قمة عربية لدعم الشرعية في اليمن .. يرأسها مُنقلب على الشرعية في مصر

mainThumb

01-04-2015 10:37 AM

هذه هي الحال التي انعقدت فيها قمة شرم الشيخ التي هيمنت على مجرياتها الأوضاع في اليمن. و كما هو مذكور في العنوان , لنا أن نستنتج كيف ستكون نتائج تلك القمة على الواقع على الأمد البعيد.. وبالرغم من أن الحرب الدائرة من دول الخليج العربي ودعم من بعض الدول العربية  ضد أنصار الله الحوثية المواليه لإيران وحليفه العدو السابق علي عبدالله صالح هي العنوان الأبرز في تلك القمة  , إلا أننا في صدد التحدث عن التناقض في مبررات تلك الحرب وعن جدوى القمم السابقة و تلك القمة التي في رأينا التحليلي البسيط كرست الإختلاف في الرؤى والهروب من الواقع بل ويمكن القول أن أبرز مادار في تلك القمة هو كمية التناقض في الخطاب وأن كل من تحدث من القادة والرؤساء كان يمرر رسائل ضد معارضيه في الداخل وإن تطابقت المفردات على السطح اليمني.
فلنا في المشهد أن نرى وعلى سبيل المثال لا الحصر كلمة الرئيس المُعين عبد الفتاح السيسي كيف كان يتحدث عن عدوه المفتعل جماعة الإخوان المسلمين بطريقة غير مباشره عندما تحدث عن الإرهاب وكذلك معظم الدول الخليجية وكيف كان لدولة قطر أن ترد مبطنا على عبد الفتاح السيسي بضرورة عدم الخلط بين الإرهاب وبين حق الشعوب في تقرير المصير وكيف استغل الرئيس التونسي السبسي المنبر لمواجهة السلفيين وكذلك باقي القادة التي استخدمت فزاعة الإرهاب التي فصلتها كل دولة على مقاس "عدوها" الداخلي بالإضافة إلى الحدث الأبرز في دعم صد التوغل الحوثي والإلتفاف حول دعم عملية عاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد أنصار الله في اليمن.


أي قمة تلك التي تدعم الشرعية في اليمن ويرأسها منقلب على الشرعية في مصر؟ وأي قمة تلك التي ترفض الإنقلاب على الرئيس الشرعي عبد ربه هادي في اليمن وقد ساهم أغلب الحاضرين على دعم الإنقلاب الدموي في مصر؟ وأي قمة تلك التي يريد قادتها فرض الأمن والسلام في اليمن وقد ساهمت بعكس ذلك في ليبيا وسورية والعراق والصومال والسودان؟؟ من هنا يمكن لنا أن نقيّم قمة شرم الشيخ إن نجحت أو ستفشل ولا نقيم مدى نجاح القمة من حيث المكان والخدمات والتقنيات .


نحن الشعوب يبدو الأكثر إدراكا من القادة بأن البيان الختامي هو مجرد أوهام لن تتحقق قراراته إلا إذا تحققت العدالة في كل مكان وستبقى قراراته معلقه كغريماتها من القرارات السابقة وأن تلك القوة العربية العسكرية المشتركة التي تحفظت عليها من من العراق وقطر والجزائر وإن تحققت فهي لن تتصدى في المستقبل القريب إلا لمن يحاول زعزعة العروش وضد الشعوب التي تنادي بالحرية والكرامة وضد أي صندوق يتوّج مالا تهواه أنفسهم والتهمة جاهزة وهي الإرهاب.


إن الوحدة العربية والقوة العربية والجيش العربي والعملة العربية الموحدة والسوق العربي هو من أسمى أماني الشعوب العربية وحلمنا العربي الذي نجحنا فقط في غناءه قبل سنوات عدة ضمن أوبرا الحلم العربي المشهور ولكن نحتاج لأن نكون أكثر وضوحا وشفافية, فلا يمكن لأنظمتنا أن تحقق هذا الحلم وأغلب شعبهم يعيش التشريد والجوع والقهر والتحريض والتقسيم والملاحقات والإعتقالات ويلفق في حقهم تهم جافية عن الحقيقة .


إن دعمنا  لعملية عاصفة الحزم كان من باب حرصنا على ضرورة تثبيط هذا التدخل الإيراني الذي يساهم أيضا في كل ما يحصل في منطقتنا العربية بشكل غير مقبول, ولكن نخشى أن تكون نتائج تلك العملية هي ولادة ليبيا أخرى وخاصة أن البلدان يشتركان بعدة أمور أهمها القبائلية وتوافر الأسلحة بشكل كبير وانتشارها عشوائيا وهذا ما نخشاه حقيقة.


محمود عباس طلب حمايته أيضا بإستكمال العملية ضد غزة وليس ضد الإحتلال الصهيوني كما أن عبد الفتاح السيسي سيستغل مقررات القمة لإستكمال مواجهته للإخوان المسلمين في مصر وبذلك يمكن لنا أن ندرك مخاطر تلك القرارات أو إستكمال تلك العاصفة على المدى البعيد إن تم تغيير بوصلتها . ويحق لنا أن نسأل إذا كانت تلك العملية إستجابة لدعوة الرئيس الشرعي في اليمن وشعبه لحماية اليمن فكيف لنا ان نؤمن بصدق الإجابة وسوريه تخلى عنها أصدقاءها العرب والعراق باتت عاصمة الإبراطورية الإيرانية كما تقول وليبيا ممزقة بسبب دعم بعض الدول العربية للإنقلاب فيها ومصر التي تعاني لأول مره في تاريخها التمزق في النسيج الإجتماعي والتحريض بالقتل بعدما قامت أغلب دول الخليج بدعم الإنقلاب فيها ضد شرعية الصندوق التي توّجت لأول مرة في مصر رئيسا مدنيا بعرس ديمقراطي في إنتخابات شهد العالم بنزاهتها.


القمم العربية حالها كحال الجامعة العربية, فكما تحتاج الجامعة العربية إلى إصلاح فإن القمم العربية تحتاج قراراتها أيضا إلى إصلاح حقيقي وعادل ومنطقي وتحتاج كل دولة عضو فيها إلى "حسن النية" لتحقيق الحلم العربي في إنشاء قوة عربية موحدة تواجه فيها أولا العدو الإسرائيلي الذي أصبح يستوطن على أكثر من 85% من الأراضي الفلسطينية وسرقة مياه دول الجوار ويمارس الإرهاب في حق شعبنا الفلسطيني ومن ثم ضد أي دولة تهدد إستقرار وأمن ونسيج الدول العربية .   



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد