صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - حالة من الإحباط والذهول أصابت أبناء الشعب الفلسطيني بشكل عام والرياضيين بشكل خاص في أعقاب إعلان رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب الجمعة عن سحب طلب تعليق عضوية "إسرائيل" في الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا", خلال اجتماع الجمعية العمومية.

الغضب العارم كان سيد الموقف في ردود الأفعال، وخصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال إطلاق حملات تندد بما قام به الرجوب.

وكان الطلب الفلسطيني ضمن جدول أعمال المؤتمر السنوي للاتحاد الدولي لكرة القدم في مدينة زيوريخ السوسرية, لكن الرجوب قال إنه تراجع عن هذا التحرك وسحبه بسبب ضغوط يومية مورست عليه من "إسرائيل".

#بيع_يا_جبريل

وقد أطلق نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" هاشتاق #بيع_يا_جبريل, إشارة لسحبه طلب تعليق عضوية إسرائيل.

ووصف بعض النشطاء الرجوب بـ"الخائن", لأنه بخّر أحلامهم, مطالبين بإقالته من منصبه كرئيس لاتحاد كرة القدم, ومؤكدين أنهم لن يقبلوا بالرجوب ممثلاً عن فلسطين في المحافل الرياضة الدولية بعد الآن, آملين أن تُعقد انتخابات لرئاسة اتحاد كرة القدم قريباً.

وقالوا: "لن نستغرب أبدا إن ذهب صوت فلسطين لمصلحة جوزيف بلاتر في الانتخابات، وليس للأمير علي بن الحسين".


وبجانب هاشتاق #بيع_يا_جبريل، أطلق نشطاء أخرون حملة #‏كلنا ‫#‏مع ‫#‏طرد ‫#‏الرجوب ‫#‏من ‫#‏اتحاد كرة القدم، و#كرت_أحمر_لجبريل_الرجوب.

وشبه بعض النشطاء ما حصل بنسخة فلسطينية من الفيلم المصري "السفارة في العمارة"، بدون مونتاج، وبجودة عالية!

ردود صحفية

مراسل قناة الكأس القطرية في قطاع غزة محمد النخالة, تساءل قائلاً: "الرجوب سحب طلب تجميد عضوية الاحتلال, هل هي صفقة معينة أم خضع لتهديدات؟!".

واعتبر النخالة أن الرجوب خذل الشعب الفلسطيني الذي كان ينتظر بشوق قرار تعليق أنشطة الاتحاد الإسرائيلي, مشبها إياه بالحكم الذي يشهر الكرت الأحمر في وجه اللاعب ثم يتراجع عن قراره ويستبدله بالأصفر!.

تعليق الإعلامي محمد النخالة

أما الإعلامي في قناة MBC مصطفى الأغا فكتب في تغريدة عبر حسابه على "تويتر": "العالم كان سيصوت ضد عنصرية إسرائيل في كونجرس الفيفا، والفلسطينيون هم من سحبوا طلبهم الذي لطالموا هددوا به #أمر_غير_مفهوم".

تعليق الإعلامي مصطفى الأغا

وقال وزير الشباب والرياضة السابق محمد المدهون: شعبنا الفلسطيني وأسرتنا الرياضية أصيبت بإحباط شديد ورفض قاطع لسحب طلب شطب عضوية (إسرائيل) في الفيفا.

الاتجاه المعاكس

في المقابل، قال الصحفي محمد غازي غريب عبر حسابه على "فيس بوك": ما تحقق في "الفيفا" هو إنجاز وليس انبطاح ولا هزيمة.

وأضاف "الرجوب رفع سقف مطالبه لأعلي درجة وهو طرد إسرائيل من "الفيفا"، ومعروف لدي الجميع أن هذا لن يحصل نهائياً، لكن "الزوبعة" مهمة جداً وكل العالم والاتحادات الرياضية والصحافة والرأي العام في العالم عرف أن في فلسطين احتلال، ومنتخبات، وأندية محاصرة، وأصبح مطلب الكل حرية الحركة والرياضة في فلسطين".

وتابع: "هذا هو الهدف الأساسي الذي ذهب من أجله الرجوب، أرى أن هذا انجاز مهم، والرجوب "لعبها صح".

سعادة إسرائيلية

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال معقباً على سحب الطلب: "أحبطنا وبجهود دولية محاولة فلسطين إقصائنا من الفيفا".

أما وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريجيف فقدمت دعوة للرجوب للاجتماع معها من "أجل ايجاد حلول للقضايا التي تشكل مدار خلاف بين الجانبين".

ورحبت بقرار الاتحاد الفلسطيني سحب طلب تجميد عضوية "إسرائيل" في "الفيفا"، مقدمة شكرها لرئيس المنظمة الدولية جوزيف بلاتر على جهوده لإيجاد "الحل الوسط".

كما رحبت نائب وزير الخارجية الإسرائيلي "تسيبي خوتوفيلي" بالقرار الفلسطيني، معربة عن تقديرها للجهود التي بذلها دبلوماسيو الوزارة بالتعاون مع المسؤولين في اتحاد كرة القدم من أجل "احباط المبادرة الفلسطينية".

وأضافت أن "إسرائيل ستتصدى في المستقبل أيضاً لجميع هؤلاء الذين يحاولون نزع الشرعية عنها".

في حين وجه رئيس الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم عوفر عيني كلماته للرجوب في زيوريخ، قائلاً له: "هيا نلعب .. ونحضن بعضنا".

وفي مستهل الرد الاسرائيلي، قال عيني: "أنا سعيد جداً لأن رئيس الاتحاد الفلسطيني سحب طلب تجميد عضويتنا".

يشار إلى أن الطلب الفلسطيني كان أحد القضايا المدرجة على جدول أعمال "الفيفا" على هامش انتخابات الرئاسة فيه، والتي أسفرت عن فوز رئيسه الحالي السويسري جوزيف بلاتر بولاية خامسة, رغم فضائح الفساد التي انتشرت في الفترة الأخيرة, وأدّت لاعتقال 14 مسؤولا من الاتحاد الدولي لكرة القدم. صفا