افطاري مع عائلتي .. شكرا

mainThumb

02-07-2015 04:51 PM

مبادرة "افطاري مع عائلتي" التي أبدعها ونظمها جهاز الأمن العام الأردني في عدد من السجون والتي بموجبها مكّن العديد من النزلاء من الإفطار مع عائلاتهم تستحق التوقف عندها بل والبناء عليها ويجب تقديم الشكر والتقدير لمن فكر بها ودلّ عليها خاصة أنها تأتي في أجواء الشهرالفضيل بما يمتاز به من أجواء عائلية حميمة وتسامحبين الناس.


تأتي هذه المبادرة لتؤكد أن الحس الإنساني لا ينبغي أن يغيب حتى لدى المسئول الأمنيلأنه يتعامل مع الانسان الذي حير بسلوكه جميع نظريات الإدارة فهو بكلمة واحدة فقط قد ينحرف عن المسارأو يصنع الإعجاز.


هؤلاء الذين يمر بهم رمضان وهم في السجون قد يكونونأخطأوا بحق غيرهم وبحق مجتمعهم لكن ذلك لا يعني أن يتم التعامل معهم بالنبذ او التخلي بل من الواجب أن نشعرهم بأننامعهم خاصة لمن يبدي سلوكا حسنا ويظهر الرغبة في أن يعود الى أسرته ومجتمعه وقدتخلص مما شاب مسار حياته إذ يقع الحدث أحيانا دون تفكر او قصد بل ربما جنت عليهم ظروف قاسية أجبرتهم على الانحراف عن جادة الصواب.


يثبت الأمن الأردني من خلال هذه المبادرة إحساسا رائعا بروح المسئولية التي لا تقوم على ممارسة السلطة بعصا غليظة بل يُشعر الجميع أنه على استعداد لتقديم مبادرات رائدةكالتعليم والتأهيل خاصة لمن انحرف مسار حياته صغيرا.


قبل أيام تفاجأ العالم بأسره بمشاهد مخجلة في سجن لبناني لأفراد من الامن العام وهم يعذبون مساجينهم ويهينون كرامتهم بعنف لا يصدق بل بنرجسية وتلذذ وبدا أن ذلك يحدث على أساس طائفي ليُحدث ذلك صدمة للمشاهد ولإدارة الدولةحيث لم ينفع بعدها اعتذارات او استقالات بل أطاح ما جرى بسمعة دولة بأكملها في العديد من المحافل الدولية وعلى العديد من المؤشرات التي تخص العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة الإنسانية.


ما حدث في لبنان لم يكن استثناءً بل حدث ويحدث مثله وأكثرفي كثير من السجون العربية وبالعرف التمييزي نفسه الطائفي والمذهبي خاصة في سجون سوريا والعراقوقد خرجت الكثير من المشاهد المعيبة التي تنعى الإنسانية في أبشع صورها بل أن المراهنةعلى التغيير بعد الاحتلال كشفت عن ممارسات أفظع بإدارة المبشرين بعراق جديد.


في مصر تبدو الكثير من الممارسات العنيفة والمهينة تمارس منذ زمن طويل وتبدو في معظمها أنها تتم على أسس حزبية او ايدولوجية والدولة تصم آذانها عن كل ذلك.


طبعا ما ذكرته هي مجرد أمثلة حيث ان شهرة بعض السجون العربية صارت عالمية بما يحدث فيها من تجاوزات وانتهاكات.


لا اعرف لماذا لا نذهب للإصلاح في بلادنا بإرادتنا وننتظر حتى يأتيالجبر من الخارج أو تهاجمنا منظمات حقوق الانسان وتقارير السفارات اليس الأولى أن نجد وسائلنا وأدواتنا الخاصة بنا في مراقبة شأننا المحلي وفي جميع المجالات بدلاً من أن نصحو دائما على فضائح تهزنا أمام العالم بأسره ولا نستطيع الدفاع عنها؟


فإلى القائمين على أمننا وخاصة إدارات السجون لدينا نرجوكم لا نريد أن نصحو يوما على صدمة-لا سمح الله-بمشاهدمشابهة في سجوننا وعندها لن يكون هناك ما ندعيه من تميز عن غيرنا بل هو مجرد شعارات تكذبها الوقائع على الأرض.


نتوقع المزيد من المبادرات التي تثبت ممارساتأجهزتنا الأمنية الإنسانية والقانونيةواختلافها عن غيرها في محيطها وأبعد منه وعندها ستجد كل الدعم والاحترام من الشارع قبل السلطة بل سنشد على يديها عندما تلاحق من كثرت سوابقهم ولم تنفع معهم سياسة الأمن الناعم وسنرفع عندها–معا-شعار"لا للتطاول على سيادة الدولة ولا للتجاوز على الأجهزة الأمنية".
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد