عن التجاذبات في رابطة الكتاب الأردنيين - علي طه النوباني

mainThumb

27-07-2015 12:44 PM

كثر الحديث عن أن جزءاً من أعضاء رابطة الكتاب الأردنيين يدعون إلى فصل السياسة عن الثقافة، وكثر المتحدثون ما بين متعقل يستشهد بأقوال الفلاسفة والمفكرين، وغاضب يصف أصحاب الدعوة الآنفة بأقذع الصفات على مواقع التواصل الاجتماعي من مثل: هوام الأرض، الضباع، الخ... وهم في نهاية المطاف؛ يستخلصون نتيجة مفادها أن هذا يعكس تغلغل أصحاب النفوذ والسلطة في أوساط الرابطة لحرفها عن مسارها.
 
وحقيقة الأمر أنهم يطرحون حكاية، أولها غير صحيح، وآخرها غير صحيح، فالرابطة أصلا هيئة ثقافية أردنية تعلن أهدافها الثقافية والإبداعية في نظامها الأساسي وعلى موقعها الإلكتروني على النحو المدرج في نهاية هذه المقالة حرفاً ونصاً.*
هذا ما هو مكتوب على الورق، أما الواقع فهو أن عدداً من الأحزاب والقوى السياسية في الساحة الأردنية، تحاول الهيمنة على الرابطة لتكون ذراعاً سياسيا لها على الرغم من أن الأصل أن تؤثر الرابطة في الأحزاب أكثر مما تتأثر بها. وهكذا تصحو هذه الأحزاب من سباتها كل عامين؛ لتبدأ بوضع الخطط والتحالفات للحصول على أكبر تمثيل ممكن في الهيئة الإدارية للرابطة، ولتؤكد من خلال هذا التمثيل على مجموعة من المواقف والشعارات التي تتبناها بغض النظر عن موقف السواد الأعظم من أعضاء الرابطة  الذين  هم  أعلى سلطة فيها نظرياً.
 
الغالبية العظمى من النقابيين والحزبيين الذين يقومون بهذا الدور في الرابطة هم أعضاء في نقابات أخرى، وقد حققوا في نقاباتهم مكتسبات عديدة: حدود دنيا مرتفعة نسبيا للرواتب، إسكان، تقاعد، وغير ذلك بما فيه البنى التحتية لنقاباتهم من مباني وتجهيزات وغيرها. وهم بهذه التجاذبات التي يضعون الرابطة فيها، يَحرمون السواد الأعظم من أعضائها من تحقيق مكتسبات تساعد الكاتب في تحقيق استقلالية موقفه، وتعزز قدرته على تطوير إبداعاته التي انتسب أصلا للرابطة على ضوئها، ويكفي هنا أن نقول بأن الرابطة الأم ما زالت تقيم في مقر مستأجر، ولا يتمتع أعضاؤها باي امتيازات على الإطلاق. 
 
وقد ذهب الأمر إلى أبعد من ذلك، فعندما وصل أولئك النقابيون والحزبيون إلى الهيئة الإدارية في الرابطة، قبلوا عضوية عدد كبير من الأعضاء على ضوء مواقفهم السياسية أو عضويتهم في بعض الأحزاب أو الجماعات السياسية؛ دون أن يكون لهم أي نتاج إبداعي، لكي يشكلوا ثقلا انتخابيا يحافظ على وجودهم في الهيئة الإدارية، إذا ما تخلت عنهم قاعدتهم التي وعدوها ببرنامج لم ينفذوا منه شيئا. وهم بذلك يغيرون الشعب إذا أعلن أنه يتبنى موقفا مخالفا لما يقولون، مؤسسين بذلك لصنف جديد من التسلط والديكتاتورية التي تُمارس تحت شعارات ديمقراطية لا يكرسها سلوكهم بأيّ شكل من الأشكال، بل يلجأون إلى الشتم والإساءات المباشرة على صفحات التواصل الاجتماعي لكل من يخالفهم الرأي. 
 
عرضنا في البداية أهداف الرابطة المعلنة في نظامها الأساسي وعلى موقعها الإلكتروني والتي لا تتضمن العمل السياسي بالمعنى الحزبي : أي أنها تضم كتابا من مختلف الآراء والمذاهب لا يُجمعون على موقف سياسي واحد، وكان رأي المعارضين للنهج الحالي هو أن للرابطة أن تعلن مبادئ سياسية عامة، يتفق عليها الجميع، كحقوق الشعب الفلسطيني ، والقضية الفلسطينية عموما، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، ورفض التدخلات الخارجية في سيادة الدول، وحقوق الإنسان المعلنة عالميا والتي قلما يختلف عليها اثنان دون أن يتم التطرق للتفاصيل بتأييد أو رفض نظام سياسي عربي بعينه هنا أو هناك ناهيك عن ذكر رئيس دولة بالاسم في سياق مدح أو ذم.
 
واحد من الأمناء العامين لأحد أحزاب اليسار، والذي مازال متربعا على عرش الأمانة العامة لحزبه منذ ما يزيد على عشرين عاما يعلق على الوضع في الرابطة ويرى أن:"   نمط هذا الجدل داخل الرابطة يعكس تغلغلاً لأصحاب النفوذ والسلطة في أوساط الرابطة لحرفها عن مسارها.
 
وإنني أتوجه له بالسؤال : ماذا تختلف أنت عن أصحاب النفوذ والسلطة إذ تحافظ على موقعك في الحزب منذ ما يقارب عشرين عاما وكأن أمّا لم تلد مثلك، وهل تواكبت في نقابة الأطباء التي تنتمي إليها المكاسب المعيشية مع المواقف السياسية أم أنكم تركتم الحياة وزهدتم بها من أجل السياسية  كما تطلبون من الكتاب أن يفعلوا، وهل قرأت النظام الداخلي للرابطة أو القانون الذي تأسست الرابطة بالاستناد إليه قبل أن تقول ما قلت، فمسار الرابطة الحقيقي مبين في أهدافها المعلنة غير القابلة للتأويل والفلسفة.
 
الأنكى من ذلك هو وصف الكتاب الذين لا يجد بعضهم قوت يومه بأنهم يتغلغلون في السلطة، لقد جلستم في أبراجكم العاجية تخطبون بالجماهير الغافلة، أما الكتاب فهم يحسنون القراءة والفهم، ولن تنطلي عليهم كلاشيهاتكم الحزبية المنهكة.
ليس هنالك كاتب واحد يطالب بفصل السياسة عن الثقافة كما تدعون، إننا نطالب باستقلالية رابطتنا التي لا يحكمها أمين عام لعشرين عاماً كما يحدث عندكم، إننا نطالبكم بعدم تحميل رابطتنا ما لا تستطيعون أنتم النهوض به في مؤسساتكم الحزبية التي ملت الجماهير خطابها القديم القديم.
 
 
 
______________
أهداف رابطة الكتاب:
1.    تنشيط الحركة الأدبية والفكرية والمعرفية العامّة وتطويرها والارتقاء بها وتوسيع قاعدتها.
2.      التأكيد على الهوية العربية في حقول الآداب والثقافة والمعارف العامة والفكر.
3.   تأمين مظلّة إبداعية وثقافية تتابع شؤون الأعضاء، الإبداعية والمعرفية، وتسويقها، والتعريف بها، على الصعيدين المحلي والخارجي.
4.   المساهمة في توفير التسهيلات الممكنة، المتعلّقة بالظروف الحياتية للأعضاء، والعمل على تعميق التواصل الاجتماعي بينهم.
5.   العمل على توفير الظروف الملائمة لنموّ طاقات أعضاء الرابطة وتطورها، في مجالات الخلق والإبداع والتعبير الفكري، في مناخ من الحرية.
6.   التعريف بالكتّاب في المناطق العربية المحتلّة، ودعمهم وتشجيعهم، والدفاع عن حقوقهم بالوسائل المتاحة. 
7.   استلهام وإبراز الجوانب الإنسانية والقومية والوطنية في التراثين العربي والأردني.
8.   التأكيد على دور الكتابة والمعرفة والإبداع  في تطوير وإغناء حياة المجتمعات والشعوب، وفي التعبير عن طموحات الإنسان وآماله.
9.   تشجيع الدراسات الأدبية والفكرية والمعرفية ورعايتها، بما يتّفق مع أهداف الرابطة.
10.   الانفتاح النقدي على الثقافة الإنسانية في الوطن العربي والعالم.
11.   تعزيز الصلات بين الكتّاب في الأردن من خلال الرابطة، وبين الهيئات الأدبية والثقافية في الوطن العربي والعالم.
12.   إصدار مطبوعات ونشرات ثقافية تكون منبراً للكاتب الأردني والعربي ، تُساهم في إثراء المعارف والثقافة العربية والإنسانية.
13.  استكشاف المواهب الجديدة في الكتابة، ورعايتها، وتمكينها من التطوّر وتبوؤ مكانتها المناسبة في الحركة الثقافية في الأردن والوطن العربي.
14.  السعي إلى وضع الأسس الكفيلة بتحويل الكتابة إلى مهنة، بما يتضمّنه ذلك من حقوق.
15.  السعي من أجل إقرار تشريعات تكفل للكتّاب حفظ حقوقهم الماديّة والأدبية والفكرية.
16.  السعي لتمتين العلاقات بين الرابطة والهيئات العربية الشقيقة والدولية الصديقة، والتعريف بالكتّاب والأدباء العرب بما يعزز الوحدة الثقافية العربية والتواصل الإنساني.
17.   المشاركة بفعالية في كلّ الجهود، المحليّة والعربية والعالمية، الهادفة إلى حماية اللغة العربية، والمحافظة عليها كلغة حيّة، وإعلاء دورها ومساهمتها في الحضارة الإنسانية بكلّ مستوياتها، في حقول الآداب والفنون والمعارف العامّة وغيرها. والمشاركة في التصدّي لكلّ حملات التشويه والتهجين والتذويب ومختلِف المخاطر التي تتعرّض لها اللغة العربية في حياة مجتمعاتنا.  


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد