صحيفة السوسنة الأردنية

* إلى وطني الحبيب الأردن  في يوم استقلاله .

جلَّت صفاتُك
يا أردنُّ في الحِقَبِ
واستخلصَ الــطِّيبُ
منكَ الطِّيبَ
في النُّوبِ

حتى غدوتَ
على الأيامِ غرَّتها
تزهو بجودكَ
في دلٍّ
وفي طربِ

يا من صفاتُكَ كانت
كلّها غُرراً
بالجدِّ جاءتْ
وبالأفعالِ
لا الخطبِ

قد صغتنا ألَقاً
من غيرِ ما وَصَبٍ
من كلِّ عزٍّ سما
يا خير مُنتَسَبِ

أرسلتَ نبضكَ
يا أردنُّ مؤتلقاً
للعالمينَ
فنلتَ الفوزَ في الرُّتبِ

يا أيّها النّسرُ
يا أردنُّ
يا وطني
قد صيغَ نبضكَ
من تبرٍ
ومن لهبِ

ما جئتَ في طلبٍ
أو جئتَ في سببٍ
إلّا وكانت
لكَ الأسبابُ
في الغَلَبِ

قد حزتَ مجداً
عصيّاً رائعاً
ومدىً
من بيرقِ العزِّ
والنّاموسِ
والنُّخَبِ

ما حدتَ عن أرجٍ
إنْ جئتَ في طلبٍ
أو حدتَ عن أدبٍ
إنْ جئتَ في سببِ

*  *  *

من أيِّ قافيةٍ
آتيكَ يا وطني
من أيِّ بحرٍ
وأنتَ البحرُ ذو العَبَبِ ..؟!

يا من رفعتَ لنا
ذكراً ومنزلةً
جلّت عن الوصفِ
بالأسفارِ
والكُتبِ

يا أيّها النبضُ
في أعماقنا شغفاً
يا أيّها الوطنُ
المحروسُ بالهُدُبِ

يا من سطوركَ
في أعماقنا
شمخت
من أيِّ قافيةٍ
آتيكَ بالخُطَبِ

يا من حروفكَ
في الشّريانِ مسكنها
نبضاً
يعزُّ على القرطاسِ
في الطلبِ

أنّى لقافيتي
أن ترتقي حسباً
بينَ الكواكبِ
يعلو قمّةَ الحسبِ

يا بيرقَ العزِّ
يا دحنونَ ديرتنا
إخفقْ
فهذا زمانُ
السَّادةِ النُّجبِ

حتّى غدونا
مع الإشراقِ
في سبقٍ
نلقى الشروقَ
قُبيلَ الفجرِ
في حَدَبِ

*  *  *

يا ساعياً أبداً
نحو الذُّرا صُعُدَاً
إنَّ الأماني
على كفيكَ
في صَخَبِ

تسقي هواكَ
إلى الإخوانِ
مُحْتَسِبَاً
عندَ الإله
ثواباً غيرَ مُنْقَضِبِ

ما زالَ كفُّكَ مفتوحاً
كأشرعةٍ
نحو الأحبَّةِ
يسعى
دونما طلبِ

ما غبتَ يوماً
وما غُيّبتَ عن زمنٍ
كالنهرِ تجري
وكالأمطارِ
في السُّحبِ

يا بيدرَ الصُّبحِ
يا عنوانَ أُمَّتنا
يا أيّها النّبعُ
للإيمانِ
في دأَبِ

يا أيُّها النهرُ
يا أردنَّ عزَّتنا
يا صاحبَ الجودِ
في الإعسارِ
والكُرَبِ

قد صِيغَ قلبُكَ
من جودٍ
ومن كرمٍ
عفَّ اللسانِ نقيَّاً
دونما رِيَبِ

قد شدتَ قلباً
نديَّاً خافقاً وَلِهاً
في كلِّ نائبةٍ
تحنو بلا نَصَبِ

تشفي الجراحَ
وتُدني من بهِ كَمَدٌ
حتّى يعودَ
كما قد كانَ
لم يُصَبِ

تأوي الشَّريدَ
وتحمي من بهِ وجعٌ
حتّى يَقرَّ
ويمضي الخوفُ
في رَهَبِ

*  *  *

قلبٌ رحيمٌ
ونبضٌ خافقٌ
ودمٌ
ما كُنتَ مُنقلباً طبعاً
على غَضَبِ

تأوي الجميعَ
بقلبٍ خافقٍ رحبٍ
كالأمِّ تحنو على أبنائها
وأبِ

هذي صحافُكَ
عنّا اليومَ مُخْبِرَةٌ
في كلِّ شأنٍ
لها شأنٌ
بلا كَذِبِ

لكنَّ قلبكَ
لم يقبل بذي ظُلَمٍ
من أيِّ مُنقَلَبٍ
أو أيِّ مُغتَصِبِ

فكانت الأرضُ
بركاناً بثورتِها
في شهرِ أيار
كان الموجُ
من لهبِ

قد مادتِ الأرضُ
في أيار
وانتفضتْ
من غيرِ ما رَهَبٍ
قد كانَ
أو وَصَبِ

مادت بغضبتِها
في وجهِ غاصِبِها
واستمسكتْ
بزمامِ النَّصرِ
للعربِ

في كلِّ عامٍ
بهذا الشهرِ
موعدُنا
حتّى نُعيدَ
إليهِ الزَّهوَ
عن كَثَبِ

خمسٌ وعشرونَ من أيار
قد كُتِبتْ
بعدَ المخاضِ
بسفرِ القلبِ
من طربِ

يومٌ عَصيٌّ على الأيامِ
مولِدُهُ
جلَّت مآثِرُهُ
عن أيَّما أدبِ

يومُ التَّحرُرِ فعلٌ
جلَّ فاعِلُهُ
عن كلِّ وصفٍ سما
قد كانَ في الكُتُبِ

يومُ التَّحرُرِ للأردنِّ
مأثرةٌ
جلَّت عن الشعرِ
لو قد صِيغَ من ذَهَبِ

يومُ التَّحرُرِ
تأريخٌ لِملحَمةٍ
بالدَّمِ قد نُظِمتْ
من غيرِ ما خُطَبِ

قد سُجِّلت بدَمٍ
من خيرِ صفوَتِها
من غضبةِ الصِّيدِ
من أبنائِها النُجُبِ

*  *  *

هذا هوانا
على آثارِنا عَبِقٌ
في كلِّ زاويةٍ
كالجحفلِ اللجبِ

في كلِّ قلبٍ
ثرى الأردنّ مفخرةٌ
عزفتْ على وترٍ
من مجدها التَّرِبِ

يسري بريقُكَ
بينَ الناسِ
يا وطني
سريَ البُراقِ
إلى الآفاقِ
في السُّحُبِ

تجري خيولُكَ
في الآمادِ صاهلةً
فيها الشّموخُ
كأنَّ الوقتَ لم يَغِبِ

ما زالَ فوقَ ثراكَ
المجدُ مُحتشداً
وأنتَ أنتَ الذُّرا
في كلِّ مُحْتَرَبِ

هذا جنوبكَ يا أردنُّ
مُنتَسِبٌ
مثل الشَّمالِ
لمجدٍ رائع النَّسَبِ

في كلِّ شبرٍ
ترى للعزِّ مأثرةً
تحكي وتروي
تفاصيلاً
من العَجَبِ

فالزَّائرونَ إلى ما فيكَ
من أَرَجٍ
قد شدَّهُم
عبقُ التاريخِ
في الحِقَبِ

وطنٌ تباهى
على الأوطانِ
في ألقٍ
جلَّت قوافيهِ
في أثوابها القُشُبِ

ما اعتدتَ خُلقاً
على التجريحِ
يا وطني
قلبُ المحبَّةِ
في جنبيكَ
لم يَشِبِ

حتّى غدونا
على الأزمانِ بيرقَها
في كلِّ شأنٍ
لنا شأنٌ
من القَصَبِ

*  *  *

فاسلم لنا وطناً
يا سِفرَ أمَّتنا
واسلم لنا أبداً
في السّلمِ والحربِ

منّا إليكَ
سنهدي القلبَ
أغنيةً
والرُّوحَ يا وطني
في المرتقى الصَّعبِ

إنّا نُحبكَ
ملءَ القلبِ
يا وطني
من غيرِ ما طمعٍ
قد كانَ
أو سببِ

إنّا على تُربكَ الغالي
كتبنا نبضنا
عشقاً وحباً
نديَّ الرُّوحِ
لم يَغِبِ

يا أيّها النَّسرُ
يا عملاقُ يا وطني
يرعاكَ ربّي
ليبقى المجدُ للعَربِ