نساء العرب الجميلات

mainThumb

04-05-2015 10:34 PM

جمال المرأة يجذب الرجال عبر التاريخ، وان اختلفت مفاهيمهم حول ماهيته وتعريفه، ولكنه عند العرب امر معقد، حيث ميزوا بين الجمال من بياض وسمرة وشقرة، من جهة، والجاذبية التي هي روح الجمال وروعته من جهة أخرى، فمن كانت جميلة جذابة سموها المليحة، واعتبروا انها مكتملة الجمال ولا أقول كاملة الجمال، والجمال عند العرب ليس عمليات تجميل، ولا مساحيق ولا صالونات شعر وتجميل، بل ان ذلك لا يدخل في باب الجمال عندهم , وانما يدخل في باب إخفاء القبح , فالجمال شيء والتجميل شيء اخر.

 والملاحة هي اعلى درجات جمال المرأة عندهم، وفي الملاحة يقول الشاعر:

قل للمليحة في الخمار الأسود = ماذا فعلت براهب متعبد

قد كان شمر للصلاة ثيابه   = حتى جلست له بباب المسجد

ردي عليه صيامه وصلاته    = لا تقتليه برب دين محمد

والعرب يفضلون الجاذبية على الجمال ويعشقون جمعهما معا

وقد عرف العرب نساء ذوات جمال اخاذ صارخ (أي جمعن الجمال والجاذبية معا) وهو امر يحتاج الى مجلد من القصص والشعر والتحليل ولكننا نأخذ نماذج قليلة، كأمثلة عن أجمل نساء العرب والأردن عبر التاريخ

كانت عبلة بنت مالك العبسي معشوقة عنترة جميلة جذاية، وتحولت الى مصدر الهام للفارس الشاعر عنترة العبسي، وفيها قال ارق الشعر واعذبه، يتجدد مع الأيام، نذكر هنا عددا من ابياتها

مُهفْهَفة ٌ والسِّحرُ من لَحظاتها           إذا كلمتْ ميتاً يقوم منْ اللحدِ

أشارتْ إليها الشمسُ عند غروبها     تقُول: إذا اسودَّ الدُّجى فاطْلعي بعدي

وقال لها البدرُ المنيرُ ألا أسفري        فإنَّك مثْلي في الكَمال وفي السَّعْدِ

فولتْ حياءً ثم أرختْ لثامها             وقد نثرتْ من خدِّها رطبَ الورد

وسلتْ حساماً من سواجي جفونها     كسيْفِ أبيها القاطع المرهفِ الحدّ

تُقاتلُ عيناها به وَهْوَ مُغمدٌ          ومنْ عجبٍ أن يقطع السيفُ في الغمدِ

مُرنِّحة ُ الأَعطاف مَهْضومة ُ الحَشا           منعمة الأطرافِ مائسة القدِّ

يبيتُ فتاتُ المسكِ تحتَ لثامها               فيزدادُ منْ أنفاسها أرج الندّ

ويطلعُ ضوء الصبح تحتَ جبينها        فيغْشاهُ ليلٌ منْ دجى شَعرها الجَعد

وبين ثناياها إذا ما تبسَّمتْ                         مديرُ مدامٍ يمزجُ الراحَ بالشَّهد

شكا نَحْرُها منْ عِقدها متظلِّماً           فَوا عجبا منْ ذلكَ النَّحْر والعقْدِ

فهل تسمح الأيامُ يا ابنة َ مالكٍ          بوصلٍ يداوي القلبَ من ألم الصدِّ

سأَحْلُم عنْ قومي ولو سَفكوا دمي     وأجرعُ فيكِ الصَّبرَ دونَ الملا وحدي

وحقّكِ أشجاني التباعدُ بعدكم                فها أنتمُ أشجاكم البعدُ من بعدي

حَذِرْتُ من البيْن المفرِّق بيْننا            وقد كانَ ظنِّي لا أُفارقكمْ جَهدي

فإن عانيت عيني المطايا وركبها      فرشتُ لدَى أخْفافها صَفحة َ الخدّ

زوجات مصعب من الزبير ابن العوام الأسدي القرشي أمير العِراقَيْن،

اما مصعب فهو ابن الصحابي الزبير بن العوام وأخو عبد الله بن الزبير وقائد معركته مع المختار بن أبي عبيد الثقفي. كان أميرًا على العراق لأخيه عبد الله بن الزبير الذي أعلن نفسه خليفة، واتخذ مركزه في الحجاز. وقتل مصعب في معركته أمام جيش بقيادة عبد الملك بن مروان، وكان الحجاج بن يوسف الثقفي يرافق عبد الملك في ذلك الجيش، في جمادى الآخرة 72 هـ / نوفمبر 691م. وأمر الحجاج بقطع رأس مصعب وبعث به إلى أخيه عبد الله بن الزبير في مكة المكرمة.

اما زوجته عائشة بنت طلحة بن عبيد الله القرشي فهي ابنة عمته التيمية من رواة الحديث النبوي الشريف، روت أحاديث في الصحاح، خالتها هي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر وأمها هي أم كلثوم بنت أبي بكر، قيل إنها كانت أجمل نساء زمانها وأرأسهن، والدها طلحة أحد العشرة المبشرين بالجنة، لقبه النبي صلى الله عليه وسلم (بطلحة الخير).

سكينة بنت الحسين. سكينة بنت الحسين بن علي حفيدة علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء رضي الله عنهم جميعا. كانت سكينة العفيفة الطاهرة، والشريفة المطهرة، سيدة نساء عصرها، وأحسنهن أخلاقا. أُمها الرباب بنت امرئ القيس بن عدي الكلبي الأردني. وبعد استشهاد والدها الحسين وموت أمها الرباب، عادت الى الحجاز وعاشت في كنف أخيها زين العابدين، وكانت قد خُطبت من قبل إلى ابن عمها عبد الله بن الحسن بن على فقتل بالطائف قبل أن يبنى بها، فكانت -رضي اللَّه عنها-ترفض الزواج بعد هذه الأحداث.

     ولما جاء مصعب بن الزبير يريد الزواج منها تزوجته، على ضرة وهي عائشة بنت طلحة، وكان التعدد ثقافة سائدة، ولكن سرعان ما قُتِلَ مصعب فصارت سكينة ارملة. لقد نشأت وتربت في البيت النبوي في أحضان والدتها الرباب وأبيها الحسين بن علي فتشربت مباديء واخلاق بيت النبوة محتذية بقدوة النساء جدتها فاطمة الزهراء بنت النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وعمتها السيدة زينب بنت علي، ومما جاء في فضلها ومكانتها أن أباها الإمام الحسين بن علي كان يحبها ويُسرُّ لرؤيتها، ولما رأى ان بعض أهله يلاحظون عليه ذلك، أنشدهم:

لعمرك انني لاحب داراً                    تحل بها سكينة والرباب

أحبهما وابذل جل مالي                    وليس لعاتب عندي عتاب

ولست لهم وان عتبوا مطيعاً             حياتي أو يغيبني التراب،

وكانت أكثر النساء في عصرها زهدا وعبادة، ذات بيان وفصاحة ودراية بنقد الشعر، ولها السيرة الحسنة، والكرم الوافر، والعقل الراجح، تتصف بنبل الخصال، وجميل الفعال، وطيب الشمائل، يشهد بعبادتها وتهجدها أبوها الإمام الحسين (رضي الله عنه) بقوله "أما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله" لما أراد الحسن بن الحسن ابن عمها أن يطلبها من أبيها ثم اختار له أختها فاطمة.

ليلى الأخيلية،

هي الشاعرة الفارسة ليلى بنت عبد الله بن الرحال بن شداد بن كعب الأخيلية من بني عقيل من عامر بن صعصعة (توفيت حوالي عام ،85 هجرية في أواخر خلافة الوليد بن عبد الملك) شاعرة عربية عرفت بجمالها الصارخ الاخاذ وقوة شخصيتها وفصاحتها عاصرت صدر الإسلام والعصر الأموي، وكانت شيخة قبيلتها الاخايل واليها تنسب. قال الحجاج في جمالها: والله ما صعقتني امرأة بحسنها وجمالها ومنطقها مثلما صعقتني ليلى الاخيلية. وهي القائلة

لَعَمْرُكَ ما الهِجْرانُ أنْ تَشْحَطَ النّوى = ولكِنَّما الهِجْرانُ ما غيَّبَ القَبْرُ

 عرفت بعشقها المتبادل مع توبة بن الحُمَير، وكان من أبناء عمها. وكان يوصف بالشجاعة ومكارم الأخلاق والفصاحة. وهو القائل بليلى الاخيلية معشوقه

حمامة بطن الواديين ترنمي = سَقاكِ من الغُرِّ الغَوادي مَطيرُها

وكنتُ إذا ما جئتُ ليلى تبرْقَعَتْ = فقَدْ رابني منها الغداةَ سفورُها

الصارخة الجمال هند بنت النعمان وزواجها الحجاج بن يوسف الثقفي، وكانت من أجمل نساء عصرها ان لم تكن أجملهن، وهام بها الحجاج كان الحجاج والي الخليفة عبد الملك بن مروان على العراق، وتزوجها عنوة رغما عنها وعن أبويها، ودفع لها مالا كثيرا، وبعد مرور سنة على هذا الزواج غير المبارك، جلست هند أمام المرآة تستعرض جمالها وحالها وتندب حظها وهي تقول:

وما هند الا مهرة عربية ... سليلة أفراس تحللها بغل

فإن ولدت مهرا فلله درُّها ... وإن ولدت بغلا فجاء به البغل

      متجاهلة وقوف الحجاج وهي تراه خلفها في المرآة. غضب الحجاج منها غضبا شديدا، فذهب إلى خادمه وقال له: اذهب إلى هند، وأعطها هذه العشرين ألف دينار، وبلغها أني طلقتها في كلمتين فقط، لو زدت ثالثة قطعت لسانك، فذهب إليها الخادم فقال: لها: يا هند يقول لك الحجاج: “كنت، فبنت"، يعني كنت زوجته وأصبحت طليقته.

     ولكنها كانت أفصح من الخادم فقالت: ما فرحنا اذ كنا، ومما حزنا اذ بنا، وان ما جئت به من العشرين ألف دينار هي لك بالبشرى التي جئت بها.

     وبعد طلاقها لم يجرؤ أحد على خطبتها، كما انها لم تقبل بمن هو أقل منه أيضا، ولكن الشعراء امتدحوا جمالها الصارخ عند الخليفة عبد الملك بن مروان، فطلب الزواج منها.

     فأرسلت إليه كتابا تقول فيه "بعد الثناء على الله والصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، اعلم يا أمير المؤمنين أن الكلب ولغ في الإناء " فلما قرأ الخليفة عبد الملك بن مروان كتابها، ضحك من قولها وكتب إليها قوله صلى الله عليه وسلم: “إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعا إحداهن بالتراب"

      فلما قرأت كتابه لم يمكنها المخالفة وكتبت إليه تقول: "بعد الثناء على الله والصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فإني لا أجري العقد إلا بشرط، فإن قلت: ما الشرط؟ أقول: أن يقود الحجاج محملي إلى دمشق، ويكون حافي القدمين بلباسه الذي كان يلبسه قبل أن يصبح واليا".

     فلما قرأ الملك عبد الملك بن مروان الرسالة وافق على ذلك وأرسل إلى الحجاج يأمره بذلك، فلم يستطع الحجاج الرفض، وذهب إلى بيت هند بنت النعمان وطلب منها أن تتجهز ففعلت، فلما ركبت المحمل وركب حولها جواريها وخدمها ترجل الحجاج وهو حافي القدمين وأخذ بزمام بعيرها يقوده وسار بها!! فصارت تسخر منه وتضحك مع خدمها وجواريها ثم قالت: لخادمتها: اكشفي لي ستارة المحمل فكشفتها حتى قابل وجهها وجه الحجاج (كما نقول: اجت عينها بعينه) فضحكت منه، فأنشد هذا البيت:

فإن تضحكي يا هند يا رب ليلة...تركتك فيها تسهرين نواحا

فأجابته بهاذين البيتين:

وما نبالي إذا أرواحنا سلمت... مما فقدناه من مال ومن نسب!

المال مكتسب والعز مرتجع... إذا شفي المرء من داء ومن عطب

فبينما الحجاج يسوق الراحلة، القت من يدها ديناراً متعمدة ذلك، فقالت للحجاج: يا جمّال لقد وقع مني درهم فأعطينه

فأخذه الحجاج وقال لها: إنه دينار وليس درهماً

فنظرت إليه وقالت: الحمد لله الذي أبدلني بدل الدرهم دينارا، ففهمها الحجاج وأسرها في نفسه، أي أنها تزوجت خيرا منه.

وعند وصولهم الى قصر الخليفة عبد الملك، تأخر الحجاج في الإسطبل والناس يتجهزون للوليمة فأرسل إليه الخليفة ليطلب حضوره

فرد عليه نحن قوم لا نأكل فضلات بعضنا، أو قال: ربتني أمي على ألا آكل فضلات الرجال!

     ففهم الخليفة قصده وأمر أن تدخل زوجته الجديدة هند بنت النعمان بأحد القصور، ولم يقربها إلا أنه كان يزورها كل يوم بعد صلاة العصر، دون ان يدخل فيها. ولما علمت السبب، أرسلت إليه في أمر ما!، وأمرت الجواري أن يخبرونها بقدومه

      فلما رأته تعمدت قطع عقد اللؤلؤ، ورفعت ثوبها لتجمع فيه اللآلئ، واظهرت مفاتنها الرائعة، فلما رآها عبد الملك...أثارته روعتها وحسن جمالها الاخاذ الصارخ، وندم لعدم دخوله بها لكلمة قالها الحجاج، وهي: ربتني أمي على ألا آكل فضلات الرجال

فقالت: وهي تنظم حبات اللؤلؤ.... سبحان الله

فقال: عبد الملك مستفهما لم تسبحين الله؟

فقالت: إن هذا اللؤلؤ خلقه الله لزينة الملوك، اليس كذلك؟

قال: نعم. قالت: ولكن شاءت حكمته ألا يستطيع ثقبه إلا الغجر


فقال: متهللا. نعم والله. صدقت، قبح الله من لامني فيك، ومنعني عنك، ودخل بها من ساعته



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد