قراءة في رؤية الإدارات الجامعية الجديدة التكنووجيا .. مثالا - أ.د. عدنان المساعده*

mainThumb

26-07-2015 01:42 PM

أما وقد إنتهى ماراثون التنافس على رئاسة ثلاث جامعات حكومية أردنية التي إنتهت فترة رؤسائها السابقين الذين اجتهدوا وخدموا الجامعات بكل همة وعزيمة ونقول لكل واحد منهم بارك الله بجهودكم ولو دامت لكم لما آلت لغيركم وستبقون تحظون باحترام زملائكم.
 
والآن هذه الجامعات الثلاث أمام مرحلة جديدة سيتم من خلالها البناء على الجهد التراكمي الذي تم إنجازه، فجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية التي تحظى بسمعة طيبة على مستوى الوطن وعلى مستوى جامعات الإقليم تدريسا وبحثا حيث صدرت الإرادة الملكية السامية في الثامن من تموز الشهر الجاري بتعيين الأستاذ الدكتور محمود الشياب رئيسا لها... فالدكتور الشياب أستاذ أكاديمي وطبيب أطفال متميز وله سيرة أكاديمية وشخصية محترمة ونظيفة فقد إلتحق بالعمل بالجامعة منذ مايزيد على عشرين عاما استاذا مساعدا ومن ثم استاذا مشاركا فاستاذا في كلية الطب وتدرج في مواقع عدة من أهمها مديرا للدائرة الطبية في مستشفى الملك عبد الله المؤسس الجامعي ومديرا للمستشفى ونائبا لرئيس الجامعة ووزيرا للصحة ورئيسا لجامعة عمان العربية وعضوا في مجلس التعليم العالي وعضو مجلس أمناء في عدد من الجامعات وهو الآن عضو في مجلس أمناء جامعة اليرموك... كل هذه المواقع المهمة والخبرات التراكمية ستكون عونا وقوة للدكتور الشياب في قيادة رئاسة جوهرة الجامعات في برامجها المستقبلية القائمة على التخطيط العلمي المدروس لتحقيق المزيد من الإنجاز والعطاء سيما وأن نهج الدكتور يقوم على إحترام العمل المؤسسي والإلتزام بالأنظمة والتعليمات وتقدير الإنجاز والإستماع إلى الرأي الآخر بإنفتاح وموضوعية وإنصاف وتقييم الإنجاز بحرص المسؤول المتابع ميدانيا والإطلاع عن كثب على أرض الواقع دون الإلتفات إلى الإستعراض والكلام الذي ينافي الواقع. كما أن لدى الدكتور الشياب برنامج عمل يقوم على مراجعة إستراتيجية العمل في الجامعة وتنفيذها بروح العمل الجماعي القائم على الإلتزام بالواجب ليقوم كل مسؤول وموظف بواجبه خير قيام بالدور المطلوب بوضوح وشفافية وترسيخ مفهوم العمل والضمير المؤسسي المسؤول الذي يضع الجميع كلا أمام مسؤولياته لتستمر هذه المؤسسة في تحقيق المزيد من النجاحات والبناء على المنجز التراكمي، والعمل أيضا على تطبيق الحاكمية الرشيدة والجودة في التعليم. كل هذه المؤشرات تعكس صدق التوجه لدى رئيس الجامعة في تعظيم كل أمر ايجابي تم إنجازه ومعالجة ومراجعة أي خطأ وتصويبه دون الإنتقاص من الجهد التراكمي أو التقليل من شأن المنجز الذي بذلته إدارات الجامعة السابقة التي إجتهدت فأصابت في بعض الأمور فكان لها أجران وربما تكون قد أخطأت في بعض الأمور فكان لها أجر واحد.  
 
 
الدكتور الشياب وكما هو معروف عنه هاديء الطباع ومتأن وغير متسرع ويقرأ الامور بعمق وتمحيص ويلتزم بالأنظمة والقوانين وهو مستمع جيد لكل رأي يصب في الصالح العام، وهو يرفض كل الأمور التي تفوح منها رائحة الذاتية والأنانية والشللية وتحقيق المكاسب النفعية وإن كانت مغلفة بالإلتفاف على القوانين والأنظمة حيث يؤثر ذلك على الموارد المتاحة التي يجب أن تدار بحكمة وأمانة مع إيقاف كل هدر غير مبرر فالمسؤولية عطاء لا أخذ وتفان ونكران للذات. 
 
وإذا كان هذا هو التوجه الذي يتبناه الدكتور الشياب الذي يتمتع بسيرة وسمعة محترمة فالواجب يقضي الآن لنعمل معا أعضاء هيئة تدريس وعاملين ونكون سندا وعونا لرئيس الجامعة في نهج عمله المؤسسي في إدارة مرافق الجامعة وملفاتها المتعددة لتستمر نهضة وتقدما، وأن ننظر للأمور بإيجابية وتفاؤل ولا نلتفت إلى بعض الأصوات التي تسئء وتفت من عزم هذه المؤسسة الرائدة والناجحة التي تحاول النيل من سمعة المخلصين والمتفانين في صدق عملهم الذين ترفعوا عن كل مكسب شخصي وآثروا ذلك على أنفسهم لتحافظ على هيبتها وقوتها مترفعين عن الأمور الشخصية إن وجدت ولنضع مصلحة المؤسسة فوق كل إعتبار قولا وفعلا كل في موقعة لأن المؤسسة بحاجة إلى كل جهد ولكل مسعى فيه خير الجامعة وعلينا جميعا أن نكون مع جامعتنا وفي خندق وطننا وأن ندعم زميلنا رئيس الجامعة والعمل معه بروح الفريق الواحد. وهذا يتطلب أن يكون الجميع متفانيا في عمله ويقوم بالواجبات الملقاة عليه بأمانة وصدق لأن العمل الحقيقي يتمثل بالإنجاز دون تسويف أو تأجيل وتغليب مصلحة هذا الصرح العلمي الوطني الشامخ دون الالتفات إلى مطمح ذاتي،  فلا يعقل أن يكون هناك إبتزاز للمؤسسة قائم على الأخذ فقط دون تقديم العطاء حيث انه ليس من صالح العمل المؤسسي ان يمارس البعض الفردية والأنانية وتغليفها باسم مصلحة المؤسسة ويشوه صورة فلان أو فلان دون وجه حق ليبين أنه الأكثر حرصا ودراية وفهما للأمور ناسيا أو متجاهلا وجود الكثيرين ممن يتمتع بقدر كبير من الفطنة والذكاء والأمانة ويحمل في وجدانه ضميرا مؤسسيا مسؤولا ويمتلك القدرة على التمييز بين الغث والسمين ويدرك ان  الحقيقة هي ضالة المؤمن أينما بحث عنها وجدها وهي ليست حكرا على أحد. فجوهرة الجامعات بيتنا جميعا وواجب المحافظة على هذا البيت نظيفا قويا مسؤوليتنا جميعا لتبقى الصورة ناصعة البياض وأكثر بهاء وإشراقا. 
 
 
 
وبالنسبة للجامعة التي حملت إسم أغلى الرجال حسيننا العظيم " جامعة الحسين" الذي تولى رئاستها الزميل الأستاذ الدكتور علي القيسى حيث يحظى هو الآخر بسيرة أكاديمية ثرية فقد تولى منصب عميد كلية الصيدلة في الجامعة الأردنية ونائب رئيس في جامعة البلقاء، وعليه مسؤولية كبيرة للنهوض في هذه الجامعة الوطنية التي تعاني من عدم وجود الدعم المالي الكافي وهو تحد كبير أمام زميلنا الدكتور القيسي ونأمل ان يكون النجاح حليفه في إنجاز ملفات جادة في مجال التدريس الجامعي والبحث العلمي والإيفاد لأن هذه الجامعة معقود عليها الأمل أيضا لتنهض في خدمة المجتمع المحلي وتنميته في هذا الجزء العزيز من وطننا الغالي ولتكون بحق جامعة قادرة على الخوض في غمار التنافس الإيجابي الذي ينهض بمقدراتها لتعمل مع جامعات الوطن في تخريج الكفاءات المؤهلة تدريبا وعلما ولتتحقق كافة الأهداف التي أنشئت من أجلها تنشر العلم والخير وتبث العزيمة في نفوس أبنائنا الطلبة بسخاء وعطاء في جميع أرجاء أردننا الغالي.
 
 
أما اليرموك الجامعة فلها مكانة خاصة في القلب حيث كنت أحد خريجيها في عام 1983، فلديها إنجازات متراكمة منذ تأسيسها في عام 1976 حيث تولى رئاستها آنذاك أكاديمي متميز ومرموق دولة الأستاذ الدكتور عدنان بدران ومرورا بإدارات متعاقبة وصولا إلى ا.د. عبد الله الموسى الذين ساهموا في ترك بصمات واضحة، والآن اليرموك الجامعة أمام مرحلة جديدة برئاسة الزميل الأستاذ الدكتور رفعت الفاعوري المختص في العلوم الإدارية الذي شغل منصب عميد ونائب رئيس ومواقع هامة في منظمات إدارية على المستويين الإقليمي والدولي حيث يمتلك رؤية أيضا لمتابعة المشوار سيما وأن جامعة اليرموك قد توسعت أفقيا في برامجها بإستحداث تخصصات الهندسة المدنية والطب والصيدلة، ونأمل أن تستمر هذه الجامعة في تقدمها وفي التغلب على التحديات وحل الصعاب لتستعيد الجامعة إستقرارها المالي الذي سيرفد الجامعة في تطوير البنية التحتية المطلوبة لكليتي الطب والصيدلة وإقامة مستشفى تعليمي وخدمي يسهم في تطوير الخدمات الصحية إلى جانب المستشفيات الجامعية ومستشفيات المملكة في القطاعين العام والخاص سيما وأن سمعتنا في المجال الطبي أصبحت والحمد لله عالية ولها شأن كبير. 
 
 
وللحقيقة، فإن الكرة الآن ليست في مرمى رئيس الجامعة وحده كما أن النجاح لا يرتبط في شخص رئيس الجامعة وحده، بل في مرمى كل واحد منا مدركين أن هذه الجامعات هي جامعات للوطن كله والواجب أن نسعى جميعا لإنجاحها في تحقيق رسالتها وأهدافها لتبقى فخر الوطن ولتبقى حاضنات وعي وفكر ومنارة علم وتقدم ونهضة كما وصفها جلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه، ومبارك لجميع الزملاء الثلاثة ثقة جلالة سيد البلاد وندعو الله أن يعينكم على تحمل امانة المسؤولية لتستمر قافلة النجاح  دون الإلتفات إلى الوراء، وحمى الله الأردن إنسانا ومقدرات ودامت قيادتنا الهاشمية العظيمة التي تمضي بنا نحو الرفعة والإزدهار وبناء الأردن الأنموذج لتبقى أسواره عالية قوية وعلى كل صعيد.
 
 
  * أستاذ جامعي/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد