يا عِكّاشة (لو كنتَ .. ) - طه عبدالوالي الشوابكه

mainThumb

28-07-2015 11:16 PM

قال تعالى: .....فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون. ((صدق الله العظيم)). الأعراف. 175.
 
أما عمرو بن كلثوم فيقول في معلقته:
 
 
أَلاَ لاَ يَعْلَـمُ الأَقْـوَامُ أَنَّــا.................. تَضَعْضَعْنَـا وَأَنَّـا قَـدْ وَنِيْنَـا
 
أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا.............  فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا
 
وإَنَّـا المُطْعِمُـوْنَ إِذَا قَدَرْنَــا........... وَأَنَّـا المُهْلِكُـوْنَ إِذَا ابْتُلِيْنَــا
 
وَأَنَّـا العَاصِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا............ وَأَنَّـا العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
 
وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْـواً...... وَيَشْـرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْنَـا
 
إِذَا مَا المُلكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفـاً....... أَبَيْنَـا أَنْ نُقِـرَّ الـذُّلَّ فِيْنَــــــا
 
وأما نحن (الأردنيون) ففي حديثنا نقول:
 
لو كنتَ تحترم مصرَ لكنت مؤدبا في ثُغائِك.
 
لو كنت تقدّر رئيس دولتك وحكومتك كما كانت دوما توحي لنا ثرثراتك عبر أثيرك الملوث بالضجيج والجلبة كالطبل في مهب الريح المتخم بالريح الآسنة لكنت على اقل تقدير أكثر كياسة وفطنة.
 
لو كنت تقدّر شعبك وبني جلدتك لكنت أكثر الحريصين على حاضر ومستقبل الأردن لما يحتضن - كأم رؤوم - من عديد الوافدين المصريين الطيبين نقاسمهم هواءنا وخبزنا ودفئنا وكفالتنا ونشوميتنا, فاسأل السفراء (الضيوف) منهم إن كنت لا تعلم.
لو كنتّ من الرجال الثقاة لكنتَ أكثر واقعية وموضوعية في طرحك الذي يصلُّ كصليل العربيد اللامع تحت الرغام فرط عداوة وخبثٍ ودهاء نسويّ.
 
يا عِكاشيّ, لو كنتَ من الشرفاء لكنت أكثر حلما في تنجيمك يا ضارب الودع يا نشّاب العُقد يا ابن العرافة وأنت تفحُّ فحيحك الأصفر الذي يتقايح كالصديد, يتقاطر على صدرك على امتداد رسنك من انف كأنف طفل زُقاقيّ مهمل على قارعة الطريق.
يا (عِكاشيّ) بكسر العين, لو كنت عُكاشيّا (بضم العين) بحق لكنت احترمت الشخوص من آل عُكاشة الذين تحمل واهنا اسمهم لما عرف عنهم من أدب وكياسة وما لهم من اثر على عروبتهم وبني جلدتهم.
 
لو كنتَ تربيت في حضرة الرجال لما دمدمتَ بفقاعات الهواء من إستك الذي ينحدر تحت شاربك الحليق فوق ذقنك المثقوب حتى اختلط عليك ثغاؤك مع دويك الذي يفضُّ المجلس وينقض الوضوء. 
 
أيها المنّاء دونما مبرر يستجلب شهوة الملتذ, لقد أضناك التسافد على أبواب الشهرة بلا طائل لأنهم عرفوك جيدا, لكأنك الولد الشقي (اللطيم) تمارس الشبق على قفا نعجة أصابها العجف, تتحسس مصيرك ومستقبلك الخائب فوق شملة على أثداء بقرة مختلّة, أيها النخاسي الصانع, الصنّاع والنخاسة نعرفهم في عرفنا أنهم لا يجيدون إلا الثرثرة على غير علم ويقين كما لا يجيدون إلا تلميع قرونهم لتضيء ليلة المشتهي في خربوش على أطراف الرغبة الوثنية ميمنة أو ميسرة, لكم غيَّرَ الاردنيّون منهج الصنّاع والنخاسة ممن سبقوك فصاروا في حضرة أخلاقنا وشهامتنا أسيادا, بينما أنت الشقي البعيد عنا ويا ليتك القريب منا لكنت انضممت إلى طابورهم لتتعلم الأدب والمروءة من زبرنا (كتبنا).
 
لو كنتَ عروبيا أصيلا لما تمنيت على شياطينك الأماني بُعيّد عيد الأضحى, يا خروفا لن يقبله الله منا حتى وإن به ضحينا, فأنت وان قدّمت نفسك قربانا لتوبتنا ستظل المتردية والنطيحة والموقوذة, أنت كالعنزة المهرورة (المسهولة) حلَّ عليها الذبح علّنا في ابخس الأحوال نفيد (الحمّاريِنَ) من جاعدك (جلدك) لتصير وِثرا على ظهر دابة مُدبرة (متقرحة).
 
أيا عِكّاشة:
 
بحثت على عجل - مضطرا لا راغبا - في تفاصيلك فلم أجد أدل عليك من اسمك لتبرير ما سلكت من فارغ القول, لقد أغنانا اسمك كثيرا عن التجوال في ثنايا شخصك القميء, فخذ بعضا مما وسعنا عن معناك كما اوستحيناه من الدليل, يا (سليل قابيل ) يا من لم ترعوِ حتى بحق أخيك هابيل؟
 
أيها العِكش لاسمك ما  له في سكيمات (مخططات) أدمغتنا من مدلولات: 
 
1. عكاشة: العنكبوت, الذكر يسمى عنكب وهو من فصيلة العقارب. 
 
2. عَكِشَ الشَّعْرُ: تَجَعَّدَ، تَلَبَّدَ, وستظل قُرْمُداً ملبدا قزميا لن تنفش أبدا.
 
3. عَكِشَ النَّبَاتُ :اِلْتَفَّ، كَثُرَ, وستظل ملتفا على نفسك يخنقك حبل هوسك بالشهرة والبريق.
 
4. عَكِشَ الرَّجُلُ: قَلَّ خَيْرُهُ, ولعمري إن هذه الجملة لهي أوضح دليل على بؤس حالك وانعدام الخير فيك يا عليل.
 
أيا عِكّاشة: لا تتورط معنا (أدبيّا) و (واويّا) ولا حتى (إعلاميّا), نعلم أن لك شبيحة مأجورين قد يحرفون الكلام عن موضعه, نعلم أن لك (نساء مأجورات يجدن الردح بالخلاخل والدفوف جيدا ) وثلة من أبناء الخطيئة لا يرعوون في الله إلّاً ولا ذمة, لكن, لتعلم أننا قوم لا نعادي ولا نعتدي إلا على من اعتدى وبغى, وحيث أنت الذي بدأت فها قد تلقيت, أما نحن (الأردنيين) فستظل الرجولة طبعنا والعروبة جامعنا ومطلبنا ومصر الحبيبة مبعث أملنا, لكني والحالة هذه أتضور ألما على ارض الكنانة التي إليها تنتمي,أتحرق أسفا على تلك الأرض الطيبة المباركة التي علّمتْ الدنيا الحصافة والأناقة واللطف والدماثة, وحيث السفيه يجلب لقومه الشتم والسباب فاني أربأ بنفسي عن ذلك احتراما للمصريين الطيبين الشرفاء لأحمّلك ما ندّ عن صوابي يا فسّاء يا منّاء يا (أراغوز) الفراعين.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد