الحل على الطريقة الأورو- أميركية

mainThumb

27-05-2015 08:51 PM

حروب إضعاف العرب واستنفاذ ثرواتهم وتكسير أصلاب تماسكهم وتفتيت الروابط الوشائجية بين أبنائههم وتغذية مشاعر العداء بين أقطارههم وإنهاك قوى أوطانهم الشعبية والعسكرية والتوافقية,وتشجيع التحوصل لفئاتهم الطائفية والعرقية وتأمين الانعزال بين مكوناتهم الوطنية في كل قطر من أقطارهم,وتقسيم جغرافيتهم إلى كيانات هزيلة متصارعة ودعمها وتأمين الحماية لها ما زالت مستمرة بعلم العرب أو جهلهم,بمشاركتهم الطوعية منها والقسرية,لتطال النظم العربية في مشرقها وفي مغربها.وقد شكلت هذه الأوضاع استراتيجية دائمة لقوى الامبريالية والصهيونية,تضمن لهم أمن المغتصب الصهيوني وسلامة وسهولة الحفاظ على مصالحهم المختلفة المعروفة والمعلنة.

تقاتلت,عبر مختلف مراحل التاريخ, الشعوب في حروب أهلية وحروب محلية وإقليمية لأسباب دينية وطائفية وتنظيمية ,,,,ومنها تقاتلت لأسباب قومية وعرقية,وأخرى تقاتلت تياراتها الحزبية والأيدولوجية لأسباب فكرية وسياسية وعقائدية وأيدولوجية,ووقع البعض في حروب مع الجوار لأسباب مضحكة وغير مبررة كالحرب بسبب نتائج كرة قدم,ونشأت حروب أطماع من دول مسيرة بطغيان القوة وجبروتها,أما العرب فإنهم تقاتلوا لكل تلك الأسباب  مجتمعة أو بعضها أو منفردة.

ثروات العرب الطائلة القيمية والتراثية,والبترولية والمعدنية وخيرات تحويها بواطن الأرض وإعماق البحار ومجاري الأنهر,وصلاحية تربتها للزراعات المتعددة وأنواعها الكثيرة في مختلف الأجواء وتحت مختلف أحوال الطقس والتغيرات في المناخ والفصول,إضافة إلى الثروة البشرية التي تأتي في مقدمة كل الثروات لأنها الثورة الفاعلة والقادرة على تسخير قواها العقلية والعضلية الخلاقة في عمليات البناء والترقي التي أهملتها مجتمعاتها.

كل هذه الثروات  لم تمكنهم من إقامة دولة مستقرة فاعلة في معالجة قضاياها متمكنة من مواجهة الأخطار التي قد تحيق بها,ولم يعملوا على تأسيس قواعد صناعية وتجارية وخدمية متطورة تستوعب المواهب العربية,وتستهوي المبدعين  والموهوبين من العرب ومن غير العرب وتعكس اتجاه هجرة العقول منها - إليها,وتحفل مدنها بمراكز الدراسات والبحوث في الميادين العلمية والتعليمية والسياسية والاجتماعية والأمنية والعسكرية والاستراتيجية وتتباهى بأسماء لامعة من الروائيين وكبار المفكرين وجمع من الأدباء,وتؤسس مكتبات بمراجع ومخطوطات غنية بمصادر المعرفة  القديمة والحديثة وبالمعلومات ذات القيمة التاريخية وتلك الجديدة والتجديدية لمختلف ميادين العلوم ومعارفها. ومراجع نادرة تستقطب باحثي الدول الأخرى وعلمائها ودارسيها,وتزدهر فيها جامعة واحدة على الأقل !! تأخذ تسميتها طابعها العالمي الرصين,ويقصدها المبدعون من الطلبة العرب والأجانب لمختلف مراحل التعليم.

ولم يحظ العرب بدولة  لها هيبتها في الداخل وأمام الجوار القريب منه والبعيد, وتحسب لرأيها أو وجهة نظرها القوى الإقليمية والدولية حساب احترام ومهابة ودور تحتمه الضرورة في أي قضية مطروحة على بساط البحث.

دولة تكسب ثقة مواطنيها واحترامهم, تجاوزت مؤسساتها عجائب البيروقراطية ومساوئها وتتفاعل مع ترقية احتياجاتهم وتأمين متطلباتهم المشروعة  في الحرية والكرامة وفي التمتع بأوقات الراحة وإشغال أوقات الفراغ في بيئة نظيفة, وتسارع من وتائر تناغم المجتمع مع مساقات التطوير والتحديث في الوسائل وفي المنتجات وتساوق مع العصرنة واستجابة تلقائية من التغيير واستلهام الرؤى المستقبلية بوضوح واطمئنان.

ثروات تملكها الأمة العربية كفيلة بإقامة أغنى مؤسسات مالية,وأشهر مؤسسات بنكية ومؤسسات تمويلية.ولكنها لم تفعل.

دولة تعتمد على مصادرها الثرية المالية والمادية والبشرية والتراثية  في صراعاتها وفي خلافاتها وفي برامجها وفي تعاملاتها وفي علاقاتها,,,,, مع الغير لتأخذ موقعها الدولي المتناسب مح حجم تأثيرها على مسار الأحداث الدولية,ومع دورها في التأثر على صناعة القرارات الدولية....

ما سقناه ليس تمنيات خيالية,وليست بأحلام زاهية,وليس الوصول إليها بمعجزة ولا يكون تحقيقها معقداً,والدليل على ذلك أن ما سقناه من صفات وميزات تتمتع بها كثير من دول عالم اليوم وصلت إليه أمم وشعوب بمقدرة مالية وتراثية وفكرية وعقائدية بإمكانيات أقل,ومرجعية حضارية محلية وليست عالمية كما هي الحضارة العربية – الإسلامية.

ونسوقه لأننا أصبحنا أمة لا تملك زمام أمورها بيدها, تقدم جوارها عليها وفاقها قوة ومناعة وفتح شهيتها على السيطرة على قرارها الوطني وعلى تحريك قوى التخريب والهيمنة والاستضعاف والتدخل في شؤونها الداخلية بكل فجاجة ووقاحة.

أمة لا تملك الحق في معالجة قضاياها بنفسها, وحل خلافاتها بين قواها وأو أقطارها وبإرادة أطراف الخلاف ورضاهم وأخذت القوى الامبريالية ذات التاريخ الاستعماري المهين لقيم الإنسان وتراثه الأخلاقي, في التمادي باقتراح الحلول لمعاصينا وأخطائنا,وقتالنا فيما بيننا وتضع نفسها مكان حكوماتنا وتقرر ما يجب فعله وما لا يجب عمله,ومن يحق له المشاركة ومن لا يحق له ذلك,.ولم تستح تلك الدول الأورو - أميركية من تنصيب نفسها قيمة على مصائرنا,وصاحبة الحق في التعبير عن أرادات مكونات شعبنا,وتحكم على شرعيات ذلك النظام,وتحدد منْ من القوى الوطنية والمحلية يمكن لها أن تلتقي وتتفاوض مع بعضها على وضع الحلول لمشاكلها.

وهكذا فقد حل بنا الضعف إلى أدنى درجات الضعف والخنوع,ففقدنا حقنا بفقدان قدرتنا في أن نكون ما نريد ,وكيف نريد,وأن نستقل بقراراتنا الوطنية دون تدخل من أحد بل وردع كل من يحاول التدخل في قراراتنا,ونأخذ دورنا الطبيعي في لعب دورنا في المعترك العالمي الحضاري والتحديثي البناء .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد