صفعة قاضي القضاة في المسجد الأقصى - د. فادي عبد الكريم الربابعة

mainThumb

23-05-2015 03:35 PM

إن الموقف المؤسف الذي تعرض له سماحة قاضي القضاة الأردني الدكتور الفاضل أحمد هليل في المسجد الأقصى المبارك والمتمثل بتصرف لبعض الأفراد الذين قاطعوه أثناء خطبة الجمعة تألم لها عامة الشعب الأردني  وذلك لأن هذه ( الصفعة) لم تكن موجهه لقاضي القضاة شخصياً وذلك لأنه لم يذهب بصفة شخصية بل ذهب بصفة رسمية فهو يمثل الأردن والأردنيين بزيارته ولا يمثل شخصه لذلك فقد شعر الأردنيون بالآسف من هذا الموقف الذي حدث من بعض الأفراد لذلك رأيت أن أكتب هذا المقال بالوقوف على مجموعة أفكار ممثلة بالآتي:


أولاً: إن زيارة سماحة قاضي القضاة الأردني لفلسطين والمسجد الأقصى المبارك وبصفة رسمية ما هي إلا دليل على الاهتمام بالقضية الفلسطينية وعلى رأسها القدس الشريف والأقصى المبارك.


 والزيارة تؤكد الموقف الأردني الراسخ من قضية فلسطين فما كانت الزيارة إلا بدافع الحب والعقيدة الراسخة والتضامن الأردني مع فلسطين وشعبها الحر الأبي.


ثانياً: إن القيادة الأردنية الرسمية والشعب الأردني عامة  وقاضي القضاة بشكل خاص أرفع من أن يؤثر فيهم هذا الموقف المؤسف ويدخل قلوبهم حقداً وغضبا.  فكأني بلسان حال القيادة ولسان أبناء الشعب الأردني ولسان قاضي القضاة الموقر سماحة الدكتور أحمد هليل يقولون عفا الله عن إخواننا الذين قاموا بهذا التصرف المؤسف وقالوا لا بأس سامح الله من كان وراء هذا الموقف وكل شيء يهون تجاه قضيتنا ولحمتنا ووحدتنا.


ثالثاً: إن من الظلم أن يتحمل الأردن والشعب الأردني وسماحة قاضي القضاة مسؤولية احتلال فلسطين وتحريرها فقط  بمعزل عن الوطن العربي والإسلامي فالمسؤولية مشتركة وأمانة يتحملها جميع العرب والمسلمين خاصة الحكومات  الرسمية دون أن ننكر أن الواجب على جميع الدول العربية والإسلامية بما فيها الأردن وشعبه أن يعملوا كل ما أمكن لتحرير فلسطين وطرد المحتل الصهيوني منها.


رابعاً: إن الذين قاموا بهذا الفعل المؤسف في حقيقة الأمر هم لا يمثلون أهلنا جميعاً في فلسطين وإنما يمثلون أنفسهم كأفراد معدودين تسرعوا وتصرفوا دون تفكير ودون إدراك للخطورة الأخلاقية والشعبية لهذا التصرف لو لم يتستوعب الشعب الأردني هذا التصرف الفردي غير المسئول خاصة في ظل الفتن في الوقت الراهن.


فماذا لو استغل بعض مرضى القلوب هذا الموقف لإثارة العصبية والتأثيرعلى الوحدة الوطنية.


رابعاً: ينبغي أن لا يؤثر هذا التصرف على علاقة التوأمة الأردنية الفلسطينية وذلك لأن هذه التوأمة أكبر وأوثق من أن يؤثر فيها موقف قام به بعض الأفراد  فهي علاقة راسخة بارتباط الدم الأردني الفلسطيني المختلط معاً على أبواب القدس الشريف وأرض الأردن وفلسطين والتعايش المشترك واستقبال واحتضان الأردن لأهلنا وإخواننا في فلسطين منذ بدء الحملة الصهيونية والتهجير الذي حل بأهلنا في فلسطين فأبواب الأردن وأرضه وبيوت الأردنيين  كانت مفتوحة لأهلنا من فلسطين.


خامساً: أما عن شخصية هذا الشيخ الجليل الموقر سماحة الدكتور أحمد هليل قاضي القضاة الأردني فهو شخصية دينية وطنية مشهورة ومعروفة من بيت علم وأدب وفضل ويكفيني شرفاً أنني كنت أحد تلاميذه في مقرر علوم القرآن أثناء دراستي الجامعية وعايشته عن قرب أستاذاً فاضلاً صاحب علم وخلق وتواضع ومما عرف عنه أنه لم يكن له موقف يحسب عليه ويسجل ضده في القضايا العربية والإسلامية والوطنية حتى الآن.


  فهو رجل متزن معتدل وقور ليس بمتعصب بل منفتح على جميع المذاهب الإسلامية المعتدلة والمشهورة يحرص دائما على حقن دماء المسلمين كما يظهر في تصريحاته وخطبه ودروسه ومواقفه ويحرص على إظهار صورة الإسلام السمحة التي تنبذ العنف والإرهاب والتكفير وسفك الدماء  لم يبيع دينه بعرض من الدنيا.


سادساً: ينبغي أن لا نتوقف عند هذا الحدث فقد شهدت الأمة العربية ومازالت تشهد الكثير من الويلات والمصائب والفتن والقضايا المصيرية الكبرى التي ينبغي أن نركز عليها ونلتفت لها.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد