ايران .. دولة عظمى وشرطي المضيقين وعرباننا بين سهو ولهو

mainThumb

30-03-2015 03:51 PM

رغم تلك الخطوة الخجولة التي بادرت بها السعودية وعشرة من حلفائها  لدك اوكار وكلاء ايران في اليمن  منتصف ليلة الخميس 26-3-2015، الا ان واقع الحال يقول بان ايران  الشيعية الفارسية  المتطلعة لانشاء امبرطوريتها الفارسية الجديدة  قد اصبحت دولة مهيمنة في المنطقة لا بل وبعد ان اصبحت شرطي الخليج يبدو انها ستصبح شرطي المضيقين هرمز وباب المندب بلا اي منازع شاء من شاء وابى من ابى .


نحن نعلم بان سيطرة ايران على هذين المضيقين ليس بالامر السهل لولا وجود رغبة امريكية مبطنة  بذلك لا سيما وان كل المؤشرات تدل على ان امريكا تتعامل مع العرب " الضعاف "  باستخفاف وازدراء ومجاملات مفضوحة في الوقت الذي تخطط  فيه لمسح ومسخ الهوية العربية وكل ذلك ارضاء لربيبتها اسرائيل بينما تتعامل مع " ايران القوية " بكل ود واحترام !!.


ان هذه الهيمنة الايرانية الشيعية  على المنطقة تسير كما هو مخطط لها وان قضية امتلاك ايران للقنبلة النووية ليست الا مسألة وقت وبموافقة غير معلنة من امريكا واسرائيل.


لم تاتي كل هذه الاستحقاقات لايران على طبق من ذهب ولكننا نعيش في عالم ليس للضعيف والمتخاذل والمتخلف مكانة او مكان ، فايران سخرت كل طاقاتها وامكاناتها لاجل اثبات قوميتها ومذهبها وتوجهها وطموحها لان هذه الامة الفارسية تمتلك هدفا تود الوصول اليه وهو العزة والمجد والكرامة لكل ما هو فارسي شيعي.


ففي الوقت الذي كانت ايران تنفق كل اموال النفط لاجل اثبات وجوده وقوتها من خلال دعم برامج العلم والتسلح والابتكار ودعم حلفاء لها في المنطقة، كانت اموال النفط العربية تسخر لاجل دعم حفلات اللهو والمجون وتعزيز ببرامج السهر والعهر  والتناحر بين الامة  العربية بكل اسف.


ورغم كل هذه النكسات والانتكاسات العربية امام نمو القوة والوجود الايراني الا ان قادتنا العرب وشعوبهم على حد سواء لا زالوا بين " حيص وبيص".


كل هذه السيناريوهات تتم  ويتم تطبيقها على ارض الواقع بينما  قادة عرباننا العاربة والمتعربة والمستعربة غائبة عن الوعي والحس والادراك وهم لايدركون بان عروشهم ستكون محاصرة  بين فكي داعش الامريكية وايران الشيعية الفارسية.


ان ما يجري في اليمن اليوم وما كان قد جرى في العراق ولبنان وليبيا  يؤكد بان المال والنفط العربي لم يسعف هذه الامة لان تحفظ هويتها وعزتها وكرامتها لان بعض قادتها وبكل اسف يفتقرون الفكر القيادي المسؤول.


لقد نبه جلالة الملك قبل ما يقارب العشرة سنوات من خطورة تشكل هلال شيعي ايراني عراقي سوري لبناني ولكن لم يستمع اليه جهابذة  القيادة والفكر العربي وبكل اسف.


اليوم نجد ان هذا الهلال لم يصبح هلالا فقط بل اصبح كفكي كماشة تحيط بدول الخليج والسعودية وربما ياتي اليوم الذي تصبح دولنا العربية دويلات وولايات تتقاسمها داعش وايران ونحن نعيش في سبات عميق ننشغل في خلافات بيننا حول  من هو الاصل " البيضة ام الدجاحة ".
 
ان المطلوب من العربية السعودية وكل الدول  الغنية ان انفاقها المالي يجب ان يتم اعادة توجيهه بما يخدم مصالح الامة ممثلة  بدعم الشعوب والدول التي تملتك قوة بشرية ضاربة للقضاء على الفقر  والتخلف في  هذه المجتمعات  ودعم البرامج العلمية والاجتماعية التي تجعل منا خير امة اخرجت للناس وبغير ذلك سوف تقضم الاصابع يوم لا ينفع الندم.
 
لن اطيل في حديثي فلقد جفت معاني الكلمات ونحن نحذر مما يجري  في منطقتنا العربية   ولكن يبدو ان هذه الامة  لا تقرأ ولا تتعض فقد كتبت عليها الذلة بعد ان كنا نفاخر بان هذه الامة لن تموت ونحدى بها كل جبان.


اليوم اجد ان هذه الامة تحتضر بقياداتها و شعوبها خصوصا بعد تجربة التحرر الفاشلة بما سمي بالربيع العربي والذي اصبح عارا ودمارا على هذه الامة بما يؤكد ان هذه الامة تفتقر الى قيادات حقيقية وشعوب واعية وبكل اسف وما يحدث في سوريا واليمن وليبيا ومصر والعراق خير دليل على ما ندعي.


اختم القول بان عاصفة الحزم ستكون حاسمة " ايجابا اوسلبا " على الامة عموما والسعودية خصوصا ، فاذا اثبتت فيها السعودية وتحالفها بانها قادرة على اعادة الامور الى نصابها في اليمن ، فانني على يقين بان عقارب الساعة ستنقلب دورتها وسيبدا العد التصاعدي لكل ما هو عزة وكرامة ومجد عربي مقابل بدء العد التنازلي لتقهقر ايراني على مستوى المنطقة والعالم وعلى السعودية ان تعلم بان الدفع بقوات برية لن يكون مفيدا بقدر الدفع بالدبابات السعودية والخليجية من طراز 2015 ليقودها فرسان اليمن لدك اوكار الحوثيين وملاحقة فلولهم وكفى|.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد