الأمير الحسن يؤكد أهمية ايجاد نظام انساني جديد

mainThumb

21-05-2015 06:24 PM

عمان – السوسنة - بدأ اجتماع الخبراء الذي تنظمه لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي اسيا " الاسكوا"، الخميس، في عمان ، لبحث ديناميات النزاعات المزمنة في الشرق الاوسط واثار النزاعات والاحتلال على قضايا التنمية فيها وخيارات الحد من الازمات المتعلقة بالدول الاقل نموا في المنطقة العربية.
 
ويهدف الاجتماع، الذي يستمر يومين وينظم بالشراكة مع معهد اسيا وشمال افريقيا(وانا)، الى البحث في اسس بناء القدرة على الصمود والتحول وبحث توجهات التفكير الحالي حول ديناميات النزاع ومناقشتها وايجاد فهم عميق بأثار النزاع والعنف في المنطقة وتراجع التنمية.
 
وكان موضوع الصمود والتحول ما بعد النزاعات المستمرة الموضوع الأساسي في الجلسة الافتتاحية للاجتماع، الذي عرض فيه نخبة من الخبراء الدوليين في الصراعات والنزاعات المزمنة وقضايا اللاجئين، للسياسات والنظريات والمنهجيات المتبعة لفهم اوجه الضعف الناتجة عن النزاع من خلال اجراء قياس كمي لها وتحديد سبل الاستجابة لها بالتزامن واعادة النظر في وضع اسس للتعافي والتغيير من الازمة.
 
ودعا سمو الامير الحسن بن طلال، رئيس مجلس ادارة معهد اسيا وشمال افريقيا واضعي السياسات للبحث في إنشاء إطار موسّع وشامل ومتعدد التخصصات ومنهجي من أجل تعزيز الوعي بتبعات النزاعات المزمنة والعنف في منطقة غرب آسيا.
 
وقال سموه :" آن الأوان للحديث عن مسار جديد في مجال تعزيز الأمن والتعاون في غرب آسيا، أي لنهج متعدد التخصصات يشمل البعدين البيئي والاجتماعي" .
 
واضاف سموه انه :" آن الأوان من أجل إحلال السلام والاستثمار في قدرات الأفراد، انطلاقاً من هويتنا الإنسانية المشتركة"، داعيا للاستثمار في احلال السلام والامن في منطقتنا العربية التي باتت تعاني مظاهر الاستقطاب الديني والمذهبي وانتشار الكراهية لتجنب مزيد من الازمات وانشاء بنك عربي للتنمية لإعادة الإعمار بعد الحروب.
 
واكد اهمية ايجاد نظام انساني جديد في الامم المتحدة هدفه الحفاظ على تعزيز الكرامة الانسانية في سياق بناء اقليمي جديد، مبينا ان النزاعات تحتم علينا اعادة رسم رؤيتنا من جديد.
 
وقال سموه انه حان الوقت لترتيب البيت العربي في المنطقة والتركيز على قوة الهوية بعيدا عن القضايا المادية، مبينا ان الخطر لا يكمن في اعداد اللاجئين، بقدر ما هو غياب قاعدة معلومات احصائية ديمغرافية ومكانية وتحليلية عن اوضاع اللاجئين وقدراتهم الابداعية وامكاناتهم.
 
ودعا الى اهمية ايجاد هوية وطنية اوسع واكثر شمولية تحافظ على خصوصية اللاجئ العربي بغض النظر عن جنسيته وطائفته الدينية والمذهبية، والتركيز على الامن الانساني في ظل هذا الواقع، وتكييف الموارد الذاتية في ظل نقص الفرص الريادية والموارد.
 
وقال سموه ان قضية الشباب والتطرف في المنطقة محورية، ما يدعو الى اهمية التفكير بالإنسانية واعادة بناء مجتمعنا في غرب اسيا وتحسين الفرص للمجتمع والشباب للمساهمة في الاستقرار الاقليمي والعالمي رغم العوائد المتضائلة ونفاد الوظائف.
 
وقال نائب الامين التنفيذي للإسكوا عبد الله الدردري، ان اللجنة الدولية، تحاول ان تفهم دورها في المنطقة وسط المتغيرات الهائلة التي تشهدها.
 
وتسعى اللجنة الاممية بحسب الدردري للوصول الى منهج عمل متعدد الانظمة ومترابط بين الصراعات في المنطقة وقضايا التنمية فيها وتحويلها الى سياسات قابلة للتطبيق من قبل الحكومات وتؤثر على السياسات من خلال اجراء مقاربة متعددة الاختصاصات توفر اجابات لمواضيع الصمود والمصالحة وتتخطى المقاربات الاقتصادية او العسكرية الضيقة.
 
واكد ان الدول التي اختارت الحل العسكري للخروج من الحراكات الشعبية لن تجد طريقا امنا للخروج من هذه الازمات والنزاعات ما يهدد الانظمة فيها بالانهيار، ما يدعو الى التفكير في المفاوضات والتسوية من خلال الحس السياسي المنفتح والاخذ بوجهات النظر الدولية والاقليمية.
 
واعتبر البروفيسور بول كولييه من كلية بلافاتنيك لشؤون الحكم في جامعة اكسفورد، ان هناك ضرورة ملحة لفهم جديد لقضايا اللاجئين يركز على مرونة هذه القضايا ومحركاتها ومحدداتها.
 
وبين ان العالم شهد نزوح ما يزيد على 16 مليون شخص عن بلادهم وديارهم منذ الحرب العالمية الثانية، في وقت غاب فيه المنهج الانساني في التعامل الكثير من هؤلاء اللاجئين والتحديات التي تواجههم.
 
واكد كولييه ان هناك فرصا كبيرة للبناء على الريادة والقدرات الابداعية لدى الكثير من اللاجئين في العالم وبما يعود بالنفع على الدول والمجتمعات المضيفة وبناء اقتصادها.
 
واوضح مدير مركز ابحاث اللجوء في جامعة اكسفورد والاستاذ المشارك في دراسات اللجوء والهجرة القسرية في الجامعة، البروفيسور الكساندر بيتز، مؤكدا ان النزعات التي تشهدها المنطقة هي نزاعات محلية وليست دولية وان النزاعات في المنطقة ذات الدخل المتوسط عادة ما تكون قصيرة الامد.
 
وقال "إن الفرصة سانحة اليوم لتفكير جديد يتخطى الحدود الحالية وغير المستدامة لمقاربة مساعدات التنمية ولتحمل الدول المضيفة الجزء الأكبر من مسؤولية اللجوء وأعبائه، وإتاحة الفرصة أمام اللاجئين كي يعتمدوا على أنفسهم واستحداث فرص العمل، والسماح لهم بالمساهمة في إعادة إعمار الدول التي استضافتهم كما إعادة إعمار أوطانهم".
 
وكانت المدير التنفيذي لمعهد "وانا" الدكتورة إريكا هاربر، بينت في بداية الاجتماع ان مؤشر الصمود بوجه النزاعات يؤدي إلى فهم قائم على الأدلة لمسببات النزاعات في منطقة اسيا وشمال افريقيا، ما يسهّل تنفيذ برامج للمساعدة الإنسانية تكون أكثر دقة واستجابة للحاجات. 
 
وقالت ان المعهد يسعى من خلال التركيز على الإنذار المسبق للمشاكل المحتملة إلى تعزيز القدرة على منع النزاعات، فيما توقعت ان يطلق المعهد بحثه حول مؤشر الصمود بوجه النزاعات في شهر كانون الأول من العام 2016. - (بترا)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد