رفقا بأنفسكم - د.محمود العمر العمور

mainThumb

01-04-2015 02:49 PM

في ظل استمرار الإعتداءات المتكرره لفظيا وجسديا وعلى الممتلكات الخاصة لموظفي الدولة  من أطباء وممرضين ومعلمين والمياه وحتى طالت رجال الأمن وغيرها. وما تزخر به مواقع التواصل الإجتماعي، والأحاديث المتداولة في المجتمع في مختلف المناسبات والمواقع، من نقد لاذع وأحيانا جارح لمختلف شرائح موظفي الدولة، ونعتهم بأوصاف من عدم الفهم وعدم القيام بالواجب الموكل إليهم، وما إلى ذلك من أوصاف مهينة ومخيفة، كل ذلك ينبىء بأمر خطير يهدد المنظومة الإجتماعية في المجتمع والأمة.


فموظفي الدولة ليسوا من المريخ، ولا من أعداء الأمة، بل هم من أبناء هذا المجتمع والأمة، منكم وفيكم، فرفقا بأنفسكم، هم أبناءكم إخوانكم أقاربكم جيرانكم، هم أنتم، وما الأعتداء عليهم باللفظ الجارح أو الأعتداء الجسدي أو على ممتلكاتهم الخاصة إنما هو إعتداء على أنفسكم.

 فإذا كان الأطباء لا يفهمون وينعتون بوصف لاذع أترفع عن ذكره، وكذلك الممرضين، والفنيين، والمعلميين، والمهنيين، وحتى رجال الأمن، فهذا ينسحب تدريجيا ليشمل المجتمع كله، وهنا تكمن الكارثة.


فهل حقا المجتمع الذي خرّج هؤلاء لا يفهم – معاذ الله-، فرفقا بأنفسكم، فهذا مجتمع عربي مسلم محافظ، نفخر به وبقادته، وبعلمائه، وأطبائه، وممرضيه، ومعلميه، وفنييه، ومهنييه، وبكل أفراده شيوخا وشبابا، رجالا ونساء.


 وإن كان هناك تقصير هنا أو هناك، وخطأ هنا أو هناك فهو أمر طبيعي يتصف به البشر، ويحدث في كل المجتمعات العالمية، وهذا يتطلب الوقوف على أسباب ذلك والعمل على تصحيحها، لا الإعتداء بالشتم والضرب وغيرها مما يؤدي إلى إنهيار منظومة الأخلاق المجتمعية, وهنا يكمن الخطر، وللمرة الثالثة أقول: رفقا بأنفسكم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد