على حدود اليمن استيقظ العرب .. ! - د. هاني العقاد

mainThumb

31-03-2015 11:22 AM

نهبت ثروات العرب ودكت حصونها وسرق تراثها وهدمت قصورها التاريخية في العراق وليبيا وسوريا ,وبيعت النساء في المزادات العلنية  وبدأ العرب وكأنهم بلا إرادة وبلا قوة تحمي ما تبقي لهم من شرف وكرامة عربية , القدس تهود وتغتصب يوميا دون أمل في بقائها عربية , في سوريا  حصدت الحرب الالاف من الارواح وانشئت ما يسمي بالدولة الاسلامية والله اعلم أن كانت اسلامية حقا , ليبيا مزقت بدعوي تغير النظام وسقطت مع تغير النظام كل الوجوه التي كانت تحرس وحدة ليبيا وحرمة دم اهلها ,كليبات القتل والذبح والحرق تقول اكثر من ذلك  ,التقسيم هو السيناريو المتوقع لمعظم الدول العربية  التي نهشها التحزب الذي اتحد مع قوي الشر, الكثير من جيوش العرب الراقدة في حصونها منذ عشرات السنوات استهدفت ولم تعد قادرة على حماية هوية الامة العربية , تم تفكيك الجيش العراقي واندثر بين انياب الطائفية فريق منه اصبح يخدم القوي الاستعمارية  وفقد الكثير من قادته بوصلتهم الوطنية بدافع الاغراء المالي وانخرطوا في جماعات ارهابية على ادعاء انها وطنية اسلامية , الجيش الليبي اصبح مليشيات كل لها حاكمها وسلطانها تعمل على حشد الاموال والاغتناء بالغنائم التي تركها النظام واصبحت اليوم تعمل في سرقة النفط من هنا وهناك وتبيعة في السوق السوداء بل وهناك مليشيات تسيطر على الكثير من حقول النفط وتضخه الى ناقلات غربية عملاقة بالبحر المتوسط بأسعار زهيدة , امتدت المخططات الى مصر عندما نجحت في ليبيا والعراق وسوريا و بدأوا في تنفيذ مخططاتهم  لتخريب كل شيء واسقاط الدولة على غرار ليبيا وسوريا والعراق ,مازالوا يحاولوا اضعاف الجيش المصري والنيل منه , ومازالوا يحاولوا حتى اللحظة انشاء قواعد في سيناء لينطلقوا منها للقضاء على قوة الجيش المصري وتفكيه وبالتالي النيل من اكبر قوة عربية متماسكة حتى الان.
 
امتدت الايدي العابثة الى اليمن بعد ان كبرت الحركة الحوثية بتدحرج حتى استولت على الكثير من السلاح في اليمن وقتلت عشرات الالاف من ابناء الجيش اليمنى واغرت الباقي بالعمل في صفوفها وبالتالي لم يعد للجيش اليمني أي قدرة على حماية البلاد وسقطت السلطة الشرعية , بالفعل وقع اليمن في ايدي الحوثين وتمكنوا من السيطرة على المؤسسات السياسية والاقتصادية والمرافق الرئيسة كالمطار والقصر الرئاسي في صنعاء  وتقدموا نحو عدن  ,وبالتالي يصبح الامر ابعد من اليمن تحت نشوة الانتصار والقتل بالتوجه الى حدود العربية السعودية في محاولة للوصول الى خطوط امامية تحمي الوجود الحوثي و بالتالي  فان الاستيقاظ العربي حصل على حدود اليمن ,فهل تستمر صحوة العرب لتحمي الاقليم العربي التي يهددها التطرف الأيديولوجي و الطائفية والصهيونية  الى النهاية .
 
"عاصفة الحزم" هي المهمة الاولى التي تنفذها القوة العربية المشتركة  ضد مخطط خطير ينفذه الحوثيون باليمن وايقاف تهديد الامن العربي وتحقيق الامن والاستقرار واعادة اليمن للشرعية وتحريرها من الجماعات التي تعمل بمخططات ليست عربية  وتقتل بسلاح مشبوه  وتهدد كافة  دول الخليج العربي وتحاول تهديد الهوية العربية في كل مكان بالإقليم العربي , عاصفة الحزم عملية تهدف الى حسم الموقف في اليمن واعادة شرعيته وعروبته ومكوناته السياسية  على اساس المبادرة الخليجية التي اوصلت (عبد ربه هادي منصور) الى الرئاسة, والحقيقة ان هناك مهمات اخري كبيرة امام القوة العربية المشتركة  في العديد من مناطق الاقليم العربي حتى لا يكون استيقاظ العرب فقط على حدود اليمن والخليج العربي, اليوم تأتي هذه العملية متأخرة لكنها بدأت قبل الخط الاحمر بقليل واصبح امام هذه العملية مرحلتين قبل الحسم النهائي , الاولى الحزم والثانية الحماية ,نعم يستحق اليمن ان يستيقظ العرب على حدوده بسبب اهمية موقعه   الاستراتيجي على باب المندب وباعتباره  الحديقة الخلفية للمملكة العربية السعودية فلا يمكن الانتظار حتى يصل التمدد الايراني الى حدود المملكة العربية السعودية , لكن السؤال هل يستمر استيقاظ العرب في وجه ما يهود وينهب ويسرق من ارض في فلسطين ؟  هل ينقذ العرب ليبيا و العراق وسوريا ولبنان من التمزق والتقسيم ؟


القوة العسكرية العربية الموحدة شكلت بالفعل نواتها في اول عمل عربي مشترك لحماية الوجود العربي التاريخي بالخليج العربي واحكام السيطرة على مضايق هذا الخليج وممراته لكن الاعلان عنها جاء في القمة العربية السادسة والعشرين بشرم الشيخ بجمهورية مصر العربية , نعم القوة العربية العسكرية الموحدة التي تشارك فيها اليوم عشرة دول عربية هي  باعتبار قوة الحماية العربية لكل الدول الاعضاء من أي تهديد خارجي وحتى  التهديدات الداخلية مدفوعة الاجر, ولعل التحديات امام هذه القوة العربية العسكرية كبيرة و شاقة ,امامها حماية دول الخليج العربي والسعودية ومصر والاردن من العبث والتخريب ومواجهة أي تهديد عسكري لحدود وعمق دول الاقليم العربي ويبقي السؤال الكبير , هل تستمر تلك القوة العربية العسكرية المشتركة في العمل دون ان تستهدفها قوي خارجية او حتى داخلية عربية تحاول اضعافها وجعلها مجرد مسميات على ورق ..؟ اجابة هذا السؤال تحددها الايام القادمة لانطلاق تلك القوة العربية وقوة قيادتها وتدريب افرادها وسرية تسليحها ومعسكراتها  وقواعدها وقربها من المناطق الساخنة بالعالم العربي ,وهنا لابد من سؤال اخر ,هل ستتمكن هذه القوة من اعادة هيبة العرب على المستوي الاقليمي والدولي ؟ وهنا نقول ان استطاعت هذه القوة مواجه كافة التحديات التي تهدد الامن العربي المشترك وحماية الهوية العربية  في كل شبر عربي على الارض العربية دون الوقوف عند ازمة اليمن فقط ,هنا ستكبر وتقوي يوما بعد اخر ,وتصبح الجبهة التي تصد أي محاولات للنيل من الامة العربية و هويتها و وحدة اراضيها وعلى اساس هذه القوة تستطيع الامة العربية قول كلمتها  بقوة امام كافة المنابر والهيئات فيما يخص الصراع التاريخي مع اسرائيل فأما ان تجلس اسرائيل على الطاولة وتقبل بحل الصراع على اساس مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية او ان المستوي السياسي العربي عليه ايجاد السبل الكفيلة بإجبار اسرائيل على التجاوب مع الطروحات العربية وانهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض العربية عبر جدول زمنى يسمح بإقامة دولة فلسطينية وعاصمها القدس الشريف باعتبار الصراع مدعاة لمزيد من التطرف بالعالم العربي وباعتبار بقاء الصراع يعني بقاء الامن العربي واستقرار الاقليم مهددين.     



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد