لمصلحة من تذهب هذه الدماء؟ - د. عبدالله ابراهيم المجالي

mainThumb

23-05-2015 03:27 PM

منذ ليال بلغنا خبر مفجع وهو وفاة أحد شباب بلدتنا معاذ نصر السيد المجالي رحمه الله،((في سوريا)). تتوالى هذه الحالات في بلدنا الأردن، مثلما هي حالة أصبحت شبه عادية في معظم بقاع الدنيا التي اكتوت بمصيبة داعش، تتحسر القلوب وتتألم لفراق هؤلاء الشباب، ونحن بداية نؤمن إيمانا قاطعا بأن الحياة والموت بيد واحد أحد، وأن الأجل واحد وساعة الموت واحدة، وأن هؤلاء الشباب عليهم رحمة الله لو كانوا بين أيدينا وحان أجلهم،لكانت الساعة واحدة،ولكن السؤال لمصلحة من قضى هؤلاء الشباب حتفهم؟،ولمصلحة من تذهب هذه الدماء؟،وبأي ثمن تذهب، نحن نعلم أن نوايا هؤلاء الشباب طيبة ،من باب حب الشهادة ونصرة المظلومين في الأرض،ودعم المسلمين والوقوف إلى جانبهم أمام ما يتعرضون له من إقصاء وتدمير وتصفية، خاصة في العراق وسوريا، ولكن هل نحن على بصيرة من أمرنا يامعشر الشباب امام مايجري من امور اختلطت فيها الأوراق واسدلت الفتن بستارها على بلادنا،وأصبحنا في حيرة من أمرنا، أهكذا يتم إعلان قبام دولة الإسلام؟ في خضم سيول الدماء،ودمار البلاد والعباد،وانقسام الناس،والإكراه الذي نرى، والفتاوى التي ماأنزل الله بها من سلطان، أليس الله هو القائل(((لاإكراه في الدين))) اهكذا قامت دولة المدينة المنورة؟أما قامت دولة المدينةالمنورة في بيئة آمنة هادئة مستقرة لم تشبها شائبة،؟ هل أريقت قطرة دم واحدة في المدينة المنورة من أجل قيام الدولة على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟،اليس هو القائل عليه السلام (((إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا،))) ثم من هو الذي يامر بقيام الجهاد، أهو فرد لانعلم من هو ،ام مجموعة أفراد اجتمعت من كل حدب وصوب،لاتعرف حقيقتهم بالتمام، وقررت الجهاد، أم ان الذي يأمر بالجهاد هو ولي الأمر في المسلمين؟ ومن هو ولي الأمر؟ أهو الذي لايجد مكانا يعرف فيه،ولا ملاذا يلوذ به، ولا حتى بيتا آمنا ينام فيه، وبايعته مجموعة لانعرف من هم؟،إخواني وهذه الدماء التي تسيل وتنزف، دماء من؟ أليست دماء مسلمة؟، من القاتل ومن المقتول؟ أليسوا مسلمين؟،أما سمعتم قول نبيكم عليه الصلاة والسلام (((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار))).


 الحديث حول هذا الموضوع كثير وكثير، ولكن لاحول ولا قوة إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا نقول إلا مايرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون، نحزن لفراقكم والله ياأيها الشباب، دعاؤنا لله سبحانه أن يرحمكم وان يحسن إليكم،وان يتقبلكم في الصالحين ،ورحمة الله عليك يابن عمنا معاذ، (((ألهم الله والديك وإخوانك الصبر)))، والله نسأل أن يهدينا إلى سواء السبيل، وان يهيء لنا من أمرنا رشدا، وأن بجنبنا الفتن ماظهر منها ومابطن،وان يحفظ بلدنا هذا أمنا من كل مكروه ومن كل طامع،وان يحفظ بلاد العرب والمسلمين من التآمر والكيد الذي يحيط بها،كما نساله تعالى ان ينعم على العالم بالأمن والإيمان والسلامة والسلام، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والله ولي التوفيق.


 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد