تفاصيل عشاء الاخوان والتنظيم السري

mainThumb

25-04-2015 09:49 PM

عمان – السوسنة – قال المراقب العام لجمعية جماعة الإخوان المسلمين (المرخصة) المحامي عبد المجيد الذنيبات، ان الخطوة الأخيرة التي قامت بها بعض قيادات الحركة الاسلامية بعيدا عن موافقة المؤسسة القيادية فيها لم تأخذ حقها من حيث الفهم والحوار والتجلية لحقيقتها الجوهرية، وتم صرف انتباه الجمهور وتشتيت ابصارهم الى بعض القضايا الفرعية والهامشية التي تحيط بالحدث وناقشوا الاشخاص ولم يناقشوا الافكار وفي هذا السياق لا بد من تجلية بعض القضايا الجوهرية المهمة.
 
واشار الذنيبات خلال لقاء مع الصحفيين على حفل عشاء اقامه في منزله بضاحية الرشيد، مساء السبت، الى ان المسألة الأولى تتعلق بضرورة خضوع الجماعة للقانون ورقابته، حيث كانت على مدار السنوات السابقة لا يضبط عملها القانون، ولا تتبع لهيئة او مؤسسة او وزارة حكومية، فلا طريق كيف تجري الأمور داخلها، ولا وسيلة لخضوع الخلاف بين قياداتها واعضائها للقضاء، واشترك الطرفا في استمرار هذا الخطأ التاريخي (الحكومة والجماعة)، الحكومة لا تريد نبش عش الدبابير في عهدها، والجماعة راضية بهذا الوضع حتى تبقى بعيدة عن المراقبة والمحاسبة الرسمية أو الشعبية، وبقيت المشاكل محلا للتداول الداخلي والمصالحات والتسويات الداخلية حتى جاءت لحظة الاستحقاق التاريخية التي أملتها الظروف الظروف السياسية والتغيرات الاقليمية الكبيرة.
وأوضح الذنيبات أنه كان هناك صوت خافت من داخل الجماعة يرى أنه لا بد من تصويب هذا الوضع، خاصة بعد خوض تجربة الحزب (حزب جبهة العمل الاسلامي)، حيث كان من المؤمل أن هذه التجربة سوف تسهم في حل هذه المعضلة بطريقة قانونية، لكن الأمور استفحلت وتطورت معالم الخلاف الى مستويات خطيرة الحقت ضررا بالجماعة نفسها وبأفكارها وطريقة فرز القيادات فيها، وأدى الى بروز دور مجموعة داخلية صلبة أخذت الجماعة بعيدا عن مسارها وبعيدا عن فلسفتها الجوهرية، واتضح أن هناك إصرار واضح لدى هذه المجموعة التي أصبحت (تنظيما داخل التنظيم) تعمل على إقصاء منهجي لمخالفيهم الذين يطلق عليهم (المعتدلين) منذ سنوات طويلة عبر الإغتيال الاجتماعي والتصفية التنظيمية بشكل سرّي تحت ستار هلامي غير محدد، وغير منضبط، ولا مجال للإصلاح في ظل هذا الوضع المختل، الذي لا مجال لضبطه ولا مراقبته، وأصبح معرضا لكثير من الأمراض الداخلية القاتلة، وأصبح هناك خوف مرعب من إمتلاك القدرة على اختطاف التنظيم بعيدا عن مساره الأصلي.
 
وأكد الذنيبات، أن الضرر الأكبر تمثل بمخالفة منهج الجماعة الأصيل الذي بنيت عليه الجماعة، والذي يتمثل في طريق إصلاح المجتمع بشكل علني سلمي قانوني متدرج بعيدا عن السرية وبعيدا عن منهج العزلة ومنهج العداء للمجتمع والدولة.
 
وأوضح أن منهج الجماعة يقوم على التربية ونشر الوعي، وتصحيح المفاهيم وتقريب الناس من دينهم، ليكونوا أمناء على مؤسساتهم وعلى مقدرات دولتهم في كل مكان وفي كل زاوية وفي كل موقع صغير أو كبير، بحيث يكون الاصلاح السياسي في أعلى الهرم ثمرة لجهود الاصلاح الفرعية في كل مكونات المجتمع وشرائحه ومؤسساته وفاعلياته الشعبية والرسمية.
 
وقال الذنيبات، أنه ولذلك جاءت خطوة التصويب القانوني في هذا الوقت استجابة لتطورات المشهد كله على الصعيد الإقليمي والعربي والمحلي الأردني وعلى صعيد الجماعة، بحيث أصبح من الضروري التقدم لحماية الجماعة وفكرتها وتاريخها وفلسفة عملها أولا، وثانيا من أجل الابقاء على حضور دور الجماعة الفاعل والمؤثر في حماية المجتمع الأردني والدولة الأردنية من آثار العنف والفوضى التي تجتاح المنطقة، وحماية أجيالنا من التطرف والمفاهيم المغلوطة للدين والعمل الإسلامي الحركي الواسع الممتد على الرقعة العربية والعالمية، والحيلولة دون تشويه الإسلام والعاملين في حقله، حتى يبقى عاملا من عوامل النهوض والقوة والوحدة والتماسك الإجتماعي.
 
وأكد الذنيبات، أن قيادة الجماعة رفضت هذه الفكرة رفضا قاطعا، ولم تحسن قراءة المشهد، ولم تصغ الى نصيحة رفقائهم واخوانهم وأعضاء الجماعة وقياداتها التاريخيين الذين أفنوا حياتهم في الجماعة، ورأت أن خطوة التصويب القانوني ستطيح بمكتسباتهم الشخصية، ولذلك عمدت الى الإسراع في التصفية وإصدار احكام الفصل عبر زوبعة إعلامية مضللة وإطلاق حملة تشويه وخداع لأعضاء الجماعة ولجمهورها ومؤيديها، وصورت الخطوة الأولى على أنها مؤامرة على الجماعة، وخطوة حكومية أو مخابراتية لحصار الجماعة ومحاربتها.
 
وقال، نحن انطلقنا من إستشعار مسؤوليتنا التاريخية تجاه جماعتنا ووطننا وشعبنا الأردني، وقمنا على عاتقنا بخطوة التقدم للحكومة بتصويب الوضع القانوني للجماعة من خلال الإبقاء على الأسم وعلى النظام الأساسي والغايات الأصيلة، حتى تعود الجماعة جسما أردنيا وجزءا أصيلا من الدولة الأردنية، خاضعة للقانون والدستور، وتمارس عملها ونشاطها تحت مظلة القانون وتحت ضوء الشمس بمنتهى الشفافية والوضوح، وهي لكل أعضائها ومنتسبيها بلا استثناء (إلا من أبى).
 
وأكد الذنيبات، "إننا نرى أن خطوة التصويب القانوني قوة للجماعة وحماية لها، وتمنع محاصرتها وتهميش دورها، ويمنع ملاحقة خصومها لها ويزيل كل المخاوف والوساوس لدى الآخر، ويعيد إنخراط أعضائها في مؤسسات الدولة بلا حساسية أو محاذير، من خلال الإحتكام الى القانون.
 
وقال ، إن جماعة الإخوان المسلمين في الأردن هي الوحيدة الموجود في نظامها الأساسي أنها مرتبطة بجماعة الإخوان في مصر، مشيرا الى انه اطلع على كافة الأنظمة الأساسية لجماعات الاخوان المسلمين في كافة دول العالم ولم يجد أي منها مرتبط بجماعة مصر.
واشار الذنيبات الى أن "مكتب الارشاد العالمي خالف سياسته بفصلي من عضوية المكتب، مع أن منهج المكتب الدائم هو إبداء النصح وليس اتخاذ القرارات.
 
ومن جانبه بين  القيادي الاسلامي خليل عسكر تفاصيل عمل التنظيم السري الذي بدأ منذ الستينيات والذي انضم اليه طوال 8 سنوات (من العام 1992 – 2000م) وكان امين سر له، مبيناً جوانب من الفترة التي عاشها بداخله.

وقال أن مبدأ عملهم هو جمع الناس على اقصاء قيادات يعتقدون أنها لن تحقق اهدافهم ومن باب ما يعتبرونه "الحفاظ على ثوابت الجماعة" من اولئك الساعين لـ"انهيار الاخوان".

ولفت عسكر الى وجود افراد وتنظيم وهيكلية ومال ولجنة مركزية تشرف على الانتخابات، مؤكداً أن اي شخص ينافسهم يقومون ب"تشويه" صورته.

وقال أن اول واحد حورب بالتنظيم السري عبد الله عزام في السبعينيات والذي قام بدوره بارسال رسالة الى مجلس الشورى يحذر فيها من التنظيم السري.

عسكر ذهب إلى أبعد من ذلك وهو ينفي صلة حركة حماس بهذا التنظيم بشكل مباشر، اذ قال "قيادات من حماس طالها التشكيك حيث شككوا بالقيادي في حماس موسى ابو مرزوق حينما كان في الاردن"، موضحاً إلى أن أي رمز كان قد توجه اليه التهم تحت شعار "الغاية تبرر الوسيلة".

وقال ان هذا التنظيم له قيادة يجتمع اسبوعياً ولقد كان الشيخ همام سعيد نائباً للرجل الأول في التنظيم السري حينما كان يرأسه الدكتور محمد ابو فارس.

ولفت عسكر إلى أنه ينظر احيانا لاصول المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين في توجيه التهم اليه، كما انه يشوه الشخص اذا كان له اقرباء لهم مراكز متقدمة في عمل الدولة حتى لو لم تكن علاقتهم بهم جيدة .

وبين ان احدى الشعب دفع التنظيم السري في يوم واحد 11 الف دينار لدعم مرشح لقيادة احدى الشعب من خلال دفع الاشتراكات بهدف انجاحه، مؤكداً انه يتحدث بهذا الكلام وهو مسؤول عنه امام الله قبل كل شيء.

وعن أسباب مغادرته للتنظيم وان كان طواعية قال عسكر "كنت اشعر في البداية انني اعمل للصالح العام واتحرك من سحاب لعقد اجتماعات في صويلح وانتقل الى اربد رغم اني موظف بسيط، لكني اكتشفت اغتيال الشخصيات".

وكشف انه كان يحترم شخصية الراحل يوسف العظم ويميل اليه غير أن الهجوم عليه بما لا يليق أثر به ودفعه للانسحاب من التنظيم السري برفقة الراحل قنديل شاكر، وشعر ان الاستمرار بموقعه امر صعب.

وعن أعداد المنخرطين داخل التنظيم السري قدرهم عسكر ب(40%) بمعنى تنظيم داخل تنظيم من خلال توزيعهم كمندوبين على الشعب، وقيادة الإخوان كانت لا تعلم عن اجتماعتهم.

وبين ان القرارات كانت تتخذ داخل التنظيم السري وتفرض على مجلس الشورى حيث تجتمع قيادات التنظيم السري بعناصرها من اعضاء المجلس ليتلقوا التعليمات ليتخذون القرار الذي يريدونه داخل المجلس.

واشار الى أن موقفاً كان لهم من اعضاء في حركة حماس لشعورهم انهم ينافسونهم وتغطي عليهم، ولكن القضية الفلسطينية وحماس اصبحت تستخدم كورقة في الانتخابات لدعم شخص ما او لصد آخر.

من جهته قال القيادي جميل دهيسات في الحديث عن ذات السياق المتعلق بالتنظيم السري انه في انتخابات الامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي اول مرة (يقصد 2008) ذهب القيادي في الاخوان سعود ابو محفوظ الى منزل القيادي عبد اللطيف عربيات وابلغه بان لا يكمل ترشحه ضد القيادي زكي بني ارشيد.

وتابع دهيسات " ابو محفوظ ابلغ عربيات ان 23 عضوا في مجلس الشورى اجتمعوا بالامس وسيصوتوا لصالح بني ارشيد من أصل 45 هم عدد أعضاء مجلس الشورى، وهو الأمر الذي نقله عربيات لزملائه باستغراب ومع ذلك استمر في الانتخابات حيث لم نكن مصدقين أن حديث ابو محفوظ بجدية أو (مالي ايده)، ليفوز بني ارشيد فعلا ب 23 صوتاً مقابل 22 لعربيات".

وأضاف الدهيسات " من هنا بدأ الشرخ في الجماعة، وقد تأكدت هذه الاجراءات في الانتخابات التي جرت على الامانة العامة لحزب جيهة العمل الاسلامي الاخيرة حيث تم الطلب من القيادي الاسلامي سالم الفلاحات للترشح للموقع وضُغط عليه مع ضمانات بفوزه بهدف جمع الكلمة".

وتابع " اتصل الفلاحات بهمام سعيد وابلغه بموافقته على الترشح من اجل وحدة الصف ولم شمل الحركة الاسلامية وقد بارك سعيد خطوته وقال له انت كبير وما الى ذلك من هذا الحديث، لكن المفاجأة تمثلت بإتصال القيادي الاخواني احمد الزرقان بالفلاحات صباح يوم الانتخابات مبلغاً اياه أن الاخوة اجمعوا على ترشيح الاخ محمد الزيود، وفعلاً فاز الزيود .. وهذه امثلة صارخة عن اللعب على مستوى القيادات".
 
 
 

 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد