خطر القومية التركية والقومية الفارسية على العرب - رائد العزازمة

mainThumb

28-07-2015 09:58 PM

إيران وتركيا دولتان إسلاميتان احدهما ترتكز على مبدأ الثورة الإسلامية في محاولة بسط نفوذها والأخرى تدعم الحركات الإسلامية السياسية وتفصل بين دينها وسياستها وتحاول أن تعيد أمجاد الأتراك في أراضي العرب وهذه هي الخدعة الكبيرة التي يعتمد عليها البلدان في تسويق مشروعيهما وتضليل الآخرين.
 
بصمة الأتراك وسيطرتهم على المنطقة العربية في حقبة تاريخية فائتة لا يمكن تجاوزه بسهولة او المرور عليه هكذا لمن يريد قراءة الواقع الحالي حتى أنهم قرروا في وقت ما تعليم اللغة التركية وفرضها مكان اللغة العربية الأم تحت ما يعرف بالتتريك وللأمانة لم يكن هذا المشروع التركي إلا بعد انهيار الخلافة وسيطرة يهود الدونمة على الحياة السياسية في تركيا بقيادة المتصهين اليهودي كمال أتاتورك. وهذا يؤشر إلى فكر خطير يهدف إلى مسح حضارة العرب من خلال تغيير لغتهم وثقافتهم هذا من ناحية.
 
ومن ناحية أخرى نرى أن القوة الاقتصادية التركية الحالية كبيرة ومن مصلحة تركيا الحفاظ عليها بل وتعظيمها. والبوابة للحفاظ على هذا التفوق كانت سوريا فهي اقرب الدول العربية إلى التجربة التركية نسبيا بحكم الجغرافيا والسكان والإمكانات المتاحة لذا كان لا بد من أن تكون سوريا  بالنسبة لتركيا هدف يجب القضاء عليه وتدميره حتى لا ينافسها او يكون عقبة أمام مشروعها القادم لتفح بذلك بوابة العبور إلى باقي الدول العربية البعيدة جغرافيا.
 
ولا نستطيع تجاوز القوة العسكرية التركية خصوصا أنها عضو في حلف شمال الأطلسي أي أن جيشها يخدم المصلحة الغربية إذا اقتضت الحاجة وهذا ما نراه الآن من استخدام قواعدها العسكرية وفتحها أمام الطيران الغربي في حربه ضد الإرهاب كما يقولون. تركيا أيضا لم تكن داعمة للجماعات الإسلامية السياسية في البلاد العربية تبرعا ومجانا كدعمها لحركة الإخوان المسلمين بشكل علني وإنما لتمتلك بذلك ورقة تأثير تستطيع من خلالها أن تلعب بها متى تشاء لتغير في المسار والقرار السياسي في تلك البلدان وتكون أيضا طرفا ولاعبا أساسيا تحصل به على المكاسب السياسية التي تعطيها القوة في الاستمرار وبسط نفوذها.
 
أما إيران فما زالت تطلق على الخليج العربي بالفارسي وقبل عدة أشهر قال احد مسئوليها أن بغداد عاصمة للإمبراطورية الإيرانية وهذا فكر أخر يهدد العرب ويعمل على مسح حضارتهم والسيطرة على مقدراتهم وما تدمير العراق إلا البوابة التي فتحت على مصراعيها لتحقيق هذا المشروع الفارسي فزوال الدولة العراقية او إبقاءها ضعيفة تحت سيطرة الميليشيات الشيعية مصلحة إيرانية بالدرجة الأولى. وقد كان وما زال من المنطقي بحكم هذه الأهداف دعم إيران لبعض القوى العسكرية المؤثرة كحزب الله في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن والمليشيات الشيعة في العراق وهي أوراق إيرانية تخدم مشروعها السياسي دون أدنى شك.
 
أما اقتصاديا فالدور الإيراني قادم وسيكون مؤثرا على المنطقة  بعد الاتفاق الإيراني مع الدول الغربية حول المشروع النووي الذي سيضمن لإيران الإفراج عما قيمته 150 مليار مجمدة في الخارج كما سيعطيها الاتفاق حصة أساسية في سوق النفط ولن يكون استثمار هذه الأموال معضلة بالنسبة لدولة مثل إيران لديها النواة الصناعية الحقيقية للبدء بمشروعها الاقتصادي على أرضية ثابتة وبخطى واثقة. أما من الناحية العسكرية فإيران الآن قوة عسكرية اقليمية مؤثرة تهدد جيرانها بل وتحتل أراضيها بشكل مباشر مثل جزر أبو موسى الإماراتية دون أن تأبه للمجتمع الدولي وقراراته.
 
كلتا الدولتان هنا واقصد إيران وتركيا تملكان مشروع قومي وأطماع بالتمدد والتوسع ولن يكون ذلك إلا على حساب العرب وأرضهم. وستنطلق كلتا الدولتان من قومية بالرغم من الديكور الديني الخارجي الذي تظهران به وهذا ما يطمئن الدول الغربية ويجعلها على مسافة واحدة من كلا البلدين فما يخيف الغرب هو الدين وليس القومية وسيعرف العرب قريبا معنى الخسارة المؤلمة حين تقع تحت الوصاية الإيرانية والتركية وحين تنهار منظومات سياسية لدول كانت تعتبر نفسها خارج نطاق التقسيم والنظام العالمي الجديد.
 
وكل ذلك سيكون بمثابة خدمات مجانية للمشروع الصهيوني في فلسطين وتحقيق ما يسمى بالدولة اليهودية في ظل غياب أصحاب القضية الأساسية وهم العرب وسيطرة القادمون الجدد(الأوصياء) على مفاصل الحياة المختلفة لتكون اللعبة السياسية على المكشوف أي قومية تركية تحكم في الشام وجزء من الحجاز بغطاء ومعسكر طائفي سني وقومية فارسية تحكم في العراق والمناطق الشرقية من الخليج أيضا هنا بغطاء ومعسكر طائفي شيعي ليحقق المعسكران التوازن المطلوب لبقاء اليهود في دولتهم اليهودية المزعومة أمنة على الأرض الفلسطينية.
 
 
razazmeh@yahoo.com 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد