المنطقة العسكرية الوسطى تترجم رؤى المليك المفدى - طه عبدالوالي الشوابكه

mainThumb

27-07-2015 05:29 PM

 العميد المتقاعد طه عبدالوالي الشوابكه يهدي باقة محبة لمنتسبي المنطقة العسكرية الوسطى بعنوان 

 
المنطقة العسكرية الوسطى تترجم رؤى المليك المفدى
 
الزمان: الأربعاء الموافق للخامس عشر من تموز من العام خمسة عشر والفين ميلادية, لليلتين بقين عن حروة عيد الفطر المبارك.  
 
المكان: قيادة المنطقة العسكرية الوسطى.
 
الشخوص: منتسبو المنطقة العسكرية الوسطى,
 
 الجزء المتمم لبقية جحافل جيشنا المصطفوي, رجال في حضرة البركة الإلهية, في خضم اللحظة التاريخية, يصدون أهوال العاصفة التي تتراشق (عبثا) بوابلها المزمجر على جدران الوطن, يمخرون عباب التحديات الحرجة فيطوعون الصعب, يتلون جبين الردة والإفك إلى الحضيض, يروضون الخوف ووحشة القلق الذي تجاوز حدود الرعب إلى الرهاب والفزع لدى كل من ضيع الدليل.
 
الحدث: أمسية (مأدبة) إفطار يعقبها لقاء اخوي بين مرتبات المنطقة العسكرية الوسطى (قيادة وضباطا وجنودا) والرعيل الأول من المتقاعدين عبر فترات زمنية ممتدة على طول تاريخ هذا التشكيل الرابض على أسوار العزة والمنعة يحرسها, رعيل لطالما أشاح عن الوطن كل جائحة بما قدم وبذل من الغالي والنفيس ليزيد ألق اللقاء حضور وجهاء وشيوخ من المناطق المحيطة, يتوسطهم رجل دين حصيف دمث من الإخوة المسيحيين العمانيين البلقاويين (الأب نبيل حداد), بينما قدم البعض من مناطق شتى من أرجاء الوطن يلبون نداء العلائق الحميمية في باحة قيادة المنطقة الوسطى, أما السماحة والأريحية فيضفيها على حضورهم الكريم خلق طيب محمود عرفه الجميع في شخص قائد المنطقة نفسه العميد الركن سليمان الخزاعلة (أبو احمد). 
مغزى الحكاية: حين ينظر المرء على اتساع الأفق المتراحب من حوله وعلى امتداد الجهات الأربع من الوطن الكبير المحيط بوطننا العزيز يصاب بالدهشة والاستغراب من حالة السكينة والاستقرار التي يعيشها الوطن بكل موجوداته, حتى تعصف به الظنون والهواجس, بعض الذين تصدوا لتفسير الرؤى والطالع والغيبيات بلا أي سند أو دليل يقولون انه استقرار محض صدفة أو ربما تعويذة ساحر, بينما الجزء الأكبر من مفسري الحالة أصابوا كبد الحقيقة التي تبلورت في ثيمة رئيسة تقول إن للوطن قيادته الحكيمة مثلما للوطن رجاله الأشداء, أما القيادة فحديثنا عنها مهما بلغ من علو فلن يبلغ عنان حقيقتها لعظمتها وهو لعمري أمر غير مستغرب منها, فهي القيادة الشرعية التي درست وشكلت ابرز وأبهى مفاصل التاريخ حين نظرت بعين بصيرة فأتقنت الفعل الحضاري للأمم الحية التواقة لكل رفعة وازدهار حتى غدت هذه القيادة منارة عز وفخار للقاصي والداني بل مبعث تقليد ومحاكاة ممن رام حسن العاقبة وسواء السبيل.
وأما نحن الحضور فقد كانت الأمسية أو اللقاء درسا لنا يضاف إلى سلسلة الدروس التي نتلقاها بشغف صباح مساء من لدن قيادة هاشمية حكيمة تحدرت من رحم الشرعية وحازت سبل الريادة كابرا عن كابر, درس من دروس الحياة تلقيناه على يدي قائد المنطقة العسكرية الوسطى العميد سليمان الخزاعلة ولفيف من الأشاوس من هيئة الركن حوله بعفوية وسجية دونما قصد أو نية منهم لإعطاء الدروس, كان الجميع منهم حريصا على إنفاذ توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة ممثلة بقائدها الإنسان معالي رئيس الأركان المشتركة مشعل الزبن الهادفة إلى التواصل مع الأهل وعموم الشعب الأردني العزيز, كان الجميع قيادة ومرتبات يتحركون في فلك واحد (كالأنجم السيارة) متناسقين كبلورات الثريا تضيء ليل أمسية جميلة, انه فلك القائد الأعلى جلالة الملك المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين الذي عودنا بما رأينا وشهدنا منه مرارا من أفعال ومواقف اجتماعية ووطنية وهو لا يني لحظة عن فعل التواصل والتعايش مع أهله من أبناء هذا الوطن مثلما يتواصل بمودة ولين جانب مع صغار الجند قبل الضباط متلمسا همومهم وقضاياهم فيعلي عزائمهم وهممهم.
 
كانت الأمسية (بعيدا عن إسفاف الغريزة المعوية للصائمين بعد ساعات طوال) مناسبة طيبة توجتها بركة الخالق جل في علاه في شهر التوبة رمضان, جلس الجميع بين مدعوين من قيادات سابقة للمنطقة الوسطى ممن قدموا الكثير الكثير وافنوا شبابهم في إدامة حالة الرباط المقدس على ثغرة تتثاءب بفمها لتشكل أطول جبهة مع عدو تاريخي عرفنا جيدا كيف يتم التعامل معه كعدو, وعدو آخر يتربص بنا الدوائر متستر في لبوس الدعاة والصديقين, وكل ذلك مرصود بعناية وحذر شديدين بهمم الرجال الذين لا يعرفون للراحة سبيلا.
 
كانت الأمسية اجتماعا اخويا حاشدا تخلله البوح الصادق بمكنونات النفس من قبل الرعيل الأول من القادة وهم يذكرون الحضور من جند وضباط وقيادات مجتمعية من عامة الشعب لزيادة الانتباه والحيطة والحذر ليظل الوطن مصانا عزيزا, كأننا كنا نستمع إلى محدثين ورواة ثقاة للحديث والسند الشريف, يحدثونك (لأخذ العبرة والفائدة) بأبرز ما جرى معهم خلال سنوات خدمتهم العسكرية بأسلوب متواضع لا يخلو من حكمة الكبار وحلم الرجال الصناديد, ليزداد رصيدك من القناعة بموثوقية هذا الوطن وبرجاله الذين ارخصوا كل غال في سبيل منعته وكبريائه بلا زهو أو ادعاء زائف, والأجمل انه حديث لا تلمح فيه أية مظنة لمنة أو تضخيم, يحدثونك بحقائق وشواهد من حولهم كأنهم المحققون بحزم في صحة أصول السند والعنعنة (عن فلان وفلان وفلان) فيصادق مقولة الواحد منهم مستمع آخر يجلس غير بعيد عن إطار الجلسة يومئ برأسه إقرارا والبعض يقولها صراحة  صدقت واني الشاهد على صدق ما تقول.
كانت الأمسية لقاء مباركا ببركات الرب, محروسة بحمايته تتوج بحق رؤى ورغبات جلالة القائد الأعلى  الهادفة إلى زيادة أواصر اللحمة بين الجيش والشعب لتوحيدهم على قلب رجل واحد, وهو أمر ما كان له ليكون حقيقة ماثلة لولا حرص رئاسة أركان الجيش وقيادة المنطقة وصولا إلى اصغر المرتبات في سلم الرتب العسكرية لتحقيق هذه الرؤى والتطلعات الملكية الإنسانية ليس في هذا العرين المتحفز على الحدود الوسطى من الوطن يحمي خاصرته من كل معتد أثيم فحسب بل وفي بقية التشكيلات والمناطق العسكرية الأخرى, كيف لا؟ وفي يقينهم جميعا أن الرب واحد والقائد واحد والجيش واحد والوطن الهاشمي واحد لا يقبل القسمة إلا على واحد ليكون الحاصل الجبري دائما واحدا.
 
الحبكة: أما الحبكة يا قوم (وهي ذروة التأزم في هذا النص الوجداني, ذلك التأزم الذي ثور في نفس كاتب هذه السطور شعور الاعتزاز والفخار فحقق لديه هو ومن كان مدعوا مثله حالة راسخة من التثبت واليقين) وعلى النحو ألآت:
 
كانت الحبكة (أو لنقل الإجابة) كالصدفة في جوف المحارة (أو لنقل سؤال) بينة وواضحة: سؤال يجيب على أسئلة كثيرة, نعم, فلا غرابة من سؤال يجيب على أسئلة, فهي لعمري طريقة مثلى في الحوار تشبه طريقة سقراط في (الحوار السقراطي) للرد على ما يجول من أسئلة واستفسارات تدور في خلد وخاطر الكثير ممن لا يعلمون حقيقة منعة هذا الوطن.
السؤال الأول يقول: كيف يتأتى الفعل الأخلاقي الإنساني الحضاري كل يوم من جيش مدجج بالسلاح يمسك عليه بقوة بينما العالم بأسره يرى ما يحصل من ارتدادات أخلاقية على أيدي جيوش من حولنا جل همها الإطاحة بأوطانها (الإنسان والشجر والحجر) حتى تطاولت برعونتها فشوهت القيم والفضائل ودنست الحرمات والأعراض وقضت على آخر ذرة من الشرف والنوماس لبني وطنها؟ 
 
السؤال الثاني: كيف يقتنع العالم بان جيشا حرفته القتال فحسب يقوم بدعوة أفراد الشعب للحلول في مضاربه ضيوفا أعزاء دونما حرج أو ضيق امني أو تنبيش للجيوب, يقدم لهم موائده الحاتمية بحميمة ودفء صاف كالزلال؟
 
الإجابة على ما تقدم تتجلى في المراس الطيب لهذا الجيش لأنه الجيش الذي يصلي منتسبوه في ساحات وميادين تشكيلاتهم صلوات الله بكامل الفروض والسنن وكأنهم الصحابة والتابعين في أوان الفتح الأول (بدر واحد والخندق), يتجلى الجواب أيضا في حقيقة تقول إنه الجيش المصطفوي الذي ترى منتسبيه يتسابقون خلف الأئمة والوعاظ العسكريين حيث لا يخلو تشكيل من هذا الجيش من واعظ ديني تعلم القرآن فعلمه, معتدل الفكر غير متطرف, جيش ترى منتسبيه برغم حالة الاستنفار والجاهزية القصوى المطلوبة منهم للتعامل مع متطلبات الحالة الراهنة المستعصية في حالة تعبد وتسبيح متهللين, جيش تراه برغم ما يثقل أجساد منتسبيه من أحذية عسكرية وبدلة العمل المموهة المحملة بالجعب الكتانية والعدة والعتاد الثقيل إلا أنهم الحريصون على مرضاة ربهم جل في علاه يحققون دعواته لصون كرامة الإنسان, هو الجيش ذات الجيش الذي يحيي منتسبوه ليالي الشهر الفضيل في ذكر خالقهم حامدين شاكرين طالبين المغفرة تائبين عن كل نقيصة ربما أصابتهم, يتسابقون على ختم القرآن سباقا يدور بينهم في ساعات الراحة بلا كلل أو ملل ليلتقي الخلق الوعر (خلق الرجال المناعير) بما فيه من الصرامة والحزم مع خلق الرحمة واللين والعطف على بني وطنهم وجلدتهم. 
 
ختاما يتجلى الجواب الكبير يا سادة على كل تلك الأسئلة المتشظية من عقل وقلب كل مندهش فيما يراه ويلمسه لا فيما يسمعه فحسب عن أفعال  ومواقف هذا الجيش المصطفوي العتيد, فانعم يا رب بجيش هذا ديدنه وانعم يا رب بمليك هذا منهجه, وكل عام والقائد الأعلى والوطن والجيش (بكافة مناطقه) بألف خير ولكم يا منتسبي الوسطى العسكرية (قيادة وضباطا وجنودا) تحية المحبة والسلام ادامكم الله حماة لوطن المحبة والوئام.

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد