لجان تقييم الجامعات - أ.د. عدنان المساعده*

mainThumb

02-05-2015 12:59 AM

تترقب الأوساط الأكاديمية في الجامعات الأردنية نتائج ما ذهبت إليه اللجان التي شكلها مجلس التعليم العالي، بالرغم من التجاذبات والإنتقادات التي أبداها العديد من الأكاديمين وأصحاب الرأي حول تشكيل هذه اللجان مع الإحترام والتقدير لقامات أشخاصها الذين يعتبرون بيوت خبرة على الصعيدين الأكاديمي والوطني، وذلك بسبب أن تشكيل هذه اللجان يعتبر المرة الاولى في تاريخ مسيرتنا الأكاديمية ويعتبر تدخلا مباشرا في استقلالية الجامعات من جهة، وأن الوقت الذي أعطي لهذه اللجان ليس بكاف من جهة ثانية، وأن أمر التقييم هو من صلاحيات مجالس امناء الجامعات من جهة ثالثة. وعلى أية حال، فإذا كانت المعايير التي إعتمدتها اللجان تتمحور حول دعم البحث العلمي والحوافز التي ترتقي بالنشر في المجلات العالمية العلمية المرموقة، وعدد الموفدين الى الجامعات العالمية التي تتمتع بسمعة عالية، ومراعاة نسبة الموظفين الإداريين إلى أعضاء الهيئة التدريسية، ومحور إدارة موازنة الجامعات ماليا، وعدد الطلبة فيها، ومدخلات التعليم ومخرجاته، ودور الجامعات في خدمة المجتمع المحلي، وعقد المؤتمرات العلمية ومشاركة أعضاء الهيئة التدريسية فيها، ومحور ادارة الموارد البشرية والتطوير الاكاديمي، وتوفير بنية تحتية ليمارس الطلبة أنشطتهم اللامنهجية، وصياغة شخصية الطالب ضمن برامج وطنية ومؤسسية، وانتهاج الجوانب الوقائية التي تحد من العنف الجامعي إلى غير ذلك من محاور تجعل من الجامعة حاضنة وعي وفكر ومركز إشعاع حقيقي لتكون المرآة الحقيقية لصورة أردننا الغالي على خريطة العالم العلمية بحثا وتدريسا وحضورا فاعلا في الملتقيات العلمية.
 
وكوني عامل في جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية منذ فترة طويلة أعتز كغيري في هذا المنجز الوطني الذي يعتز به كافة أبناء الوطن، وكلما تكون في جلسة هنا أو فعالية هناك ويذكر فيها الحديث عن الجامعات والتعليم الجامعي أصبح إسم جوهرة الجامعات والإشادة بها مبعث سعادة وفخر. لقد تشرفت قبل أيام لترأس احدى الجلسات العلمية في اليوم العلمي الذي أقامته كلية الصيدلة في جامعة مؤته العزيزة علينا جميعا وكان ما كان من حديث جانبي وبحضور أساتذة وأكاديمين أشادوا بجوهرة الجامعات التي لا تتوانى عن المشاركة بفاعلية مع جامعات الوطن الأخرى وتترك بصمات واضحة من خلال خريجيها وأساتذتها في مختلف التخصصات ... لقد أجمع الكل أن جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية منجز وطني بإمتياز وواجب المحافظة عليه هو مسؤوليتنا جميعا.
 
وعودا على بدء إلى تناول محاور التقييم التي ذكرت آنفا وبمنتهى أمانة الطرح والحرص على تسمية الأمور بمسمياتها وبمنتهى الحيادية فإن هذه المحاور حرصت جامعة العلوم والتكنولوجيا على تحقيقها ضمن إستراتيجتها وفلسفة منهجية عملها وهي:  
 
1) محور البحث العلمي: جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية توفر مناخا بحثيا وتدعم كافة الأبحاث العلمية لأعضاء الهيئة التدريسية وطلبة الدراسات العليا بسخاء وأصدرت تعليمات حوافز خاصة تشجع الأساتذة على النشر وإجراء الدراسات والأبحاث، ونتيجة هذا الدعم كانت نسبة النشر العلمي متقدمة في المجالات الهندسية والعلوم الاساسية والزراعية والعلوم الطبية والصيدلانية. اضافة إلى دعم الجامعة لإقامة المؤتمرات والأيام العلمية محليا، ودعم مشاركة أعضاء الهيئة التدريسية في المؤتمرات العالمية.
 
2) إستمرت الجامعة في نهجها بسياسة الإيفاد الى الجامعات العالمية من الطلبة المتميزين وحرصها على ضخ دماء جديدة في الوسط الأكاديمي.
 
 
3) خفضت الجامعة نسبة الموظفين الإداريين الى أعضاء  هيئة التدريس حيث أن النسبة الآن هي 1:2 كنوع من الترشيد والإستفادة ما امكن من قدرات الموظفين الإداريين وضمن الحاجة الحقيقية للجامعة والسعي لإعادة الرشاقة الإدارية للموظفين ما أمكن مركّزة على النوع لا على الكم وعدم الخضوع لسياسات الإسترضاء أوالابتزاز المؤسسي والمجاملات الإدارية التي تؤثر على مؤسسية العمل.
 
4) نجحت الجامعة في إدارة مواردها المالية وإستطاعت توفير مبلغ 1.2 مليون دينارا أردنيا خلال موازنة العام الماضي، علما أن الجامعة لم تتلق أي دعم حكومي منذ عدة سنوات، في الوقت الذي تعاني منه معظم الجامعات من عجز مالي واضح.  
 
 
5) إن مستوى التعليم في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية يتمتع بمستوى عال ومتميز، وهذا يرتبط بمدخلات التعليم القوية التي تشتمل على الطالب والأستاذ الجامعي والخطط الدراسية التي تتسم بمجاراتها لأفضل الخطط الدراسية في الجامعات العالمية المرموقة وهذا مما يجعل المخرجات متميزة أيضا حيث حقق الكثير من خريجي الجامعة إنجازات عالمية في مختلف فروع المعرفة.
 
6) لم تغفل الجامعة عن دورها في خدمة المجتمع المحلي، فهي بيت خبرة في كافة المجالات المعرفية فلم تتوان في تقديم النصح والمشورة للمجتمع المحلي، كما انها خرجت الى المجتمع في عقد الورشات العلمية وإقامة الحملات الطبية المجانية وغيرها من حملات التوعية حرصا منها على القيام بمسؤوليتها المجتمعية.
 
 
7) وفرت الجامعة لطلبتها كل متطلبات البنية التحتية ليمارسوا أنشطتهم الرياضية والفنية والابداعية التي تعتبر جانبا مكملا للجانب التعليمي والأكاديمي، كما دعمت ورعت كل المبادرات الإيجابية لأبنائنا الطلبة، وحافظت الجامعة على سمعتها وإتسمت بخلوها من العنف الجامعي.
 
8) إستطاعت الجامعة والحمد لله أن تحافظ على إستقرارها وتقدمها وإنجازاتها، ولديها رؤية مستقبلية للمزيد من الإنجاز والوصول إلى العالمية بكل تحد وإرادة وعزيمة حيث تمتلك مقومات ذلك.
  
 وأتساءل هل لجان التقييم إمتلكت الوقت الكافي للتقييم حيث أن مسيرة جامعة ناجحة "جوهرة الجامعات" يحتاج إلى وقت لتسليط الضوء أكثر على الإنجازات التي تحققت حيث أن الأوساط الإجتماعية والثقافية والمهنية تدرك أن هذا الصرح العلمي ما زال بخير ويتمنون أن يكون نموذج النجاح الذي حققته جوهرة الجامعات تنتهجه كافة جامعات الوطن من أقصاه الى أقصاه مع مراعاة إمكانيات وخصوصية كل جامعة لتبقى صورة التعليم العالي في جامعاتنا تسر الصديق وتعكس قوة المنتج التعليمي الاردني في كل مكان. 
 
وبعد، فهذا الصرح العلمي الوجه المشرق لأردننا الغالي حقق نجاحات كبيرة وأن واجب الحفاظ على تقدمه ودعمه أولوية قصوى ليستمر في دوره الريادي والمتميز في رفد وتنمية مجتمعنا الأردني والمجتمع العربي بالكوادر العلمية المؤهلة في كل المجالات، ولا يساورني أدنى شك أن لجنة التقييم ومجلس أمناء الجامعة ومجلس التعليم العالي وكل الجهات ذات العلاقة يدركون هذه النجاحات التي حققها هذا الصرح الوطني الشامخ التي لم تأت إلا بالجهد الدؤوب وحرص إدارة الجامعة وأساتذتها والعاملين فيها ليبقى صرحا شامخا نعتز به ونفتخر مترسمين  خطى جلالة مليكنا عبد الله الثاني بن الحسين أعزه الله الذي يتابع ويدعم مسيرة جوهرة الجامعات لتبقى حاضنة للوعي والفكر والتميز.
 
 وبارك الله في عزيمة الرجال الرجال الأوفياء الصادقين الذين يعملون بصمت لوطنهم ليحققوا درب النجاح كل في موقعه ليضعوا إسم الأردن عاليا مرفوع الرأس دون الإلتفات الى العصي التي توضع في دولاب النجاح من قبل البعض الذين على أعينهم غشاوة، وما أقسى أن نجد نفرا يقاوم النجاح الذي يصب في الصالح العام إنطلاقا من أنانية مفرطة أو نظرة شوفانية ضيقة أو مناكفة مستهترة، وحمى الله الأردن وطنا عزيزا قويا وحمى الله قيادتنا الهاشمية القاسم المشترك الأعظم الذي يجمعنا ويوحدنا على الخير وبما ينفع أردننا الغالي ووضع مصالحه العليا فوق كل إعتبار وفي كل مجال، لأنه الوطن الأغلى والأبقى بعون الله وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.  
 
 
 
* استاذ جامعي/جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد