لمن تصهل خيول الاردنيين ؟

mainThumb

15-07-2015 06:41 PM

تساورني شكوك كثيرة  فى أن فترة المران الديمقراطي التي اجتازها الوطن ,لم تفلح كثيرا في اعادة وتاهيل منتج وطنى حزبى  او غيره نستطيع الاعتماد  عليه  كنموذج من قادة المستقبل  الذى يستطيع قيادة دفة الوطن او على الاقل المشاركة السياسية فيه سواء من خلال النخب الحزبية ,او ذات الاتكاء العشائري ,وسنبقى نرزح الى فترة طويلة ونحن نعيش المناكفات  والممحاكات  ومحاولة جر البلاد الى ما لا يحمد عقباه .
 
قبل أيام تم احباط مخطط يهدف الى زعزعة امن الاردن ,واتهمت المصادر الامنية احدى ميليشيات  دول الجوار   الاسلامى  انها تقف وراء الحدث ,وقد حمد الله الناس على احباط هذا المخطط الذي لم نكن نعلم ماذا  لو لاسمح الله تم تنفيذه ان يحدث للوطن ,الذي لا يحتمل هزة امنية  واحدة للظروف  القاسية والصعبة التي يعيشها الوطن والمواطن  حاليا ..
 
ونسمع بان سفير تلك الدوله يتناول طعام الافطار عند ثلة من الاردنيين في مادبا ,وكان الامر لا يعني الناس هذه لا من قريب ولا من بعيد ,بل الهدف لفت الانظار و التسلق وقت المحن للوصول الى غايات واهداف معروفة .
 
وفي الكرك حدث ولا حرج ,يتم سرح الخيول واستقبال قيادات حزبية في بيت نائب سابق او  معارض  كما يحلو له ان تطلق هذه الجماعات على هذه النوعية ,وبطريقة اشبه باستعراض ميليشيات لبنان ,وكان الهدف منها ايصال رسالة للدولة  اننا نحن هنا ,غير ان الرسالة كانت  باهتة ومحاولة لذر الرماد فى العيون.
 
 غير انه يبدو  لى ان العمل السياسي في الاردن اصبح استعراضا فولكلوريا  اكثر منه عملا وطنيا صادقا من اجل مصلحة الوطن  والمواطن ,ومن,هنا نجد  أن هنالك  تعمد في تقاطع تام مع توجهات الدولة الاردنية الرسمية التي تتناغم مع الواقع الاقتصادي المر الذى  تعيشه هذه الايام  البلد ,رغم تمسك الدولة  بثوابتها الوطنية وتلقيها  سهام حاطبى الليل   من البعض الذين يريدون للدولة ان تكون مطية لتوجهاتهم  واجنداتهم الخارجية .
 
لا يجوز ان ندفن رؤوسنا  فى الرمال ونسلم بما يقوم به افراد لا يمثلون سوى انفسهم متكئين على استدعاء جزء من  العشائريه التى اصبحت جاهزه للمساهمة فى اى خطوات غير محسوبة , فهل ادرك  هؤلاء  النفر  خطورة خطواتهم  من استقبال زعماء كتائب الرواد الى  ولائم افطار لسفير يجوب البلاد ويسلم جوائز لابناء الشهداء ويحتفل بيوم القدس  ؟!.
 
ليدرك هؤلاء وغيرهم ان الاردن لن يكون مخرجا لتصدير أزماتهم الداخلية والبنيوية  وأن اللعب على الساحة الاردنية له محاذيره وان التغول على الدولة  واستغلال مساحة هامش الحرية للعبث  والمناكفة لهو خروج عن المألوف الذى اعتاده  المواطن الاردنى  ولا يعنى بحال من الاحوال ان الدولة ضعيفة لكن الدولة تريد أن توجه رسالة مفادها أنها لا زالت تتعامل مع الحدث بصورة حضارية وضمن ضوابط الدستور والقانون وهذه رسالة عن سر قوة الدولة الصامتة ولهذا لا يضير الدولة الجماعات  التى وجدت ضالتها من خلال شامتين او معارضين كما يحلوا لهم ان يوسموا انفسهم بعمل وجبات افطار وولائم  هنا وهناك  نقول لهم  ان تبقى خلافاتهم مع  الدولة فى اطار مربع العمل السياسى  دون تجاوزه, وعلى الجميع الانحياز للوطن  وادراك ما يحيط بالوطن من تهديدات  ومخاطر وأن لا ننسى نعمة الامن والامان  التى يحسدنا عليها الاخرين .
 
وأن لا يبقى البعض يعيش فى دائرة التشكيك والسوداية والتنظير  وفى اطار راديكالى من  الرغبة المكبوتة فى فرض الوصاية الفكرية  على الاخرين ففى هذه الحاله يساورنا الشك فى امانة هذه الفئه  على مستقبل الوطن وهنا تصدق مقولة وطن لا نستطيع أن نحافظ على وحدته وانجازاته  وقيادته لا نستحق العيش فيه.
 
 
•       استاذ العلاقات الدولية والاستراتيجية – جامعة نايف الامنية


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد