الذكرى الــ15 للنصر وتحرير جنوب لبنان

mainThumb

25-05-2015 02:54 PM

في الخامس والعشرين من أيار مايو  هذا العام تمر الذكرى الــ15 للنصر وتحرير الجنوب اللبناني الصامد بعد احتلال دام أكثر من 18 عاما قدمت من خلاله المقاومة اللبنانية نموذجا عظيما للتضحية والفداء واخص بالذكر حزب الله العظيم الذي قدم أمينه العام عباس الموسوي شهيدا وقدم أمينه الحالي السيد حسن نصر الله ابنه البكر هادي شهيدا وما بينهما  قدم الحزب خيرة رجاله وقادته شهداء .

 وتمكنت المقاومة اللبنانية الباسلة من هزيمة العدو وإجباره على الانسحاب تاركا عملائه لمصيرهم المحتوم مزبلة التاريخ واحتقار شعبهم وأمتهم ومنهم من هرب مع العدو وعاش حياة الذل والهوان التي عبّر عنها العميل أنطوان لحد الذي كان قائدا بما يسمى بجيش لبنان الجنوبي ، حيث قال حرفيا ( خدمنا إسرائيل أكثر من عشرين عاما ولكنها استخدمتنا كورق الكلينكس وبعد الانتهاء رمتنا في أقرب سلة مهملات ) هذه الكلمات هي في الحقيقية عبرة لكل من يعتبر من دروس التاريخ وعبره وحكمه ، وأن من يخون وطنه لا يحترمه حتى العدو الذي يستفيد من عمالته .

تمر ذكرى النصر والتحرير اليوم والأمة العربية في منعطفات خطيرة جدا ولحظات مصيرية فالعدو الصهيوني ومن ورائه يريد اليوم تصفية الحساب مع المقاومة وداعميها فهو لم ينسى بأنه هزم عام 2000م ، وأجبر على الانسحاب من الجنوب اللبناني بعد أن أصبح وجوده مكلفا للغاية وبالتالي انسحابه من الجنوب رسالة مفادها أن هزيمة العدو ليست مستحيلة كما يدّعي فلاسفة الهزائم وباعثي الإحباط من مثقفي البترودولار خاصة بعد محاولة العدو العودة بعدوان تموز يوليو عام 2006م ، ولكنه هزم شر هزيمة الأمر الذي جعل قادته ومفكريه يدقوا ناقوس الخطر وبان عهد الانتصارات الصهيونية قد ولىّ ، وقد تسببت هزيمة العدو في تموز يوليو وقبل ذلك إجباره على الانسحاب ببعث روح المقاومة والأمل في تحرير فلسطين وأعطى شعبنا الفلسطيني وخاصة في غزة المعنوية والثقة بهزيمة العدو وهو ما تحقق في العدوانين الذي شهدهم قطاع غزة ، حيث فشل العدو في تحقيق أي من أهدافه ولم ينجز شيئا إلا قتل الأبرياء المدنيين وخرجت المقاومة أكثر قوة وتماسكا ، ولكن للأسف العدو الذي رأي انسحابه من جنوب لبنان عام 2000م وهزيمته العسكرية والأخلاقية عام 2006  أن الخطر أصبح يقترب من وجوده ومن خلاله شعر أيضا من أوجدوه كشركة استثمار لحفظ مصالحهم بنفس الخطر وقرروا الانتقام من المقاومة وداعميها وكانت انطلاقة ما يسمى بالربيع العربي المزعوم الذي بدأ وكأنه ثورة عربية تنتقل من قطر لآخر كشرارة النار حيث بدأت بأكثر الأنظمة عمالة وخيانة ولكن للأسف جرى بعد ذلك الالتفاف على الحالة الثورية في معسكر الاعتلال العربي ليتم نقلها من خلال المرتزقة ومساجين القاعدة حيث جرى غسل أدمغتهم لمعسكر المقاومة أو المختلف مع أمريكا ولتبدأ المؤامرة من ليبيا وعندما فشلوا بحكم الالتفاف الشعبي حول الشهيد معمر ألقذافي كانت أنظمة العهر والعمالة جاهزة من خلال جامعتها الكسيحة وعلى رأسها البهلوان عمرو موسى حيث أعطوا الضوء الأخضر لتدمير ليبيا وقتل الآلاف من أبنائها وعلى رأسهم الشهيد معمر القذافي وقيادته وأبنائه الذين قاوموا الناتو وكلابه المسعورة لأخر قطرة من دمائهم معيدين بذلك تجربة الشهيد البطل عمر المختار .

 وحاول العدو وعملائه  استنساخ الحالة الليبية في سوريا ولكنه فشل نتيجة يقظة دول كبرى كروسيا والصين ودعم محور المقاومة جمهورية إيران الإسلامية وغيرها من أحرار العالم خاصة دول أمريكا اللاتينية الذين قاوموا الامبريالية الأمريكية ولكن للأسف العملاء  عاثوا في سوريا خرابا ودمارا بعد أن كانت الدولة الوحيدة في العالم النامي التي ليس عليها ديون خارجية ولديها شبه اكتفاء ذاتي وكان الهدف القضاء على روح الأمة العربية المتمثل في المقاومة التي أجبرت الصهاينة على الانسحاب من لبنان كما أجبرت الاحتلال الأمريكي بالرحيل عن العراق .

واليوم ما يحدث هو تصفية حسابات مع المقاومة وداعميها وصمودها لأكثر من 4 أعوام يعتبر أسطورة سجلها التاريخ بأحرف من نور والصمود السوري الشجاع هو حماية ودفاعا عن كل الأمة العربية والإنسانية بوجه برابرة وهمج العصر من دعاة التأسلم الكاذب .

في ذكرى النصر والتحرير نحيي المقاومة اللبنانية وعلى رأسها حزب الله وجميع شهداء الأمة العربية كما نحي السيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية والشعب السوري الشقيق وجيشه الباسل ، وكما نحي الرئيس اللبناني المقاوم البطل  أمين لحود  وكما نحي سماحة السيد حسن نصر الله سيد المقاومة وبطلها وكل أبطال المقاومة .

وما يحدث في سوريا اليوم هو عقاب لها  لدعمها المقاومة وليس هناك دليلا أكثر من تصريح مجرم قانا شيمعون بيرس الذي قال  حرفيا ( ما يحدث في سوريا هو عقاب لها لأنها لم تبرم سلام مع إسرائيل) ، فهل هناك أكثر من ذلك .

يبقى القول أن الانتصار على الإرهابيين في سوريا والمنطقة صنائع الصهاينة سيكون البداية لإعادة رسم المنطقة والوطن العربي وبداية النهاية لكل أنظمة الخيانة والعمالة الناطقة بالعربي .

المجد والخلود لشهداء المقاومة الأبرار وتحية عربية لكل من يقاوم لأن المقاومة هي روح الأمة وعنوان وجودها و لا نامت أعين الجبناء .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد