أصغوا جيداً للهباش وعباس في مؤتمركم البائس! - بيان الاحمد

mainThumb

29-03-2015 09:36 PM

اختلطت الأوراق كلها، ولم تعد ورقة تتصل بأختها ليخرج المجتمعون بخطاب ولو شكليّاً كما كانت عادتهم.

تسعة  رؤساء لم يحضروا قمة شرم الشيخ، ومعظم الأسباب غير معلنة في بيانات رسمية لكنها معلنة بواقع الحال.

هناك دعم لعاصفة الحزم وسط جدل بين المعسكر الإيراني (عملاء إيران) المعلنين والخفيين وبين معسكر رفض الهيمنة الإيرانية.

العراق الوجه الآخر لدولة الفرس (إيران)  يعلن رفضه التدخل في شؤون الدول الأخرى الداخلية، بينما قاسم سليماني يقود ميليشياته الطائفية في حرب داخل العراق، لم يشهد القرن الحادي والعشرين مثيلاً لها في البشاعة.

جزر الطنب الصغرى والكبرى وأبو موسى كانت على قائمة المطالب العربية لكن بلغة خجولة، حيث أن المجتمعين لا يملكون خطاباً يعنف إيران، وكيف سيقدرون على تعنيفها وهي حاضرة في عباءة العراق وسروال لبنان والكوفية الحمراء وغطرة الوفد الإماراتي، ثم كيف سيحاكونها بلغة أقوى وهي تحتل أربع عواصم عربية لا تخفى على أحد، واستطاعت مؤخراً ليّ ذراع الأردن من خلال حشودها على حدوده وتطويعه ليكون ضمن جوقتها؟ كاتب هذا المقال لا يتحدث من عند نفسه لكن بما صرح به قائد فيلق الفرس "المسمى باسم القدس" كما يشهد على ذلك ويؤيد واقع الحال الأردني.

في ليبيا اختلط الحابل بالنابل، ولم نعد نفهم ما يجري، فهناك برلمانان وحكومتان، وإرهاب، ومن خلال خبرتنا لا نتوقع أبداً أن يخرج المؤتمرون بقرار للوقوف إلى جانب ليبيا الثورة، بل إلى جانب أي عميل على الساحة وهنا نظنه حفتر.

السيسي المضيف للمؤتمر يقف موقف المتفرج وذلك لأن قدرته على المناورة ضعيفة، فهو ليس رئيساً مخضرماً ولا شرعية له، وإنما عسكري جاء به القدر إلى السلطة وفق معطيات عربية وأجنبية للزج بمصر في غياهب الفوضى، وهي تعيش تلك الحالة منذ قدوم السيسي الذي لا يملك من البرامج الإقتصادية لشعبه إلا مقولته الشهيرة "نقسم رغيف الخبز أربعة أقسام"، وكذلك دعوات التقشف التي لا ينفك يدعو الشعب للسير فيها ناسياً أو متناسياً أن الشعب المصري يعيش العدم وليس التقشف.

الملك سلمان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد كانا الأقدر على المناورة في المؤتمر، فقرار السعودية بدخول الحرب لم يكن جزافيّاً بل لأنها أدركت حجم المؤامرة الإيرانية المدعومة من أطراف عربية، والملك يوجه ويرسم سياسة بلاده خارج المألوف، وبعيداً عن الدعاية النمطيّة التي تحظى بها السوق الإعلامية السوداء حول قدرات وكبرياء العربية السعودية.

أما أميرنا الشاب تميم بن حمد أمير قطر فقد أحرج المؤتمرين وعلى رأسهم السيسي وعباس بمطالبته بفك الحصار عن غزة، حيث أن المنطق الذي تحدث به والحجة التي أقامها على معسكر المؤامرة كانت كلها دامغة وغير قابلة للنقاش.

اختلاط الأوراق في مؤتمر القمة العربي الذي ينعقد تحت مؤثرات داخلية وخارجية كثيرة جعل من مقررات المؤتمر عبارات هزيلة لا تقوى على الغطرسة الإيرانية في المنطقة، ولولا وجود العربية السعودية بسياستها الجديدة لكان الحال أشد سوءاً وهزالة، فالسعودية التي جمعت الخليج على كلمة الحرب من اجل الكرامة العربية تعوم عكس تيار قوي من العمالة لإيران، بعض أفراد هذاالتيار خفي والبعض الآخر علني، لذا نجد أن الملك "الحازم" يسير بخطىً ثابتة لكنه ينظر خلفه كثيراً تحسباً للطعنات التي قد تأتيه من الخلف، وتكفينا هنا الإشارة.

الذراع الإعلامي لـ"أبو مازن" وكذلك قاضي قضاته محمود الهباش دأبا على المطالبة بتصفية قطاع غزة، وهما اليوم يمارسون فعل ابن سلول، ويعودان للمطالبة بعاصفة حازمة على غزة. الخيانة ليست درساً يتعلمه المرء في الكتب، بل هي غريزة في بعض الناس مهما ظننا أنهم غير ذلك، لذا لن نتوقع من عباس ولا الهباش وكل من هم على شاكلتهما أن يكونوا في صف المقاومة أو صف شعوبهم.

اميركا صرحت أن السعودية تقع ضمن مصالحها موجهة رسالتها إلى إيران بأن لا تنظر باتجاه السعودية وأمنها واستقرارها. لكن من يضمن أميركا التي تحركها المصالح إن ضمنت لها إيران كمية نفطها والنفوذ ذاته في حال تحركت باتجاه السعودية من خلال شيعتها في المنطقة الشرقية؟ إيران وأميركا لهما ذات المبدأ، المصالح، فإذا استطاعت إيران إقناع أميركا بأن مصالحها في أمان، لن نجد أميركا بذات الحماس لحماية السعودية خصوصاً أنها تعيش مأزقاً إقتصاديّاً لا يقوى على دخول حرب طويلة الأمد.

إيجاد قوة تدخل سريع عربية لن يتم بسهولة، فالحدود والمدن العربية كلها منشغلة بالعدو الإيراني من ناحية، وبالإضطرابات الداخلية من ناحية أخرى، وبالعمالة غير المعلنة لإيران، وهذه الأخيرة تعد خنجزاً في خاصرة العمل العربي المشترك في كل النواحي، سواء السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية.

الجامعة العربية، التي قوضت الربيع العربي وتدخلت ضد الشرعية في مصر وساعدت على إسقاطها ليست جامعة مبادئ وقيم لكي نراها اليوم تصدق في بيانها، ولعل الحبر والورق الذي استخدم في كتابة بيان الجامعة أغلى بكثير من محتواها. وإذا استثنينا قطر والسعودية فإن الجامعة هي ذراع الإيرانيين في العالم العربي وليست جامعتنا العربية.

رحم الله صدّام حسين، قدم ما يزيد على مئة ألف من جيشه في معركة حماية البوابة الشرقية للوطن العربي، واليوم نجد من فتح البوابة على مصراعيها للفرس. فهل تظنون خيراً بجامعتكم يا عرب؟ مرحى لكم أيها المجتمعون في شرم الشيخ ... أديروا راحكم واستأنسوا بلياليكم ودعوا الحرب لأهلها فلستم لها....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد