائراته المهترئة للمشاركة بالعملية سوى أن الأمر لا يتعدى الدور التشريفي لدوره في محاربة الإخوان المسلمين. أما في السودان فكان مشروع سد النهضة كفيلا بوضعها ضمن الدول المشاركة لشكرها على دورها في مسرحية الإتفاق الثلاثي مع مصر وإثيوبيا فيما يتعلق بمشروع سد النهضة.


مرة أخرى وبوضوح " نعم " " نعم " للتدخل العربي ضد نفوذ إيران الساعية إلى تفكيك الأمة العربية والتي حاولت إختراق الشعوب بمفرداتها وشعاراتها التي تستعطف بعض الشعوب العربية. ونأمل بل ونطلب من كل الدول العربية بإستكمال العملية وتوسيعها لتشمل تحرير سورية ولبنان والعراق ونرحب بأي مشاركة إسلامية لردع الإحتلال الصهيوني في فلسطين ليكون هذا التحرك مباركا ومدعوما من أمة المليار ونصف مليار مسلم. كما أننا نرفض أي تدخل أجنبي على أي دولة عربية أو إسلامية مهما كان السبب ونذكر مرة أخرى أن أي تدخل يحتاج إلى وحدة صف الشعوب العربية والإسلامية وهذا يتطلب التوقف عن النيل من الشعوب وتمزيقها وإلّا فإننا نخشى هزيمة مدوية يكون على إثرها إما إحتلال إيراني كامل أو سيطرة متطرفة كداعش وكلا الأمرين حلو ومستساغ للولايات المتحدة الأمريكية والإحتلال الصهيوني   
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد