شقيق الكساسبة يرثى معاذ بمناسبة ذكرى ميلاده

mainThumb

29-05-2015 02:02 PM

السوسنة - رثى المهندس جواد الكساسبة الشقيق الأكبر للشهيد البطل معاذ الكساسبة بمناسبة ذكرى ميلاده الذي يصادف الجمعة.

وكتب جواد بمناسبة ذكرى ميلاده، قائلا : "  يوم ميلادك سيدي معاذ" ...


لم نعتد نحن عائلة صافي أن نقيم الموالد أو حفلات عيد الميلاد لأي فرد من أفراد العائلة سواء أكانوا أولاداً أم أحفاداً، هكذا تعلمنا من مدرسة أبينا و لم نخالف هذه العادة أبداً، لكن هذا العام صادَفَنا حدثٌ وقفنا أمامه مذهولين مبهورين غير واعيين لما يجري حولنا، حدثٌ غريبٌ على بني البشر.


شابٌ وسيم ممشوق القامة، حسن الطلعة و الطالع، مثابرٌ صادقٌ متفوقٌ بين أقرانه و إخوانه، سابق الزمن فسبق عُمُرَهُ، هذا الشاب عمل طياراً حربياً مقاتلاً في سلاح الجو الملكي الأردني، كان محترفاً متفوقاً في طيرانه و في حياته، أنجز الكثير رغم سنوات عمره الوجيزة، كان يقود طائرة من أعتى الطائرات في العالم المقاتلة المسماة (أف 16)، كان يوم يرتقي سلمها و يجلس في غرفة قيادتها يدعو ربه يا رب إني أحتسب نفسي عندك و يدعو ربه أن يرزقه الشهادة، فيأتي الفني المسؤول عن تجهيز الطيار للطيران و ينهي عمله و يحييه ثم ينطلق نسراً في أعالي السماء من مهمةٍ إلى أخرى، و فجأة ينكسر جناح النسر الراقي في السماء و يهوي من الأعالي ليقع داخل حضيرة الكلاب الضالة فلا منجد و لا مجيب، فيقع فريسة سهلة للكلاب التي تتناهشه و تفعل الأفاعيل من تعذيبٍ، إلى تجويعٍ، إلى تحقيقٍ الى الى الى و أخيرا تحريقٍ و قتلٍ و بشاعةٌ لا يتصورها عقل.


ذلك الشاب هو معاذ الأمة، معاذ البطولة، معاذ الشرف، معاذ الفداء، معاذ الكساسبة الذي كما قلنا سبق الزمن و سبق عمره ببطولته و شرفه و رجولته، معاذ الذي ما نام على جمر الضلال وما رقد على سرير الارهاب و كان مثال البطولة والفداء و الرجولة والشرف.


أخي الحبيب، أنت اليوم تمضي 27 عاما من عمرك و لكنك تمضي عيد ميلادك هذا العام عند رب العالمين في جنات خلد ان شاء الله، لم يسبق لنا أن احتفلنا بعيد ميلادك لكننا هذا العام سنحتفل إحتفالاً لائقاً بجلال قدرك و هيبتك، كلٌ منا قدم من مكانه أنا من العقبة حيث كنت أقوم بعملٍ هناك، جودت من عمان، و البقية كل من مكانه لنكون بجانب أم الوطن، أم معاذ، و سنقيم لك احتفالا بهياً يبدأ بالقران و ينتهي بالقران سنهديك ختمة من كلام الله لعلها تكون راحةً لك في مرقدك.


سلام عليك يا أخي أينما كنت، في العام الماضي مثل هذا اليوم كنت قد أتممت 20 يوما في خطبتك، عندها خطيبتك هي من احتفلت بك و لكن هذا العام تحتفل بك الملائكة ان شاء الله تهديك تحايا من أمك و أبيك و تبلغك السلام من زوجتك و تعطيك القُبل من إخوانك و أخواتك، آخ يا معاذ لقد آلمتنا جدا و لا زلنا بين مصدق و مكذب لما حدث تجوب بنا الأمواج يمنة و يسرة، و تقذف بنا الأقاويل و الأحاديث من كل جانب، يا معاذ لا زال جرحك ينزف غزيراً و لا زال مصابنا فيك غائراً، ولا ندري أين المفر و لا نعلم متى المقر، معاذ يا فارسنا لقد ترجلت سريعاً و جعلتنا ننظر إلى درب فرسك التي لم تعد من ساحة المعركة لعلنا نلمح طيفها و لكن هيهات هيهات أن نراها.


الكلام كثير و لكن القلم قد جف و العيون قد ذبلت و ماء العين قد انجلى، و جهد الجسد قد انبرى و لا حول ولا قوة الا بالله.


اللهم ارحم معاذ و تغمده بواسع مغفرتك و احشره مع الانبياء و الصديقين و الشهداء و حسن أولئك رفيقاً.


اللهم انتقم لمعاذ من كل متآمر و متواطئ معه و اخلفنا خيرا في مصيبتنا و لا تخذلنا بالدعاء يا الله


الفاتحة على روح شهيدنا البطل و لا تنسوه من خالص دعائكم في هذا اليوم المبارك و لا تنسوه من قراءة القران على روحه الشريفة.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد