سيمفونية الإنسانية الأخير

mainThumb

27-05-2015 12:01 PM

أنها تعزف لحن الرجوع الأخير فهل من رفقه أو مستمع ؟ أننا شهدنا في عام 2015 سيمفونية الإنسانية ,التي عزفت حقوق الطفل والمرأة وحتى الرجال الذين يستشهدون بطريقة لم يعرفها البشرية من قبل ,حتى أننا ظننا أنهم ليسوا بشر بل أنهم مستنسخون ومعدلون من جينات الثيران ,لذلك هم عزفوا حياة البشرية بهذه طريقة المؤلمة ليجعلوا من أوتار آلاتهم التي وضعت من الأفاعي السامة المتوحشة, أن تعزف على دماء العرب والدين لحن أتلذذ في الموت ! التي لم يشهدها العالم من قبل .

في حين أن العالم كان المستمع الأكثر مشاهدة وسكون ,لا أعلم هل هو أعجاب أم استنكار أم استهتار ملغوم؟! أم أن من يعزف بهم هم خارج نص الحياة والإنسانية ,في حين أن الأعلام كان الوسيلة المنتجة الأكثر تشهير لبيع التذاكر للحن الأخير ,ولكن ما هو مؤلم أن تلك التذاكر المزيفة والمقصودة حملت الصدى الأعظم في العالم.

 في حين أن سيمفونية اللحن الأخير أصبحت الضحية التي فارقت الحياة  وسط أنظار الجميع دون مسعف حقيقي لها,وفي عينيها صورة أخيرة من لحن الرجوع الأخير لعلها الشاهد الحقيقي الوحيد الذي يثبت للعالم موقفا متجهما لشمعة الإنسانية وبريقها , الذي أنطفأ أمام السكون والاستبداد العالمي المهيمن الذي يملك وسائل الردع الكامل والشامل ليعود لحن حق الحياة  والأمن يعزف في الأركان المبتورة .

فمع كل ذلك التنامي في كل أنحاء العالم ألا أننا غير قادرين على عزف سيمفونية الإنسانية والحياة في إرجاء الكون دون عنصرية أو طائفية أو مخططات تحمل غايات وأهداف مستبقة من ماضي تاريخي سحيق ,رغم أن الإنسانية وحقوق الإنسان هي القانون الأول في الحياة ودساتير العالمية ,ألا أنها  غير واقعية ومجرد شعار عالمي ودعاء للمثالية التي لا يستطيع أحد أن يعزفها بحق؟!
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد