الاردن يخشى من سيطرة ايران على درعا

mainThumb

05-05-2015 11:44 AM

السوسنة - أكّدت دراسة جديدة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، التابع لجامعة تل أبيب، أكّدت على أنّ إسرائيل قلقة للغاية من إمكانية قيام قوّات حزب الله اللبنانيّ والقوّات الإيرانيّة والجيش العربيّ السوريّ من احتلال منطقة درعا، علمًا أنّ مدينة درعا تبعد عن الحدود الأردنيّة بضعة كيلومترات. وأضاف المركز، المرتبط عضويًا بالمؤسستين الأمنيّة والسياسيّة في تل أبيب، إنّه إذا تمّ هذا الأمر، فإنّ التهديد المُحدّق بإسرائيل سيتحوّل إلى تهديدٍ فعليٍّ وخطيرٍ جدًا، لافتًا إلى أنّ حسم هذه المعركة لصالح النظام في دمشق سيجعل الوضع في المنطقة المذكورة أكثر اشتعالاً من الوضع الحاليّ، الذي لا يوجد فيه لا منتصر ولا خاسر.


ورأت الدراسة أيضًا أنّ الانتصار في منطقة درعا سيمنح الرئيس السوريّ الكثير من الطمأنينة والهدوء، ويُكرّس سيطرته على المنطقة الجنوبيّة، المليئة بالمراكز التجاريّة والديمغرافية، وأيضًا السيطرة على ما أسمته الدراسة (سوريّة الصغرى)، التي تشمل حلب، اللاذقيّة، حماه، حمص، دمشق ودرعا، على حدّ تعبيرها. علاوة على ذلك قالت الدراسة أنّ انتصارًا من هذا القبيل سيُعمّق تعلّق النظام السوريّ بالجمهوريّة الإسلاميّة في إيران وبحزب الله اللبنانيّ، الأمر الذي سيؤدّي إلى زيادة القلق الإسرائيليّ وأيضًا الأردنيّ، من تواجد القوات الإيرانيّة-السوريّة وقوات حزب الله بالقرب من الحدود في هضبة الجولان العربيّة السوريّة المُحتلّة.


 وتابعت الدراسة قائلةً إنّه بعد قيام تنظيم الدولة الإسلاميّة بإعدام الطيّار الأردنيّ، مُعاذ الكساسبة، حرقًا وهو حيّ، تعاظم لدى العاهل الأردنيّ الإصرار على منع انزلاق الحرب الدائرة في سوريّة إلى الجنوب، وتحديدًا منع (محور الشر) من احتلال المنطقة الجنوبيّة، لأنّ تطورًا من هذا القبيل، تابعت الدراسة، سيُشكّل تهديدًا على المصالح الأردنيّة، من ناحية اقتراب قوّات إيرانيّة إلى حدود المملكة، وأيضًا تنامي قوّة الدولة الإسلاميّة، التي ستكسب تأييد المُعارضين المهزومين في المعركة المذكورة.


وبرأي مُعّد الدراسة، فإنّ الهجمات المنسوبة لإسرائيل ضدّ مواقع إستراتيجيّة في سوريّة في الآونة الأخيرة، والتي بحسب المصادر الأجنبيّة كانت تُعّد العدّة لنقل الأسلحة المُتقدّمة والمُتطورّة من سوريّة لحزب الله في البقاع اللبنانيّ، إشارةً واضحةً للقلق الإسرائيليّ من مُواصلة حزب الله حملة التسلّح وتعاظم ترسانته العسكريّة. علاوة على ذلك، أشارت الدراسة إلى أنّ انتصار ما أسمته بمحور الشر، سيؤدّي إلى إضعاف المتمردين المُسلحين، الذي يُحاربون في جبهة درعا، الأمر الذي قد يفتح الباب على مصراعيه أمام تنظيم الدولة الإسلاميّة لبسط سيطرته في الجنوب السوريّ، وهو الأمر الذي لم ينجح في تحقيقه في الماضي، على حدّ قول الدراسة.


 من ناحيته، قال موقع (المصدر) الإخباريّ-الإسرائيليّ إنّ التقديرات التي تتحدّث عن نهاية نظام الرئيس السوريّ د. بشّار الأسد تظهر مؤخرًا بكثرة في المواقع الأجنبية والعربية، وهي مشابهة من ناحية الفكرة للتقديرات التي ظهرت في بداية الـ”ثورة السورية” أوْ الحرب الأهلية في سوريّة، كما يسميها بعضهم اليوم. وكلنّا نعلم، تابع الموقع الإسرائيليّ، أنّ تقديرات عام 2011 أخطأت، والرئيس الأسد ما زال حاكمًا في بلده، مُثبتًا قدرته على البقاء، فهل يتضح قريبًا أنّ الحديث مجددًا عن نهايته كان في غير أوانه، أمْ أنّ الوضع يختلف المرة؟ وبحسب الموقع، تستند التقديرات الحالية التي تتوقع نهاية نظام الرئيس الأسد إلى تطورات عديدة في سوريّة، كانت قد طُرحت في السابق، وهي أن المعارضة السورية تبدو أكثر تنظيمًا من قبل، وأنّ الانشقاقات في صفوف الجيش السوري النظامي تزداد، وأنّ تجنيد العلويين للقتال لصالح الرئيس الأسد أصبح أصعب من ذي قبل. فبالنسبة للتطور المتعلق بالمعارضة، يتحدث مطلعون على الشأن السوري عن أنّ جبهة النصرة عززت من نفوذها في صفوف المعارضة بعد إضعاف خصومها في سوريّة، وعلى رأسهم تنظيم الدولة الإسلامية جرّاء ضربات التحالف الأجنبيّ ضدّه، وهذا يعني، بحسب الموقع الإسرائيليّ، أنّ جبهة النصرة وأحرار الشام موحدين أكثر ضد النظام السوريّ.


ويشير آخرون إلى أنّ جيش الأسد يدخل العام الخامس من الحرب وهو منهك وجريح، إضافة إلى أنّ علويين كثيرين يتجنبون الالتحاق بالجيش. وتحدث كثيرون، نقل الموقع عن مصادر وصفها بأنّها رفيعة في تل أبيب، تحدث كثيرون عن معنويات متدنية للجنود العلويين، خاصةً بعد استجداء العقيد العلوي، سهيل الحسن، الملقب ب “النمر”، النظام مدّه بالذخائر. وأشار هؤلاء إلى أنّ الاجتماع الطارئ للقيادة السورية، في حماة نهاية شهر شباط (فبراير)، هذا العام، حيث حضر ماهر الأسد ووزير الدفاع السوري وضباط سوريون وعناصر من الحرس الثوري الإيراني، يدل على انهيار النظام.


 ورغم هذه القراءات، استدرك الموقع الإسرائيليّ، يقول مختصون أمريكيون في الشأن السوري، تحدثوا مع المجلة الأمريكية (فورين بوليسي)، إنّ التطورات التكتيكية على الأرض لصالح المعارضة، بما فيها تقدم الثوار في إدلب وجسر الشغور، لا تدل بالضرورة على تغيّر جذري في الحالة السورية، ولا سيما على علامات قوية توحي بسقوط الأسد في المدى القريب. وأشار المختصون إلى أنّ الوصف الأفضل للحالة السورية هو أنها حالة “مد وجزر”، خاصّةً أنّ الفئات التي تُساهم في الحرب السوريُة عديدة، وتشهد بين حين وحين صعودًا ومن ثمّ هبوطًا. " رأي اليوم".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد