الشعب الأردني متعب وحكاية الأمن والأمان لا تسد رمقا ولا تروي ظمآن

mainThumb

05-05-2015 10:31 AM

استمعت قبل أيام أثناء مشاركتي في أحد المؤتمرات عن الوضع الاقتصادي في الأردن لبعض المشاركين من السادة الأعيان وهم يتحدثون عن واقعنا الاقتصادي وعن سلامة وضعنا مقارنة بغيرنا مستندين في ذلك لبعض المؤشرات والأرقام التي لم أرى مثيلا لها ولا أعرف من أين يأتون هؤلاء بمصادرهم وأرقامهم ويكتفون بذكرها وكأنها حقائق مسلمة
.
الأردنيون الذين يعانون الأمرين للحصول على لقمة العيش وتأمين المسكن المناسب يتساءلون كيف يمكن أن تكون أوضاعنا الاقتصادية مقبولة إذا كانت كل طرق المملكة في وضع سيئ وتحتاج إلى تعبيد منذ أكثر من خمس سنوات ؟ويتساءلون كيف يمكن أن تكون أوضاعنا بخير إذا كانت مصابيح الإنارة على طرقاتنا معتمة في كثير من الأحيان والمناطق بسبب عدم توفر تكاليف الطاقة لدي البلديات؟يتساءل الأردنيون كيف يمكن أن تكون الأوضاع بخير ومستوى مدارسنا وجامعاتنا يتراجع بشكل ملفت للنظر؟يتساءل الأردنيون كيف تكون أوضاعنا بخير وقد زادت المديونية في عهد هذه الحكومة البائسة ثلاثة مليارات دولار؟يتساءل الأردنيون كيف يمكن أن تكون أوضاعنا بخير إذا كان العجز في الموازنة قد ازداد بأرقام ونسب خطيرة؟يتساءل الأردنيون كيف نكون بخير والفساد السياسي ما زال على نفس الوتيرة فرئيس الوزراء يرتب وضع أبناؤه وأصهاره ،ووزير الخارجية يعمل كملك غير متوج في وزارة الخارجية مستثمرا في علاقته الشخصية بقيادة النظام؟ يتساءل الأردنيون عن صحة مقولة الأردنيون متساوون أمام القانون وهم يرون بأم أعينهم من سرق مئات الملايين الفوسفاتية يسرح ويمرح وموظفين سرقوا دريهيمات معدودة يقبعون في السجون؟ نعم نتساءل كيف يمكن أن تكون أوضاعنا بخير ونحن نتغنى بحرية التعبير في الوقت الذي تقوم الحكومة باستخدام حظائر الماعز والأغنام وطرح الأنقاض في الساحة المملوكة للإخوان المسلمين لمنعهم من الاحتفال بعيد تأسيس جماعتهم؟

نعم أنا أصاب بالدهشة عندما أسمع لبعض الشخوص وهم يمدحون الحكومة على الطالع والنازل وتصوير الأمور على غير حقيقتها وإظهار الوضع الاقتصادي لبلدنا على أنه سليم ومعافى في الوقت الذي نعتقد فيه بأنه مهدد بالانهيار في أي لحظة إذا ما توقف دعم دول الخليج له؟ ما بال هؤلاء القوم من المنظرين يخطبون على مواطنيهم وكأن الناس لا تسمع ولا ترى ولا تشعر بقسوة الوضع الاقتصادي وتآكل الدخول وارتفاع فاتورة الضرائب ؟الأردنيون يشعرون بما يواجهه بلدهم ويلمسون نتائجه على معيشتهم ولا يمكنهم أن يصدقوا تنظير المنظرين الذي لا يعدموا الوسيلة لاصطياد الوزارات والمناصب.

لم تعد تنطلي على المواطنين في دير السعنه وأدر وبلوقس والجفر وسوف ووادي موسى وسامتا والريشه خطابات المنظرين والباحثين عن المجد المفقود عبر دعوات ومآدب تقام لشخوص مرشحون متوقعون لتشكيل حكومات خلال الشهور القليلة القادمة؟.

 الأردنيون سئموا من هذا النفاق والتملق ولم يعودوا يصدقوا اسطوانة الأمن والأمان التي يكررها الخطباء فالأمن والأمان يشمل أيضا الأمن الغذائي والمالي والأمن النفسي والأمن الاجتماعي وغيره .

الأمن والأمان الذي يطبلون له هو الأمن العسكري والانضباط فقط ونحن نقول بأن الفقر والبطالة والفساد وعدم المساواة والمحاباة وسرقة المال العام هي أكبر مهددات الأمن والأمان وتجارب العالم تدل على ذلك.

صدق أوباما عندما وجه خطابه قبل أيام إلى بعض الدول العربية وتحديدا الخليجية منها قائلا بأن أبرز مهددات أمن بلادهم لا تأتي من إيران بقدر ما تأتي من شعوبهم المقهورة والتي تتطلع إلى الحرية والكرامة والعدالة والمشاركة فهل يتعظ قادة هؤلاء الدول ويستدركون ما يمكن استدراكه؟ وهل يدرك ولاة أمورنا في الأردن بان المطبلين للنظام الذين يقلبون الحقائق ويصورون الأوضاع الاقتصادية في الأردن على أنها جيدة هم يستثيرون الشعب ويؤلبون الناس على نظامهم؟واعجبي.....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد