هكذا تكون ممارسة الديمقراطية - رائد العزازمة

mainThumb

27-04-2015 03:40 PM

أثناء مسير موكب الرئيس الفنزويلي في احد شوارع العاصمة وهو موكب بسيط ليس بتلك الفخامة التي نعرفها قامت امرأة بقذف الموكب بحبة مانجا وقد كتبت عليها أرجو منك أيها الرئيس الاتصال بي حال ما يسمح لك وقتك وفي اقرب فرصة للضرورة. المهم أن مرافقي الرئيس وبعد فترة وجيزة قاموا بالاتصال بهذه المرأة والاستفسار منها عما تريده فكان ردها أنها امرأة فقيرة وتحتاج منزل ولا تملك ما يكفي لشرائه فما كان من الدولة إلا أن قامت بشراء منزل لهذه السيدة وتأمينه بكل ما يحتاج من أثاث ومتطلبات. وبعد فترة قام الرئيس شخصيا بالاتصال بالسيدة والاطمئنان على أوضاعها قائلا لها انه احتفظ  بحبة المانجا التي قذفتها عليه قبل عدة أيام وسوف يأكلها بعد المحادثة.

السؤال ما الذي دفع هذه المرأة على الإقدام للقيام بمثل هذا العمل مع علمها بمخالفتها للقانون وهو ما قد يعرضها لعقوبة السجن دون خوفها من العواقب والتبعات؟؟ والاهم لماذا كانت ردة فعل الرئاسة بهذه البساطة واعتبار أن ما حدث حادث غير مقصود يظهر حاجة المرأة إلى المنزل وليس عمل او اعتداء يستهدف الرئيس؟؟؟.

تخيل أخي الكريم أن هذا قد حدث في احد البلدان العربية وأقول العربية لأني احد المواطنين العرب فماذا كان سيحدث لهذه السيدة ؟؟؟. وكم من تهمة ستوجه لها من الاعتداء ومحاولة القتل والازدراء حتى الوصول إلى التهمة المفضلة وهي الإرهاب؟؟؟ وقد تصل الاتهامات والعقوبات إلى جد جدها القابع في قبره منذ مئات السنين بتهمة التأمر مع الأموات على محاولة هدم سور المقبرة. ويلتعن سنسفين عيلتها كلها الصغير قبل الكبير ويتهم الرضيع بقضايا مثل الترويج للرضاعة الصناعية.

يبدو أن مفهوم الحكم لديهم هناك يختلف كليا عما لدينا في البلدان العربية والعقلية الحاكمة أيضا تدرك أن الجلوس على الكرسي مسؤولية كبيرة فإما أن تكون على قدرها وإما أن تتركها. والقوانين توضع لخدمة المجتمع ككل لا لخدمة مصالح البعض ومن هنا يبدأ الإيمان المطلق بالوطن وأهمية البناء والتضحية ويكون الناس على استعداد لتحمل المسؤولية حتى لو كانت قاسية وعلى حسابهم وحساب أبناءهم ويكون للشعب كلمته في تقرير المصير.

  ويترسخ عند الجميع أن من يختار ويمارس الديمقراطية الحقيقية من حقه أن يعبر عما يريده تحت سقف الدستور والقانون بعيدا عن كابوس الملاحقات الأمنية والسجن فالكل يتفق أن الوطن أولا ثم أولا ثم أولا وقبل أي شيء.

"فعلى ماذا اتفقنا نحن؟؟؟"



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد