داعش أو المقصلة الفارسية - د.محمد عقلة أبو غزلة

mainThumb

28-05-2015 10:16 AM

لم يترك لنا مُسعِّر نيران الخريف العربي من خيارات كثيرة، وإنما انحصرت في أحد خيارين: أولاهما: داعش والقبول بجهلها وخارجيتها وتكفيرها لعموم المسلمين، وثانيهما: إيران ونيران حقدها الدفين، الذي تمثله ثُلة من المتحكمين بقرارات الجمهورية الباعثة لأمجاد الفُرس ، المدمرة لكل ما هو عربي أو سني، فحقدهم حقدان: حقد على العرب عنصرية للفرس، وحقدهم على السنة زعماً منهم بأنهم شيعة آل البيت وأنصارهم....أما نحن عرباً أو سنة فلا بواكي لنا، وبلادنا من شدة الويلات وكثرة الحسرات باتت أشبه ببراميل البارود المتفجرة في كل لحظة، فالموت على حدود الأردن شمالاً وشرقاً وغرباً وحتى جنوباً في اليمن أسهل من شراء الماء من دكاكين السقائين...وفي كل يوم يزداد أزيز صدورنا حشرجة وضيقاً والسبب يكاد ينفجر بركاناً هائلاً من الأسئلة الموشاة بتخوفات وتوجسات متصاعدة: من المسئول عن تدمير بلاد العرب والسنة؟ من المسئول عن تهجير ملايين السنة؟ من المسئول عن تحويل بلادنا إلى مأوى للتكفيريين والخوارج؟ من الذي جاء بهم؟ ومن الذي دربهم؟ ومن الذي رعاهم؟ ومن الذي أعطاهم تأشيرات الخروج؟ ...من...؟ ومن...؟ أسئلة فيض من غيض، ولا ندري لها جواباً....

أما خيار السم الزُعاف فإما داعش بخوارجها وإما إيران بحقدها...وكلاهما شران...لذا فإن بعض مظاهر استفزتني خلال هذه الأيام القلائل منها: صورة لنادل في مطعم وهو يرتدي الشماغ والعقال الأردنيين وينحني وهو يقدم القهوة العربية رمز الضيافة والكرم لشمعون بيرز، ونحن نعرف من هو! والآخر صورة لأردني ينكب عند أقدام وزيرة ليطلب منها الطعام  والكساء...وبين الانحناء والارتماء مسافة ليست بالطويلة، لكنها تثير جدليات على الساحة الاجتماعية وتنبش قبوراً دفن فيها المواطن همومه وأسدل عليها ستاره حتى حين، حتى بلغ بنا الظن أنه نسيها وعفا عليها الزمن، لكنها في الحقيقة أشبه بكرة ثلج متدحرجة تكبر في كل شبر تقطعه على أرض طموحاتنا المنسية أو التائهة، لكن الأخطر من هذا كله ما قرأته في طيات هاتين الصورتين وكان مفاده: أن من يرتمي على الأرض في وطنه لأجل كسرة خبز، وينحني لمحتل على أرض بلده، هو بلا شك أسرع المنهزمين إذا حمي الوطيس أو دق ناقوس الخطر، وعليه فإن لملمة شعث أنفسنا وتحصين جبهتنا الداخلية لن يبدأ أبداً من صالات الفنادق أو غرف الحوار وصالونات السياسة المخملية؛ إنه يبدأ من جيوب الفقر المنتشرة هنا وهناك! ومن جنبات الأزقة وهمهمات الجوعى في سكونات الليل! لن تستقيم ظهورهم ليرفعوا رؤوسهم لأنهم أردنيون فأصلابهم قد كسرت من شدة الجوع ومرارة الحاجة! حتماً لن يموتوا من الجوع لكننا لن نراهم أو نسمع صوتهم عند لحظة النفير العام، أو دقات ساعة الصفر،...لذا لنعمل على تكسير مجاذيف إبليس المتطاولة بين الجوع والتهميش والنسيان، وأرفع ناظري محدقاً في السماء وداعياً العليم العلام، أن يقي وطني شر الأشرار، وأن يجعله واحة أمن وأمان هي وسائر بلاد المسلمين....ولنلتف حول قيادتنا ونقوي عزيمة شعبنا وجيشنا فالعدو لا يهمه إلا غصب أرضنا وانتهاك أعراضنا...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد