أسطوانة التغيير - د. فادي عبد الكريم الربابعه

mainThumb

27-05-2015 02:08 AM

نظراً لكثرة المطالبين بالتغيير في بلادنا العربية وكثرة المنظرين لهذه الأسطوانة أضع بين يدي القارئ العربي الكريم عدداً من القضايا المرتبطة بفلسفة التغيير المنشود ممثلة بالآتي:

 

أولاً: آليات التغيير وأدواته: هل تمتلك شعوبنا العربية آليات التغيير وأدواته؟
 
إن الآليات والأدوات السليمة التي ينبغي أن يتم التغيير من خلالها تتمثل بالحوار والنقاش وصناديق الاقتراع النزيهة ومراجعة القوانين القديمة التي أوصلت بلادنا وشعوبنا العربية إلى حالة التردي والواقع المؤلم وتعديلها لتصبح ملائمة لمتطلبات العصر الحديثة وأحداثه وتغيراته في ظل الدستور الوطني الواضح.
 
ثانياً: التجربة العربية المعاصرة في التغيير: إن التغيير الذي شهدته شعوبنا وبلادنا العربية فيما يسمونه "بالربيع العربي" أثبت فشله وذلك إذ ما قمنا بتقييم لهذه التجربة المأساوية بموضوعية وإنصاف.
 
حيث أننا لم نجني منها إلا الويلات وتدمير الممتلكات الوطنية وتعطيل الحياة العامة والتهجير والهدم وسفك الدماء فبالرغم من أن واقعنا العربي سيء فقد أثبتت الوقائع أن بديله أسوأ منه.
 
ثالثاً: أسلوب التغيير: ما هو أسلوب التغيير الذي تريده وتنشده شعوبنا وبلادنا العربية؟ 
 
أهو أسلوب التغيير الوضعي؟ الذي هو يتناقض مع أسلوب التغيير الإسلامي  كما يصفه منظري الحركات المسلمة.
 
 وأي أنواع التغيير الوضعي؟ أهو التغيير الديمقراطي؟ أم الشيوعي؟ أم الرأسمالي؟ أم القومي؟
 
أم أن الأسلوب المنشود هو أسلوب الحركات المسلمة؟
 
وأي أنواع  أساليب التغيير أنسب من هذه الحركات؟ أهو الأسلوب ألإخواني؟ أم التحريري؟ أم الشيعي؟ أم الاباضي؟ أم الصوفي؟ أم القاعدي الخارجي التكفيري؟ 
 
أليست هذه أيضاً نظريات فكرية وضعية مذهبية مختلقة ما أنزل الله بها من سلطان؟ أليست أسماء سموها لا تمثل الإسلام الحقيقي؟
 
فالإسلام واحد ولا يقبل القسمة على اثنين وإنما هي حركات مسلمة من نظريات ورؤى وتصورات المفكرين المسلمين.
 
أم أن أسلوب التغيير المناسب هو أسلوب التغيير الوطني؟ الذي يجمع أبناء الوطن الواحد على اختلاف أجناسهم وألوانهم ولغاتهم ومعتقداتهم تحت منظومة سياسية قانونية تسودها العدالة الاجتماعية والمساواة أمام القانون والكفاءة والمهنية وتكافؤ الفرص والمصلحة الوطنية العليا؟
 
ألم تنجح الدول الغربية والأوربية عندما تبنت التغيير الوطني الديمقراطي وجعلت المصلحة الوطنية هي الهدف الأسمى لأوطانها وشعوبها ونبذت ما سواها من أساليب النظريات الأخرى؟
 
أعتقد أن شعوبنا العربية اليوم تحتاج إلى التغيير الذي يصب في مصلحة الوطن والمواطنين خاصة مع غياب التمثيل الحقيقي للأسلوب الإسلامي وظهور وتعدد أسلوب الحركات المسلمة المتصارعة مع الميول الفكرية والعاطفية لكثير من أبناء شعوبنا العربية للأسلوب الإسلامي الحقيقي في التغيير.
 
فالتغيير الناجح هو الذي ينطلق من أصول وجذور وطنية نافعة تعود بالمنفعة على الأوطان والشعوب وتعمل على تحسين المستوى المعيشي والأمني والسكني والصحي والتعليمي وإصلاح النظام التربوي وتكفل الحريات الدينية والفكرية وترسخ مبدأ المحبة واحترام الأخر وتنبذ العصبية والمذهبية والإقصاء.
 
وأضع بين يدي القارئ الكريم هذه التساؤلات التي تحتاج إلى إجابات حتى تنجح عملية التغيير المنشودة.
 
هل ننشد التغيير حقاً؟
 
هل حددنا المفهوم الدقيق للتغيير ومجالاته؟
 
هل نحن قادرون على التغيير؟
 
هل نمتلك سعة ادارك وعاطفة لتقبل الآخر؟
 
هل التغيير الذي نريده سيكون أفضل من واقعنا؟
 
هل نستطيع التغيير بعيداً عن العلاقات الدولية؟
 
هل نستطيع التغيير بعيداً عن الانسجام مع القضايا العالمية المعاصرة؟
 
ما أسهل أن نردد مفردة التغيير وما أصعب أن ندرك مضامينها.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد