عباس .. والله ما أنصفت ولنفسك ما أحسنت - عدنان سليم أبو هليل

mainThumb

02-04-2015 12:19 PM

محمود عباس في مطالبته للزعماء العرب بضرب غزة وحركة المقاومة " حماس " أثناء مؤتمر القمة العربية الأخير مشبها ضرب غزة لو تم " بعاصفة الحزم " التي تشنها في اليمن عشر دول على الحوثيين قد وقع في أخطاء فادحة بمنطق الصواب والخطأ ومن منظور مصلحة نفسه ومنظمته ومصلحة وأهداف المؤتمر الذي دعا إليه بعيدا عن منطق القيم الأخلاقية والدينية والأحكام الكلية والانطباعية ..


1- فهو عندما يطالب الزعماء العرب أن يفعلوا بغزة ما فعله العدو الصهيوني في حين أن المستقر في وجدان شعوبنا العام منذ منشأ القضية الفلسطينية أنه لم يفعل ذلك إلا يهود .. فهو بهذا إنما يشبه " عاصفة الحزم " بالعدوان الصهيوني ويشبه الزعماء الحاضرين بنتنياهو ويعلون ؟ ( فهل يرضي ذلك الزعماء والشعوب أم يعرضهم للإساءة ويهيل على قضيتهم تراب الظلم ؟ ) .


2- وعندما يشبه حماس التي وصلت إلى الحكم عبر انتخابات حرة ونزيهة أشرف هو بنفسه عليها وأعلن هو نتائجها .. حماس التي تدعو للحوار والمصالحة منذ الانقسام والتي تنازلت عن الحكم وعن حقها في الفوز من أجل تحقيق المصالحة .. حماس التي هي موضع احترام من كل الشعوب العربية والشعوب الحرة في أطراف الدنيا .. عندما يشبهها بالحوثي الذي استولى على الحكم بالقوة وبالمؤامرة مع الفسدة وبالحوثي الذي لم يخض أي انتخابات ولم يقبل بأي حوار والذي نفى كل الشراكات .. أليس هو بذلك يستسذج الذين يخاطبهم من ناحية ويعطي الحوثي مزيدا من الدعم المعنوي والشرعي من ناحية أخرى ؟ ( وهل هذا نهاية المطاف يصب في صالح المؤتمر وما اجتمع القوم لأجله ؟ ) .


3- وعندما يعلن عباس أنه عدو لحماس بلا مواربة ولا مداراة ثم يطالب بضربها دون اعتبار للمصالحة أو الحوار أو التحكيم أليس هو بذلك يعترف وصراحة بأن كل ما ظل يقوله ويروج له من أنه يسعي للمصالحة ويحرص على الوحدة ليس أكثر من دعايات ( وهل هو بذلك يرسخ مصداقية لنفسه ودعاواه ولمنظمته وسلطته أم يرسّخ شيئا آخر ؟ ) .


4- وعندما يكون ما يطالب به هو قرار سلم وحرب وليس دعاية أو توضيحا لأمر خفي مجتمعي عام ، ثم يقوله أمام الشاشات وأثناء النقل الخارجي للمؤتمر وكان المفترض أن لا يقوله ابتداء وإن كان ولا بد ففي الجلسات المغلقة ليتعاطف معه من يتعاطف ويثني عليه من لا يتحرج من الولاء لليهود ( أليس هو بذلك يحرجهم وبمنطق الجدوى أليس هو يفسد إمكان الاتفاق على ما يطرح ؟ ) .


5- وعندما يستخدم لغة الجسد التي استخدمها أو التي بدا أو تورط فيها مع الانفعال والخفة أمام زعماء هم ملوك أبناء ملوك ولهم من الكارزمية والحزم والمهابة ما يعتزون به ويحرصون عليه ( أيزيدهم بذلك قناعة بطرحه وإقناعية بمنطقه وثقة بما يحاول "دزهم" إليه أم يلقى على نفسه ما لا يليق من خفة وطيش ؟ ) .


6- وعندما يتحدث بين زعماء لهم قضية وجيوش تقاتل ولهم دول ونظم مستقرة بهذه اللغة الموغلة في التصدر والتصدي والتجيير وما هو في المؤتمر بمتحدث أساسي وليس له في الحرب ولا في التحالف - موضوع المؤتمر - جندي واحد ولا قرار بل ليست له دولة أصلا إلا شكلا من سلطة حكم ذاتي منقوص ( فهل سيقع كلامه لدى سامعيه موقع اهتمام وجد ورضا أم موقع تطفل واستهجان ؟ ) .


7- وعندما يرمى بهذه القضية الإشكالية الخلافية التناقضية التي تمس ضمير كل مواطن عربي من طنجة حتى المنامة في مؤتمر يُصدَّر للشعوب على أنه فاتحة خير للقومية وللقيم وللوحدة العربية ( فهل هو بذلك يوطد فكرة المؤتمر ويؤسس لتبريره ومنطقه أم يخرب الفكرة ويضع الحوائل أمامها ؟ وهل هو يرضِي الزعماء ويحوز إعجابهم أم يخرب سعيهم ويحبط مرادهم ؟ ) .


* آخر القول : كان على عباس وهو يشارك الزعماء والملوك وأصحاب الهيبة والحزم أن يستر غله وأن يكظم غيظه وأن يلجم نزقه وأن يتجمل بالكلمة الطيبة ؛ لكنه لم يفعل .. ووالله ما أنصف شعبه ولا أحسن لنفسه .

 

* الشرق القطرية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد