صحيفة السوسنة الأردنية

يصادف اليوم 17 رمضان ذكرى موقعة بدر التي حدثت في السنة الثانية من الهجرة النبوية الشريفة حيث نصرالله القلة المؤمنة الموحدة على أعدائهم من مشركي قريش .

 وعندما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلة المؤمنين وكثرة جيش المشركين وتكالبهم على المسلمين , حرض جنده المؤمنين على القتال ، وتأكد من حسن استعدادهم للمعركة ،ثم أخذ يدعو الله عز وجل رافعاً يديه إلى السماء حتى بان بياض إبطيه وأخذ يقول : يا رب نصرك الذي وعدت ، فإنك إن تهلك هذه العصابة ( المسلمون ) فلن تعبد في الأرض ، واستجاب الله لرسوله ونصر المؤمنون وكان يوم الفرقان .

 تذكرت هذه المعاني وأنا أرى أحوال جماعة من المسلمين وهم " الإخوان المسلمون " وقد تكالبت عليهم الأمم من عرب وعجم يريدون أن يجتثوا هذه الجماعة من جذورها ، لأنها تقف في طليعة جماعة أهل السنة المجاهدة التي تنادي بالحق والعدل وتنادي بالخير لكل الناس ، وتدعو إلى الله على بصيرة .

 في مصر بلد الأزهر ينقلبون على حكم الإخوان ويودعون رئيسهم المنتخب السجن ، ويحرقونهم في الميادين ويطاردوهم ويقتلوهم حتى في بيوتهم : وما قصة مقتل الإخوة أعضاء لجنة مساعدة أسر الشهداء العزل " الثلاثة عشر " في أحد المنازل ببعيدة ، ولم يستنكر أحد ذلك ، ناهيك عن أحكام الإعدام التي تصدر ضد علماء الإخوان وغيرهم من المثقفين في مصر .

 وفي اليمن يحاربون أهل السنة وعلى رأسهم جماعة الإصلاح التي تمثل الخط الإخواني المعتدل ، وكذلك الأمر في ليبيا حيث تساند دول الغرب وحلفائهم الضابط المنشق " حفتر " الذي يحارب كتائب الثوار في طرابلس وبنغازي الذين يعتنقون فكر الإخوان المسلمين .

 أما في العراق فهم يحاربون الإسلام عموماً ، وتصفى قيادات الحزب الإسلامي في العراق ، وتدمر بيوت أهل السنة ويقتل علمائهم ، وفي سوريا حدث ولا حرج عن قتل وإبادة لأهل السنة ولأي تيار أو فصيل يرونه يمثل الخط الإسلامي المعتدل .

وفي آخر صرعات الحرب على الإخوان البيان الذي صدر عن قيادة ما يسمى " تنظيم الدولة " يكفر حماس ويتوعدها بالويل والثبور ،ويهدد أفرادها بالذبح كما فعل بالمقاتلين الفلسطينيين المحسوبين على حماس في مخيم اليرموك ،ولا أدري لمصلحة من ذلك ؟والأمثلة على استهداف الإخوان كثيرة ،وليس آخرها ما يحدث في بلدنا حيث يحاول بعض الإخوة المفصولون من الجماعة سحب البساط من تحت الجماعة التي تربوا فيها ،مستقوين عليها بدعم من أجهزة الدولة المختلفة !

 أليس هذا استهدافاً للإخوان المسلمين ولكل من يرفع رأسه من أهل السنة ، يأتي هذا الكلام وهذا التحدي للمسلمين في ذكرى موقعة بدر،ولكن يجب نتذكر أن الله سينصر المستضعفين كما نصرهم في بدر.