مريان في قبضة الاحتلال - د. هاني العقاد

mainThumb

29-06-2015 12:54 PM

مريان سفينة سويدية تقود اربع قوارب اخري الى غزة , ليس للتنزه او لبروبوغندا اعلامية او للتجارة  او للمغامرة فقط وانما تضامنا مع اهل غزة المحاصرة بلادهم منذ تسع سنوات دون امل في أن تطلق دولة الاحتلال سراح غزة يوما من الايام وتتركها تعيش بحرية كباقي العالم بلا ثمن تدفعه لدولة الاحتلال , عشرات المتضامنين من العديد من بلدان العالم الحر بما فيهم دولا عربية كانوا على ظهر السفيه لا يحملوا معهم سوي بعض الاحتياجات الرمزية لأهل غزة , لا يحملوا معهم سوي الحب لغزة والتعاطف معهم ضد ما تمارسه اسرائيل من حصار خانق تسبب في ازمات متناسلة وليس ازمة لا يستطيع الفلسطينيين على اثر هذا الحصار البناء والتطور وايفاء احتياجاتهم في النمو الطبيعي ولا حتى الاغاثي لمن دمرت بيوتهم في الحرب الاخيرة , لتبقي غزة بحاجة الى دولة الاحتلال وترفع يوما من الايام الراية البيضاء , ولا اعتقد ان الفلسطينيين يعرفوا هذا ,ولا يمكن لاحد منهم ان يرفع الراية البيضاء للاحتلال الغاشم فالاحتلال ليس له الا المقاومة بأشكالها المتعددة , وليس له الا ان تفضح اساليبه و ممارساته التي تندرج كلها في اطار انتهاك القانون الدولي الانساني .
 
اليوم اعترض سلاح بحرية الاحتلال  كما كان متوقعا في عرض البحر المتوسط اسطول الحرية (3) المنطلق الى غزة وسيطر على سفينة مريان التي ترفع العلم السويدي وأبلغ السفينة بأن البحرية الاسرائيلية سوف تسحب (مريان) الى ميناء اسدود الاحتلالي وهذا يعني ان اسرائيل نفذت قرصنة حقيقية على سفن الاسطول مما اضطر باقي السفن المرافقة للعودة الى حيث انطلقت , لتبقي (مريان) في قبضة الاحتلال يفعل ما يفعله احتلالها عل الدوام يلقي القبض على كل من اعتلى ظهر هذه السفينة متوجها الى غزة واتهام هؤلاء المتضامنين  بانتهاك القانون العسكري الإسرائيلي  المفروض على غزة منذ العام 1967 , اسرائيل تلقي القبض على مريان و تعتقلها و بالتالي اصبحت (مريان) في قبضة الاحتلال دون أي حماية دولية وهذا امر لا يقبله منطق ولا قانون انساني ولا قانون دولي ولا تقبله برتوكولات الملاحة البحرية .


(مريان) في قبضة الاحتلال الاسرائيلي مثلها مثل كل الفلسطينيين وهذا اكبر تضامن , (مريان) تشتم رائحة جيش الاحتلال النتنة كما يعاني الفلسطينيين منذ اكثر من 60 عام ومازالوا , (مريان) تفضح الاحتلال وتكشف كل اساليبه النازية التي لا يكترث بقانون دولي او رباني عندما يمارسها, لعل (مريان) حققت التضامن واوصلت رسائلها على اكمل وجه وعاشت الاحتلال بكل قذارته واضافت جريمة جديدة يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي بالإضافة الى جريمة (مرمرة)  في العام 2010  احدي اكبر سفن" أسطول الحرية"، الذي كان يحمل مساعدات لقطاع غزة، ويسعى لكسر الحصار المفروض على غزة ، مما أدى إلى استشهاد 9 نشطاء أتراك وإصابة آخرين. وأدى الحادث إلى توترات سياسية حيث استدعت تركيا سفيرها لدى إسرائيل واشترط رئيس الوزراء التركي رجب طيب أروغان تقديم اعتذار ودفع تعويضات لأسر ضحايا الهجوم لتهدئة التوترات, فهل تستدعي السويد سفيرها من تل ابيب وتخفض التمثيل الدبلوماسي الاسرائيلي ,هل هذا الحادث سيؤدي الى عدم انطلاق اي اساطيل تضامن مع الفلسطينيين من جديد ؟ لا اعتقد ان تتوقف اساطيل الانسانية من محاولة رفع الظلم عن المظلومين لان الانسانية لا تتوقف من مد يدها لمساعدة ضحايا الاحتلال يوما من الايام.


نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال علق اليوم على فعلة اسرائيل بأن اثني وامتدح جنود وضباط الجيش الاسرائيلي على التنفيذ الحازم والناجح لاعتقال النشطاء والمتضامنين على ظهر السفينة (مريان) وتمادي نتنياهو في تصريحاته بأن قال " لا يوجد شيء في هذا الاسطول سوي تظاهرة نفاق واكاذيب من شأنها ان تساعد حماس الارهابية وحسب, ويتجاهل كل الفظائع في منطقتنا " هذا هو وجه الاحتلال الذي يزور الحقائق ويدعي الكذب ويؤلف القصص اللاإنسانية التي يتبناها , وهذا هو الوجه الحقيقي للاحتلال الذي ينفذ قوانين الحرب والعسكر والذي يسطوا على كل تحرك مدني سلمي للتضامن مع ضحيته , لقد بات ضروريا الرد على فعلة جيش الاحتلال الصهيوني دوليا بمزيد من الاعتراف بالدولة الفلسطينية المحتلة وتشكيل المزيد من حملات كسر الحصار المفروض علي عزة وتنشيط المزيد من حملات المقاطعة الاسرائيلية الاكاديمية والاقتصادية والاعلامية وكل اشكال المقاطعة , لقد بات متوقعا بعد هذه الفعلة الاحتلالية ان نشاهد من شعوب العالم المزيد من الفعاليات  التي تكفر الاحتلال وتدين ممارساته القذرة وتطالب في نفس الوقت بضرورة انهاء الاحتلال الطويل وترك الشعب الفلسطيني يقرر مصيره ويعيش حياته كباقي شعوب العالم في دولة مستقلة , لقد بات متوقعا ان نسمع المزيد من الاصوات الدولية التي تنادي ايضا بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وانفاذ اتفاقية جنيف الرابعة و بروتكولات توفير الحماية للشعوب الواقعة تحت الاحتلال.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد