في يوم الأرض

mainThumb

31-03-2015 09:25 AM

 في يوم الأرض تستحضرني صور , يد غضة طرية تغرس شجرة زيتون , وأمرأة تودع فلذة كبدها وقد ارتقى شهيدا وهو  يدافع عن الأرض ويقارع الإحتلال , وطفل فلسطيني يرفع علما على سارية خلف الجدار, وآخر يحمل حقيبته ويقطع المسافات ليصل إلى مدرسته هناك , وشيخ  لا حيلة له إلا أن يشتم الإحتلال ,وآخر شمر عن ساعديه وخلع الحذاء ليلتصق بالتراب , وشاب بيده يدفع جنديا مدججا بالسلاح لا يريد أن يراه إلا مغادرا للأرض لا تربطه فيها سوى أكذوبة من أكاذيب التاريخ .

         وفي يوم الأرض,أتذكر بيدر القمح, ورغيف الطابون, والمقحار, والحاكورة, وحوش الدار.أتذكر طفولة لم تكتمل ,قصفت عمرها رائحة الظلم , وقزمها أزيز الرصاص ,وينابيع ماء كانت تتدفق شوقا , تحمل دفء المكان ,فطالتها أيدي بغيضة , فجفت دموعها في جفونها حرقة على الفراق .أتذكر شهيدا مضى وهامته مرفوعة ليتلقف جثته باطن الأرض وتستقبل روحة نجوم السماء.أتذكر أسيرا يقبع خلف القضبان , وتهمته عشق الأرض وعشق الحرية وشمس النهار.  

         وفي يوم الأرض,أسمع آهات ممزوجة بالأمل ,آهات تخرج من أمهات ثكلى أدركت معاني التضحية فزغردت حين زف الشهداء , آهات تخرج من جروح تنزف دما ليسقى  تراب الأرض لينبت سنبلة تحكي قصص البطولة والفداء .أسمع أنشودة على شفاه ألأطفال تردد لحن موطني وتجدد العزيمة والإصرار.     

     وفي يوم الأرض ,أشتم رائحة الحرث التي لا يعرفها إلا من أحب الأرض ,ورائحة حبات الليمون تئن من جور الغاصب وتصدح صبح مساء تلعن الغرباء.

      وفي يوم الأرض,أشعر أن جمر الطابون مازال ملتهبا ينتظر الخلاص ,وبوابات القدس ما زالت مشرعة  تنتظر القادم من أهل الضاد, وللأقصى منفذ إلى السماء يدعوا رب السماء, لعل الله يستجيب الدعاء , وشجرالزيتون يتجذر في الأرض ليعطي درسا في الإنتماء,وسنابل القمح شوكة في حلق الغاصبين.

      في يوم الأرض يزداد الألم , ويتجدد الأمل ,ألم حيكت خيوطه  في منتصف قرن مضى  ,وأمل تنسج خيوطه مع إشراقة كل صباح. 

      وفي يوم الأرض نقول نعم للوحدة الوطنية , والف نعم لحق العودة ,وألف لا للوطن البديل ومحاولات التوطين. 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد