المحراث الأمريكي يحط في السعودية

mainThumb

30-05-2015 04:39 PM

داعش يعني أمريكا ، وأمريكا تعني أيضا إسرائيل، وإسرائيل وأمريكا  ومعهما بريطانيا  ،هي التي إقترفت داعش  لتوظيفه في تحقيق مشروع الشرق الأوسط الوسيع أو الكبير أو الجديد لا فرق ، هذا المشروع الذي إجترحه الصهيوني الحاقد على العرب والمسلمين  د.بيرنارد لويس ، بعد أن  رأت أمريكا تأثير الحرب العراقية – الإيرانية ، وأرادت ضربة أخرى  إن لم تكن أكثر تأثيرا علينا ، فبنفس تأثير الحرب العراقية –الإيرانية  التي قسمت العرب قسمين وكذلك المسلمين ، إضافة إلى الشرخ العميق بين العرب والمسلمين.


وهذا يعني أن  داعش بات حصان طروادة لأمريكا على وجه الخصوص ، بدليل أنه يفرخ في أي مكان يراد له الوقوع في العبث حيث تسهل الأمور  على أمريكا للتواجد العسكري ، رغم أن أمريكا حاليا لم تعد تجرؤ على الظهور العسكري بعد أن تحرك الشعب الأمريكي ضد سيل  التوابيت التي كانت تصل من أفغانستان والعراق ، وتحمل في ثناياها الشباب الأمريكيين بغض النظر عن حصولهم على الجنسية الأمريكية أم لا ، علما أن غالبيتهم إن لم نقل جلهم من المرتزقة الموعودين بالحصول على الجنسية الأمريكية.


هذه الحالة كانت سابقا تنطبق على تنظيم القاعدة الذي أسسته أمريكا  عن طريق الملياردير السعودي أسامة بن لادن الذي ترك العز والجاه والمال  ، ولجأ إلى كهوف تورا –بورا في جبال أفغانستان ، وخدع - من خلال تنظيمات الإسلام السياسي  التي رأت  بوجوب تحرير مزارع الحشيش في أفغانستان – الشباب العربي والمسلم ، وشحنهم إلى أفغانستان ليحاربوا "الكفرة " السوفييت ،  مع أن الأقصى المبارك محتل منذ عشرات السنين ولم يتحرك لنجدته أحد، وبعد هزيمة الإتحاد السوفييتي  ، ولدت   كارثة  الأفغان العرب ، الذين حملوا السلاح وحاربوا  أقوى قوة في العالم وفي أصعب الظروف  وتلقوا العقيدة القتالية والإيمانية معا ، وهكذا بدأت المشاكل بعد عودة هؤلاء إلى أوطانهم ، ولا أظن أن ذلك كان من فراغ .


يبدو أن  صناع القرار في العواصم الثلاث وهي واشنطن ولندن وتل أبيب ، أرادوا  تغيير الأدوار بعد أن شاخت القاعدة ، وبات مطلوبا   تشغيل محراث جديد ، أطلقوا عليه إسم داعش "ISIS" وتعني بالعربية "  خدمات الإستخبارات السرية  الإسرائيلية".
من يراجع  مشروع الشرق الأوسط الكبير  ووثيقة "كيفونيم" وتعني الإتجاهات الإسرائيلية التي أقرتها تل أبيب في 11 حزيران 1982 ، يجد أن كل دولة عربية لها نصيب  من العبث الذي يقود بطبيعة الحال إلى التقسيم، ولم تكن السعودية رغم إعتدالها   المتناهي ، بمعزل عن العبث .


وقد فوجيء المراقبون بتقرير خطير نشرته  صحيفة الجورنال الإليكترونية الأمريكية مؤخرا ، يتحدث بالتفصيل الممل عن توريط السعودية ونقل العبث إليها والبدء بالمنطقة الشرقية ، لينتقل العبث إلى بقية مناطقها وتنتهي الأمور بتقسيمها.
وهذا ما يفسر قيام تنظيم الخوارج الجدد "داعش" بالبدء بالعبث في السعودية من خلال تفجير المساجد الشيعية في المنطقة الشرقية ، حيث المرسوم أن يرد الشيعة بتفجير مساجد سنية ، ثم يرد السنة وهكذا دواليك وتشتعل النار الإسرا – أمريكية في السعودية كما هو الحال في بقية البلدان العربية التي نشهد العبث يتجلى فيها ،ولسنا كاشفين سرا إن قلنا أن المغرب العربي سيكون بعد الخليج .


بعد تفجييرات البرجين الإرهابية في 11 سبتمبر على أيدي يهود واليمين الأمريكي ،ومباركة بن لادن لتلك "الغزوتين" جاء الأمريكان  فارعين دارعين إلى السعودية  وطلبوا من صانع القرار آنذاك ، أن تعلن السعودية عن علاقاتها بإسرائيل ، ويقوم وفد سعودي  بزيارة علنية ومتلفزة إلى القدس المحتلة  وإجراء محادثات مع مسؤولي "مستدمرة" مستعمرة إسرائيل ، وفتح سفارة وقنصليات هناك ، وكذلك الموافقة على إستقبال  وفد إسرائيلي علني ومتلفز وفتح سفارة وقنصليات إسرائيلية في السعودية ، لكن صانع القرار السعودي رفض هذا الأمر وقال أن "شعبنا لن يتحمل هذه الصدمة ، ودعونا نرقص تحت الطاولة  كما نحن ".


لم يقتنع الأمريكيون بما سمعوا وقالوا أن واشنطن كانت تقبل الرقص تحت الطاولة قبل  11 سبتمبر  ،أما بعد ذلك فإنها تريد الرقص المشخلل فوق الطاولة ، لكن صانع القرار السعودي أصر على رأيه ، وكان الرد الأمريكي- البريطاني أن شهدت السعودية عمليات إرهابية طالت المدنيين ، إلى درجة أن مسؤولا بريطانيا صرح أن عملا إرهابيا سيقع في الرياض يوم إثنين ، وبالفعل  تعرض مجمع سكني للوافدين في الرياض إلى العبث الإرهابي .


تعاني السعودية هذه الأيام من الكثير من الورطات أهمها  ما يجري في اليمن  وتبعات ذلك عليها ، وظهور داعش بأحزمته الناسفة في المنطقة الشرقية ، وبحسب تقرير  "الجورنال "الذي تحدثنا عنه ، فإن أمريكا  ستضغط  على السعودية لإفراغ خزائنها بحجة الحرب على داعش ومن ثم  تشتعل النار   فيها دون أن يطفئها احد.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد