يكرم المرء مخافة شره ! - أسعد إبراهيم ناجي العزام

mainThumb

06-07-2015 09:32 PM

كثيرا ما يُكرم شخص ما لتجنب شره وأذاه.وهذا الإجراء خطوة إجرائية وقائية عادة ما يقوم بها أشخاص ومسؤولين وحكومات على حد سواء.هنا في الأردن كثيرا ما يُلجأ لهذا الاسلوب بهدف إسكات بعض أصحاب الشرور وهنا أقصد أصحاب الشر والأذى السياسي اللفظي لا الجرمي .لقد دأبت بعض الحكومات المتعاقبة على ضم العديد من هذه الفئات المناكفة والمعارضة لها فكرا ومنهجا بين صفوفها بهدف إسكات أصواتها التي كانت تتطاول على بعض رجالات الدولة ومؤسساتها وتنتقدهم وتعيب عليهم عملهم وأدائهم.بل وفي بعض الحالات تجاوزها على كل القيم والثوابت الوطنية الأردنية.سابقا وقبل عام 2010 كانت تلك السياسة المتبعة ناجعة مع مثل هؤلاء الأشخاص وكان تعيينهم في مناصب وزارية يؤدي إلى وضع ذلك الشخص بالقالب الحكومي ومنحه دور وطني بارز وغالبا ما كان يحقق أؤلئك الأشخاص إنجازات كبيرة تسجل لهم،وما زلنا نتغنى بها للآن.وبذلك حققت تلك الحكومات نجاحات كبيرة في هذا المجال.وبهذا ينطبق عليهم صدر بيت الشعر الذي يقول:" إذا أنت أكرمت الكريم ملكته " ... فعلا فهؤلاء رجال وطنيين كرماء يريدون خدمة وطنهم وقيادته من خلال مناصب حكومية متقدمة ... وكان لهم ما أرادوا وقدموا للوطن والقيادة الكثير الكثير ... وكان لنا ما أردنا ... ولم تكن غايتهم معارضة مصالح الوطن ومصلحة قيادته والتآمر عليهما ... فكل التحية لهم.
 
أما بعد إنطلاقة ما يسميه أعداؤنا ب " الربيع العربي " وهو ما أسميه شخصيا ب " العهر العربي " مختلف تماما لأن تلك الثورات العربية العبرية حققت هدفا وحيدا ألا وهو الإنهيار الكامل في منظومة القيم والأخلاق.وكنتيجة طبيعة فقد بدأت الحراكات في الأردن كغيره من باقي الدول العربية الأخرى وإن كانت هناك خصوصية للأردن ... وبفضل من الله تعالى ومن ثم بسبب حكمة قيادتنا الهاشمية التي لم تكن تمارس الديكتاتورية مع شعبها،ولم يسجل عليها يوما بأن نظامها كان دمويا.فقد إستطاع الأردن بحمد الله تجاوز ذلك الإعصار المدمر الذي إقلتع أعتى الأنظمة العربية وأنهى وجودها للأبد وكأنها لم تكن.وخلال تلك الأحداث شهدنا وسمعنا وكسابقة خطيرة تحدث لأول مرة في الأردن أصواتا تجاوزت كل ما كنا نعتقد ونؤمن به بأنه خطوطا حمراء لا يمكن لأحد أن يتجاوزها أو يتعداها.
 
وبدأت ظاهرة التطاول على رجالات الوطن السياسيين بالتنامي يقوم بها أشخاص على شكل فردي أو جماعات وتجاوزت تلك الظاهرة اسلوب الكتابة والتشهير القصصي والمقالي على المواقع الإلكترونية وعلى مواقع التواصل المجتمعي لتصل إلى الإعتصام أمام منازل بعض الشخصيات ورجالات الدولة بقصد الإساءة إليها والنيل من كرامتها مما أدى إلى وقوع صدامات ومواجهات كادت أن توقع البلاد بفتنة كبيرة طرفيها العشائر الأردنية.
 
ومنهم من ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك متجاوزا على كل مبادئنا وقيمنا وثوابتنا الأردنية الأصيلة,حيث ظهرت هناك أصوات تعلو شيئا فشيئا تطالب بالعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص وبالإصلاح السياسي ليتطور الأمر وتأخذ المطالب منحى آخر خطير جدا لم نشهده من قبل.وعلا ذلك الصوت مجاهرا علنا وصراحة بدون خجل أو وجل في شوراعنا بالمطالبة بتغيير نظام الحكم من ملكي إلى جمهوري والمناداة بإقامة الجمهورية في الأردن. ومع ذلك فقد أعيد إتباع تلك السياسة لإرضاء زعماء وقادة تلك الحراكات وإستمالتهم وإغرائهم بالمناصب والمال وفرص العمل في القطاعين العام والخاص.وقد لُجأ من جديد إلى تطبيق سياسة الإسترضاء أذكر منهما مثالا على الحالتين اللتان تم ذكرهما وهما:أولا:على الصعيد الجماعي:
فقد تم تعيين الزعيم وقائد الحركة التي كانت تنادي وتنعق في شوارعنا وتطالب بتغيير نظام الحكم من ملكي إلى جمهوري بمنصب وزاري.ثانيا:وعلى الصعيد الفردي:
 
تم إسترضاء الشخص الذي كان يعتصم أمام منازل الشخصيات ورجالات الدولة الأردنية بوظيفة حكومية مساعدا لأمين عام في إحدى الوزارت الخدمية والإغداق عليه بالمال ومنحه رخصة قناة تلفزيونية فضائية.وهذه السياسة أثبتت فشلها الذريع ولم تحقق أي نتائج كما حققتها سابقا بل كانت النتائج عكسية تماما زادت من تفاقم الوضع سوءا نظرا لبذاءة هذه النوعية وسوداوية الأفكار التي تحملها تجاه الوطن والقيادة.وأسوق إليكم دلائل وإثباتات فشل تلك السياسة وهي:*في الحالة الفردية التي منح المستفيد منها رخصة بث قناة تلفزيونية حيث تم فتح الفضاء الإعلامي أمامه واسعا ليصل إلى كافة أرجاء المعمورة. فما كان من ذلك الشخص إلا أن رفع من سقف مطالبه من إنتقاد الشخصيات ورجالات الدولة إلى بثه حلقة على قناته الفضائية الخاصة المملوكة له،أساء خلالها إلى نظام الحكم في الأردن.وإطال اللسان على مقام جلالة الملك وسب جهات رسمية وتم تحويله إلى محكمة أمن الدولة بتهمة تقويض نظام الحكم.أما في الحالة الثانية الجماعية فقد أثبتت فشلها أيضا وإن لم نعد نسمع صوت ذلك الوزير جهارا لإنتقاله من مرحلة الشوارع النظرية إلى مرحلة الوزارة للتطبيق العملي بسبب ما منحه ذلك المنصب من سلطة وظفها لخدمة أفكاره الهدامة يمارسها ضد كل من يدين بالولاء والطاعة للقيادة الهاشمية.ومن بعض ممارسات ذلك الوزير ما يلي:
1-عداء هذا الوزير لكل إبن عشيرة تدين بالولاء والانتماء لهذا الوطن وقيادته الهاشمية بإقصائهم عن وظائفهم,وتجريدهم من حقوقهم المكتسبة (وظيفيا، وماليا ) بقصد توجيه وتغيير مسارات إنتماءاتهم وولاءاتهم إلى غير وجتهها الشرعية والطبيعية التي ورثوهما عن آبائهم وأجدادهم.2-بروز أشخاص جدد أصبحوا يقلدوه في نهجه ويتبعون اسلوبه ومن أقاربه،لأن هذا النهج أثبت جدواه وأضحى الطريق الأقرب والأقصر والأضمن للظفر بالمنصب الوزاري.ولعل هذا ما يفسر الظاهرة التي برزت في وزارته وتمثلت شخصيا بإبن عمه الذي كان يشغل وقتها مديرا لمديرية الإتصال والتعاون الدولي بقرار منه.
 
ففي تاريخ 10/8/2014 قام ذلك الموظفي الحكومي بإتهام جلالة الملك بتقصيره بخدمة الأردن وعدم إكتراثه وإهتمامه به وذلك من خلال الكتابة على صفحته الفيس بوكية ما يلي:" سؤال ليس بريء من هانت عليه الحجاز الشريف مكة والمدينة وتركها هل سيقيم وزن لمكان أخر؟ ".وبتاريخ 18/8/2014 قام ذلك الموظف في الوزارة بالتطاول على مقام جلالة الملك متهما وناعتا جلالته وحكومته بالفساد أمام بعض موظفي الوزارة بقوله:" ان الملك فاسد وحكومته فاسدة "وقد تم إنهاء المشكلة والتستر عليها وحفظها بفضل وبجهود الوزير بالرغم من وجود شكوى قدمها أحد موظفي الوزراة بحقه بعد أن أقنعوه بالتنازل عن شكواه.وبتاريخ 30/11/2014 قام معالي الوزير بترقية إبن عمه من مديرا لمديرية الإتصال والتعاون الدولي إلى تعيينه مستشارا إعلاميا له بعقد 1500 دينار ومكافأة شهرية 350 دينار وإنتدابه للعمل في مؤسسة إعلامية حكومية كضابط إرتباط بمكافأة شهرية أيضا يتقاضاها من تلك المؤسسة.ناهيكم عن تقاضيه مبلغ شهري عن كتابته في إحدى الصحف الأردنية اليومية.وبتاريخ 22/6/2015 عاد المستشار الإعلامي لمعالي الوزير (إبن العم) المُكافأ على تطاوله وإساءاته السابقة مجددا بإطالة اللسان على مقام صاحب الجلالة على نفس الصفحة بكتابة المنشور التالي:" قررت ان أتحول للمذهب الشيعي وأقوم بعمل جيب مقاوم في الجنوب الاردني للعدو الصهيوني لان النظام ممثلا بالملك وزمرته الفاسدة قد تجاوز كل الحدود ولا نعرف أين يأخذ الاْردن،وسنتحالف مع كل ما يخدم القضية الوطنية الاردنية بعيدا عن تحالفات النظام السافلة".قال تعالى : ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا ( 83 ) فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا ( 84 ) صدق الله العظيم.وهذه الفئة ينطبق عليها عجز بيت الشعر السابق : " وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا "وعليه فهنا لا بد لنا من الإشارة إلى بعض الحقائق التي لا يمكن لأحد تجاهلها وهي:
 
1-إن سياسة الإسترضاء بحق المتطاولين فعلا وقولا على الدولة الأردنية ورمزها جلالة الملك ورجالاتها لم تعد تجدي نفعا بعد هذه التجربة.2-تعمل هذه السياسية على تشجيع الأشخاص وخصوصا الهاوين للمناصب الوزارية وهم كثر على إتباع هذا النهج وبالتالي سنصبح امام جموع غفيرة تسب وتشتم لكي يتم إسكاتها وإرضائها بمنصب وزاري.وأنَا لنا ذلك؟3-الرجال الأوفياء المخلصين والذين لم يعرف عنهم إلا دفاعهم ووقوفهم دائما إلى جانب الوطن والقيادة وولائهم وإنتماءهم للوطن والنظام ماذا سيكون شعورهم؟وأين مكانهتم وما هو مستقبلهم وخصوصا عندما يقعون تحت سلطة وتجبر أعداء الوطن والقيادة كما يحصل الآن في إحدى الوزارات؟4-الظاهرة آخذة بالإزدياد والتوسع فلا بد من القضاء عليها بوضع المتطاولين على الوطن والقيادة على القائمة السوداء ويحرم على أتباعها تبؤ أي منصب حكومي وخصوصا المتقدمة منها.وهنا أستشهد بقول أحد النواب الحاليين خلال مأدبة إفطار خلال هذا الشهر الفضيل عند سؤاله عن هذه الظاهرة تحديدا حيث عزا توسعها وإنتشارها بقوله:
" إن تعيين ( فلانا) وزيرا هو الذي جرأ هذه الفئة على التطاول علنا على مقام صاحب الجلالة " ... وقصد النائب هنا ذلك الوزير الذي كان يطالب بإقامة الجمهورية في الأردن وتم تعيينه وزيرا ... حيث ذكر إسمه واسم وزارته.5-هل سنبقي ننتظر ذلك الوزير إلى أن يهتدي ويعود إلى جادة الصواب من تلقاء نفسه ؟؟؟6-لا يمكن تجاهل ما يجري بتلك الوزارة الذي ما زال وزيرها يعيث فيها فسادا وإفسادا يوما بعد يوم منذ تاريخ 21/8/2013 ولغاية اليوم.7-تجاوزا لما آلت إليه تلك الوزارة من تراجع كبير جدا جدا في القيام بمهامها وواجباتها بسبب السياسة الفاشلة التي يتعبها الوزير إذ أنه لغاية اليوم ومنذ 22 شهرا لم يمنح الموظفين مسميات وظيفية ومهام وظيفية ... فكيف للوزارة أن تعمل وتؤدي الغرض الذي وجدت من أجله.8-من يسب الذات الإلهية نهارا جهارا داخل الوزارة وعلى مسامع الموظفين وبعض المراجعين ... ومن ينعت الرسول الكريم عليه أجمل الصلاة والتسليم " بالقرد " وأستغفر الله العظيم على ذلك،فكيف سيحترم ويقدر بشراً؟؟؟9-كيف يمكن تجاهل من لا يحترم مشاعر المسلمين ولا يقيم وزنا لدولته المسلمة وأركانها بإنتهاكه لحرمة شهر رمضان الفضيل في وزارة ومبنى حكومي وبوفيه مكتب معاليه لا يغلق أبدا في رمضان ... حيث يمضي جُل وقته في مكتبه الصغير الذي دله عليه مدير مكتبه الوفي لممارسة معصية الله فيه.وتناوله القهوة والشاي والدخان في نهار رمضان وخلال أوقات الدوام الرسمي؟؟؟10-ما الحكمة من الإبقاء على مثل هذا الوزير وهو يسيء إلى قيادة الوطن وإلى جميع مكونات الدولة الأردنية العشائرية والعسكرية وسماحه بالتطاول على بشاوات الجيش وتسميتهم ببشوات بساطير ... هل تناسى هذا الوزير أن صاحب الجلالة الهاشمية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة؟؟؟ أم أن " الطبع قد غلب التطبع " وأن هذا دليل آخر على أن ذلك الوزير ما زال يؤمن بما كان ينادي به الشوارع ويطالب علنا بتغيير نظام الحكم إلى جمهوري؟؟؟11-وهل بعد الكفر ذنب ؟؟؟
 
قال تعالى:﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾صدق الله العظيم.12-قام الوزير كما نشر بإنهاء عقد إبن عمه مستشاره الإعلامي وذلك بعد ان قامت جريدة الغد بالإستغناء عن خدماته بمحاولة منه لإنقاذ رقبته وتنصله من المسؤولية التي يتحملها كاملة ... وليس من باب العقاب والمجازاة عن الذنب الذي إقترفه إبن عمه بحق قيادتنا الهاشمية ... لأنه سكت عن إساءاته المتكررة وكافأه عليها بتعيينه مستشارا إعلاميا.حيث أن قرار الجريدة بفصل ذلك الكاتب كان في 23/حزيران/2015 وقرار الوزير أتخذ في 24/حزيران/2015 أي بعد مضي يومين على كتابة المنشور ويوم على قرار الجريدة. والسبب في هذا لأن الموضوع خرج من بين يدي الوزير إبن العم ولم يعد ممكنا التعتيم عليه بسبب تناول المواقع الإلكترونية له ... ولو انه ظل أمرا داخل الوزارة كما حصل سابقا لبقي الحال على ما هو عليه ويمكن ان ينسب الوزير بتعيينه أمينا عاما للوزارة مكافأة له.13-ومن المناسب التذكير ومن الحكمة الأخذ بقول الصحابي الجليل عمرو بن العاص:
 
" إن سقوط ألف من علية القوم ... لأخف ضررا من إرتفاع أحد من السفلة "


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد